كتاب في تاكسي.. مبادرة فلسطينية للقراءة
وتستهدف الحملة المركبات الصغيرة الحجم (سبعة ركاب) بوضع كيس قماشي خلف كرسي السائق بطريقة لافتة للانتباه وسهلة تمكن الركاب من الوصول إليها بيسر، "وكل سيارة ستحوي ما بين خمسة وعشرة كتب منوعة".
تشجيع القراءة
ويضيف القريوتي أن الحملة -التي يطلقونها بدعم من المعهد التقني العالمي وتجمّع بسطة إبداع الشبابي الثقافي- ستشمل ما يزيد على 300 مركبة في هذه المرحلة، وستتطور لتصل إلى الحافلات الكبيرة وإلى مدن ثانية إذا أثبتت نجاعتها.
ويؤكد أن المبادرة ليست جديدة، وقد استمدت فكرتها من تجارب مشابهة حصلت في بلدان عربية، إضافة لما يحدث في الطائرات والقطارات وغيرها من وسائل النقل العالمية.
ويمكن لهذه المبادرة في رأي القريوتي أن تخلق حالة ثقافية بين الفلسطينيين، لا سيما أن الكتب المعروضة تتنوع بين الثقافة والأدب والسياسة وغير ذلك، لافتا إلى أنهم أخذوا أمرين هامين بعين الاعتبار، وهما أن تشمل الكتب قصصا للأطفال، وأخرى باللغة الأجنبية تلبي احتياجات الركاب.
وتركز مثل هذه الأنشطة على تقوية العلاقة بين الجمهور والكتب، بحيث تعيدهم مجددا للقراءة والمطالعة في ظل التطور التكنولوجي، كما أن وجود الكتاب داخل التاكسي يثير فضول الراكب، ولا يمانع القائمون على المشروع إذا ما سُرق أي كتاب "فهذا يعني اكتساب قارئ"، كما يقولون.
أما الأهداف البعيدة المدى للحملة -كما يرى القريوتي- فتكمن في تعزيز الهوية الثقافية الفلسطينية، إذ إن جزءا كبيرا من هذه الكتب يتحدث عن فلسطين تاريخها وقضيتها، وهي وسيلة حضارية ومهمة في النضال ضد إسرائيل عبر خلق حالة من الوعي.
حالة ثقافية
وتقول سيراء سرحان عضو اللجنة الإعلامية للحملة إن عملية تجميع الكتب تعد أصعب المراحل لكونها تعتمد على طرق باب المؤسسات الرسمية وحتى الأفراد، وقد استطاعت الحملة إلى الآن جمع ما يزيد على 1300 كتاب، وهم بصدد تقبل أي كتب أخرى حتى بعد الانتهاء من الجمع.
وأضافت -في حديثها للجزيرة نت- أن المنظمين لجؤوا لاستطلاع آراء أصحاب سيارات الأجرة والمواطنين أيضا، حول المبادرة "ووجدنا تقبلهم الكبير للفكرة وتشجيعهم لنا".
وتشير سرحان إلى أنهم في المرحلة الحالية يركزون على جمع الكتب وتوزيعها، وإذا ما كان النجاح حليفهم فستأخذ الفكرة منهجا آخر بالانتقال لتنظيم أمسيات ثقافية وأدبية وغير ذلك.
ويرى الكاتب الفلسطيني ومدير تجمع بسطة إبداع محمد عطا أن مثل هذه الخطوات قادرة على خلق حالة من الثقافة المتنوعة والإيجابية في المجتمع الفلسطيني الذي تربطه علاقة متينة مع الكتاب.
ويرجع تفاؤله بنجاح التجربة لسببين، أولهما وجود الكتاب في مكان غير متوقع وهو التاكسي، وثانيهما استهدافه بدرجة كبيرة للناشئة من الجيل الشاب الذي لا يُحفز على القراءة.
ودعا عطا القائمين على المبادرة لتجديد الكتب في سيارات الأجرة بين الفينة والأخرى، إضافة لتوفير عنصر الاستمرارية، "فمشروع كهذا لن يترك أثره في أشهر معينة".
وأضاف أن المجتمع بطبيعته منقسم بين مؤيد ومعارض للفكرة، والمطلوب من القائمين تحفيز المعارضين عبر خلق مزيد من التفاعلات الثقافية بهذا الشكل أو بغيره بعقد أمسيات ثقافية وأدبية تردف الحملة وتحفزها.