اليونسكو تطلق المكتبة الرقمية العالمية

مخطوط عربي من القرن السادس عشر الميلادي
مخطوط عربي من القرن السادس عشر الميلادي

عبدالله بن عالي-باريس
 
تم بمقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) في العاصمة الفرنسية باريس إطلاق المكتبة الرقمية العالمية التي تهدف إلى تمكين مستخدمي شبكة الإنترنت من الاطلاع مجانا على نفائس الكتب والمخطوطات الموجودة بكبريات المكتبات العالمية.
 
وأكد القائمون على المشروع أن المكتبة التي تسعى إلى التعريف بتراث مختلف الحضارات الإنسانية، ستساهم في المحافظة على التنوع الثقافي وتقليص ما أسموه "الهوة الرقمية" بين الدول الغنية والبلدان الفقيرة.
 
وقال المسؤول عن المكتبة في اليونسكو عبد العزيز عبيد إن "المشروع رأى النور بفضل تعاون 32 مكتبة ومؤسسة ثقافية من 19 بلدا بينها عدة بلدان عربية".
 
وأوضح في تصريحات صحفية أمس على هامش الحفل الذي جرى الثلاثاء أن اليونسكو تسعى إلى رفع عدد البلدان المساهمة بالمشروع إلى ستين دولة قبل نهاية السنة الجارية.
 
وتضم المكتبة حاليا 1300 مأثور ثقافي بينها كتب ومخطوطات وخرائط وأفلام وتسجيلات سمعية بصرية.
 
وتقدم محتويات هذا الموقع الإلكتروني بسبع لغات هي الانجليزية والعربية والصينية والإسبانية والفرنسية والبرتغالية والروسية.
 
وأضاف عبيد أن "المحتويات المتوفرة ليست حكرا على المكتبة الرقمية العالمية، وفي وسع الهيئات الثقافية المشاركة في تقديمها إلى مكتبات أخرى على أن تبقى هي المالكة لهذه الأعمال".
 

رسوم صخرية أفريقية تعود إلى الألف السادس قبل الميلاد
رسوم صخرية أفريقية تعود إلى الألف السادس قبل الميلاد

حضارات إنسانية

وأكد المسؤول عن المكتبة الرقمية أن هدف هذه المبادرة هو التعريف بتراث مختلف الحضارات الإنسانية والمحافظة على التنوع الثقافي في العالم، معتبرا أن المكتبة ستقلص "الهوة الرقمية بين الدول الغنية والبلدان الفقيرة بواسطة وضع هذه الذخائر المعرفية في متناول الكل مجانا".
 
وكشف المسؤول باليونسكو "ثمة دول ترغب في الاطلاع على كيفية عمل هذه المكتبة بهدف إنشاء مواقع مشابهة لها بتلك البلدان" مشيرا إلى أن المنظمة "ستدعم الأعضاء الذين لا يملكون القدرة التقنية والمالية لتحويل مكتباتهم إلى التكنولوجيا الرقمية".
 
وتعد مكتبة الكونغرس الأميركي التي تحوي أكثر من 32 مليون مؤلف، أهم مساهم بالمكتبة الرقمية العالمية التي تزخر أيضا بأعمال قدمت من المكتبات المصرية والسعودية والفرنسية والبريطانية.
 
وتضم المكتبة التي حظيت بدعم دول أخرى مثل قطر والمغرب والمكسيك، مخطوطات عربية نادرة تتناول العلوم البحتة والتاريخ والآداب.
 
كما تضم خرائط جغرافية قديمة رسمها رحالة أوروبيون إضافة إلى صور قديمة من أميركا اللاتينية ورسوم صخرية أفريقية تعود إلى أكثر من ثمانية آلاف عام.
 
واستبعد القائمون على المكتبة الرقمية أن يكون هدفها هو التنافس مع مكتبة غوغل الرقمية أو نظيرتها الأوروبية أوروبيانا، مشددين على أن طبيعة عمل اليونسكو تكمن في دعم مبادرات ذات طابع تراثي "خلافا لغوغل وأوربيانا اللتين تراهنان على الكمي لا الكيفي".
 
ويرى هؤلاء المسؤولون أن أبرز تحد يواجه تلك المكتبة السنوات القادمة سيكون نسخ محتويات مئات المكتبات الورقية بالبلدان الفقيرة على أدوات رقمية سعيا لإنقاذ تلك الوثائق وجعلها في متناول مستخدمي الإنترنت عبر العالم.
المصدر : الجزيرة