"عشتروت فلسطين" تجمع الفن والطب

شادية حامد خلال حفل غنائي بمهرجان الموسيقى الصوفية بالمغرب

شادية حامد خلال حفل غنائي بمهرجان الموسيقى الصوفية بالمغرب (الجزيرة نت)

محمد محسن وتد-أم الفحم

تلقب بـ"عشتروت فلسطين" إنها شادية حامد القادمة من حيفا بفلسطين، شاعرة وممثلة ومطربة، ضمن "فرقة الموسيقى العربية الناصرة".

نشأت في بيت بسيط يقدر الموسيقى والغناء والشعر، لكنه يقدر الفن والطرب الأصيل، ودمجت ما بين الفن والطب، فعشقها للفن الأصيل دفعها لدراسة الطب الذي تعتبره من ضروب الفنون أيضا.

حاصلة على الماجستير من جامعة بوسطن بإدارة التمريض والأجهزة الطبية، تعمل مديرة طبية بعيادة تخصصية لإرشاد مرضى السكري، ومتزوجة من الباحث بأمراض الكبد الدكتور سيف أبو مخ.

الهوية الفلسطينية
رسخت جذورها بالأرض رغم الاحتلال الإسرائيلي ونواياه، حافظت على هويتها القومية وتصدت لأي عملية هدفت لتغييب الهوية الثقافية الفلسطينية.

تنشر أشعارها من خلال الموقع الإلكتروني لمؤسسة "النور للثقافة" بالسويد حيث يضم حوالي 3500 شاعر وأديب. استضافها المغرب والجاليات الفلسطينية والعربية بأوروبا في أمسيات شعرية ومهرجانات فنية.

شادية حامد خلال عملها بالعيادة الطبية (الجزيرة نت)
شادية حامد خلال عملها بالعيادة الطبية (الجزيرة نت)

حظيت بخوض تجربة التمثيل بدور بطولي في السينما المغربية إلى جانب الممثل المغربي محمد عز العرب الكغاط في فيلم "الأعمى والغجرية"، وترتقب دورا بطوليا بفيلم "فاس مدينة الروح".

الأصالة والإبداع
تهوى الشعر وتغني للحياة، كما تعشق الموسيقى التي تركن إليها في لحظات الأرق فتهتز طربا للكلمات وللحن الراقي ويأخذها ذلك كله إلى عوالم الأصالة والإبداع.

وكانت خير من قدم أم كلثوم وأسمهان فنا ملتزما وصوتا شجيا عذبا وإحساسا مرهفا يرتقي إلى مصاف الكمال. فتحت قلبها للجزيرة نت علها تصل وتتواصل مع العالم العربي.

تقول شادية حامد "استطاع المثقف الفلسطيني الذي بقي في وطنه أن يقاوم ويجابه نهج التشويه الثقافي الذي اعتمده الاحتلال، ليؤسس حالات من تجاوز المحنة التي أصابته كي يخوض مرحلة جديدة من مراحل ارتباطه بقضيته، والدفاع عن وطنه بقلمه أدبا وفكرا وثقافة".

الجنسية والتواصل
وتحدثت عن المثقف وواقع الحياة الثقافية والفنية بالداخل الفلسطيني بالقول "المثقف ورغم معاناته هو بمثابة ثروة وطنية وقومية لا يمكن تعويض خسارتها، فهو يمثل روح الأمة ويمتاز بقدسيتها".

وتابعت "فُرضت علينا الجنسية الإسرائيلية، وهذا الأمر يمنعنا من التواصل مع إخوتنا العرب، وهكذا نعيش الغربة مرتين، أغرابا في وطن لا يمت بيننا وبين من يحتله أي صلة، وأغرابا عن أهلنا وإخوتنا بسائر الدول العربية".

فُرضت علينا الجنسية الإسرائيلية، وهذا الأمر يمنعنا من التواصل مع إخوتنا العرب، وهكذا نعيش الغربة مرتين، أغرابا في وطن لا يمت بيننا وبين من يحتله أي صلة، وأغرابا عن أهلنا وإخوتنا بسائر الدول العربية

وعن علاقة هذا الوضع بالثقافة العربية، توضح "هنا تكمن الكارثة، هنالك ظلم كبير بحقنا، فواقعنا الأليم ونظرة البعض من العالم العربي ساعدت على هذا الظلم، ربما يجهل الكثيرون بجزئية عرب 48 الذين هم بالحقيقة الفلسطينيون الذين أبوا ترك وطنهم وتشبثوا بالأرض".

الفوارق الثقافية
وبدلا من تقييمهم بالشكل اللائق، تضيف شادية "هنالك وللأسف من ينظر إليهم كجزء من الكيان المحتل، والتواصل معهم يعني أن هذا يساعد على تطبيع العلاقات مع المحتل، فيتضاعف الإجحاف والظلم بحقهم".

لكن رغم هذا الواقع، تؤكد شادية حامد "نحن فلسطينيون وسنحافظ على هويتنا بكل ما فيها من قيم وعادات وتراث وفكر. فتقنيات عصر العولمة تصبّ في صالح تواصلنا مع العالم العربي مما سهل علينا عملية تقليل الفوارق الثقافية بيننا وبين أهلنا بسائر الدول العربية".

وتساءلت شادية "إذن أين نطور إبداعنا وننَمي فنوننا؟ وكيف نحافظ على تراثنا من الضياع ونبقي على هويتنا الثقافية؟".

وشددت على أن هذه الأسئلة ستبقى تدمي القلوب والأرواح، فإنها لغصة وحسرة بقلب كل مبدع ومثقف وفنان بالداخل، حقوقنا بدولة المحتل مهضومة وتنقصنا الأطر المطلوبة لتنمية إبداعاتنا ومواهبنا وقدراتنا.

وخلصت بالقول "إنني راضية تمام الرضا عن نشاطي خارج وطني، لكنني كنت سأسعد لو ضمني وطني المفقود يوما إلى ذراعيه حتى تبكي قصائدي على كتفه وترقص أغنياتي على وقع فرحته".

المصدر : الجزيرة