اختتام المهرجان الدولي لسينما حقوق الإنسان بالرباط

لوحة المهرجان وحصلت عليها من مدير المهرجان

الشعار الرسمي للمهرجان (الجزيرة نت)


الحسن سرات- الرباط
اختتم يوم الأربعاء بالرباط المهرجان الدولي لسينما حقوق الإنسان في دورته الثانية التي انطلقت في الأول من الشهر الجاري بفوز فيلم "من جدار إلى جدار: من برلين إلى سبتة" للمخرج البلجيكي باتريك جان، بجائزة إدريس بنزكري.
 
ويتناول الفيلم الفائز قصة انهيار جدار برلين الذي كان يفصل بين ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية وجدار سبتة الذي أقامه الاتحاد الأوروبي بالمدينة المغربية المستعمرة من قبل إسبانيا ليكون حاجزا أمام المهاجرين الأفارقة إلى أوروبا.

وينتقد الفيلم الوثائقي السلوك الغربي تجاه الجاليات الأجنبية التي شاركت في بناء المجتمعات الأوروبية الحديثة واقتصادها.

النخبة والجمهور
وأوضح عمر لوزي -مدير المهرجان بالرباط والمستشار في الأمم المتحدة لحقوق الأمم والشعوب- أن أكثر من 60 فيلما من 25 دولة مشاركة في المهرجان يدور حول حقوق الإنسان.

وأضاف في حديث للجزيرة نت أن هذا المهرجان يأتي في المرتبة الرابعة بعد ثلاثة مهرجانات خارج المغرب، ويهدف للتعريف بحقوق الإنسان عن طريق الفن السابع، وفضح الانتهاكات سواء في المجال السياسي أو الثقافي أو الاجتماعي أو حقوق النساء والأطفال وحقوق المهاجرين.

عمر لوزي يلقي كلمة اختتام المهرجان
عمر لوزي يلقي كلمة اختتام المهرجان

بيد أن لوزي -وعلى الرغم من اقتناعه بأن المهرجان الذي لا يزال في بداياته قد حقق أهدافه المرجوة- أسف لتخاذل المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان بالرباط عن الدعم رغم الإعلان عن المشاركة بتنسيق مع الاتحاد الأوروبي.

رمز مغربي
من جهته، اعتبر إدريس أخروز رئيس لجنة التحكيم ومدير المكتبة الوطنية التي عرضت بها عدة أفلام ونظم حفل الختام، أن إدريس بنزكري المتوفى منذ أكثر من عام، صار رمزا لحقوق الإنسان بالمغرب، مضيفا أن أحسن إنجاز قام به هو قيادته لهيئة الإنصاف والمصالحة.

ولفت في كلمة لجنة التحكيم في حفل الختام إلى أن ثقافة حقوق الإنسان لم تكن في يوم من الأيام قضية جماهيرية بل ظلت قضية نخبة تفتح الآفاق وتنير السبل، وهذا ما عكسه كثير من الأفلام المعروضة.

هموم الناس
من جانبه انتقد الناقد السينمائي أحمد بوغابة تركيز مثل هذه المهرجانات على الجانب السياسي من دون الجوانب الأخرى التي تمس صميم حياة الناس، مضيفا في حديث للجزيرة نت أن تناول قضايا الحياة اليومية للناس وهمومهم الاجتماعية والاقتصادية والتربوية التي نصت عليها مواثيق حقوق الإنسان من شأنه أن يقرب المهرجان من الفئات الشعبية ويبعدها عن النخبوية.

واعتبر بوغابة أن الفن السابع وسيلة فعالة في تثقيف الناس وتوعيتهم بحقوقهم الأساسية والنضال من أجلها، وأن هذه الوسيلة هي الأنجع في الدول المتخلفة التي تعاني أكثر من غيرها في مجال انتهاكات حقوق الإنسان.

كما انتقد بوغابة تجاهل المشرفين على هذا المهرجان لأهمية التعريف الواسع بعملهم منوها بأهمية الدعاية الإعلامية المكثفة في توسيع الاهتمام وجذب مزيد من الجمهور.

المصدر : الجزيرة