"الجنة الآن" الفيلم العربي الوحيد في مهرجان برلين

-

يطرح فيلم "الجنة الآن" للمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد والذي قدم في إطار المسابقة الرسمية لمهرجان برلين السينمائي الخامس والخمسين سؤال الحياة والموت وتغيير الواقع الفلسطيني عبر عملية استشهادية ينوي صديقان تنفيذها.
 
ويكون "الجنة الآن" بذلك الفيلم العربي الوحيد الذي يتسابق على جائزة الدب الذهبي في وقت يعرض فيه فيلم لبناني يدور حول الناجين من مخيمات صبرا وشاتيلا في إطار التظاهرة التسجيلية وقد شارك في إنجازه لقمان سليم.
 
ويتعاطى فيلم "الجنة الآن" مع الواقع الفلسطيني من خلال قصة شابين فلسطينيين يعملان ميكانيكيين في ورشة تصليح سيارات على تلة تطل على مدينة نابلس يستعدان لأن يتحولا إلى قنبلتين بشريتين في انتظار أن يأتيهما الأمر بذلك.
 
ويبدو السيناريو الكلامي في "الجنة .. الآن" مقتصدا لمصلحة اللغة السينمائية والصورة واللهجة التي تدخل إلى عالم شباب معلق بين الحياة والموت بانتظار اللحظة الحاسمة وحيث تختفي الابتسامة نهائيا حتى ولو عند أخذ صورة تذكارية.
 
وقد اختار المخرج لهذين الدورين ولمعظم الأدوار ممثلين غير معروفين, في حين تلعب هيام عباس دور أم سعيد, التي تقول له صباح ذهابه إلى العملية "كم بت تشبه أباك" ونعرف لاحقا من مضمون الفيلم أن أباه كان عميلا للإسرائيليين وأنه قتل بسبب ذلك فيما كان سعيد لا يزال طفلا.
 
ويطرح الفيلم عدة أسئلة حيث يضع الأبطال أمام انعدام الخيارات فهو يقدم أسئلة أكثر مما يقدم إجابات على هذه الرغبة بالموت والانطلاق نحو حياة أخرى دائما في جو ساخر أسود مما يتيح تقبل الموضوع الشائك والحساس جدا.
 
يسأل أحد المرشحين للقيام بعملية فدائية أحد المخططين "بعد العملية ماذا سيحدث"، فيجيب "سيأتي اثنان من الملائكة ويأخذانكما إلى الجنة" ويسأل الآخر "مية بالمية؟" فيجيبه "رح تتأكدوا لما بتساووا العملية".
 
وطيلة الفيلم يتم التساؤل حول معنى الحياة في ظل الاحتلال يقول سعيد لسهى "إن حياته في المخيم مثل فيلم ممل" وتقول له إنها تفضل أن يكون أبوها المناضل لا يزال على قيد الحياة على أن يكون بطلا ميتا.
 
وكان الفيلم الطويل الأول لهاني أبوأسعد المقيم في هولندا "عرس رنا" الذي تدور أحداثه بين القدس ورام الله قد حقق نجاحا جماهيريا شعبيا ونقديا على حد سواء قبل عامين عند خروجه وعرضه في إطار مهرجان كان السينمائي وهو ما يؤكده الفيلم الجديد للمخرج حيث يستمر على نهجه في تناول الواقع بنضوج أكبر.

المصدر : الفرنسية