نصير شمة يعزف بالمغرب من أجل ضحايا الزلزال


undefinedأحيا الفنان العراقي نصير شمة أمس في العاصمة المغربية الرباط -بعد طول غياب- حفلا موسيقيا من أجل ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب شمالي البلاد خلال العام الجاري.

وقبل بدء العزف خاطب شمة جمهوره من فوق خشبة المسرح قائلا "هذه المرة جئت بجديدي وبحبي عسى أن يكون بلسما صغيرا على جراح من تضرروا من ضحايا الزلزال"، وأهداهم معزوفة (للروح حديث).

ولم يكن يقطع فترات السكون والتأمل -تعبيرا عن التجاوب الكبير بين الجمهور والعازف المجدد في الموسيقى العربية- سوى أنوار المسرح التي كانت تضاء بين الفينة والأخرى إيذانا بانتهاء العزف.

وراوح بعد ذلك الفنان العراقي (41 سنة) بين العزف بيد واحدة والعزف بالطريقة العادية بيدين، قائلا إنه ابتكر طريقة العزف بيد واحدة سنة 1986 وأهداها لأحد أصدقائه الذي كان فقد يده في الحرب العراقية الإيرانية.

كما حرص شمة على أن يحضر الشعر إلى جانب الموسيقى في هذه الأمسية، واستحضر روح الشاعر الإسباني غارسيا لوركا الذي عانى من ويلات الديكتاتور الإسباني الجنرال فرانكو، وأهداه معزوفة "تدين الديكتاتورية التي اغتالت الشاعر ومشروعه الكبير".

وكرم شمة أيضا المرأة الفلسطينية وأهداها عملا رقيقا حيا فيه صمودها في وجه الاحتلال الإسرائيلي، ثم انتقل الشاعر إلى التلقائية في اختيار معزوفات من خلال جولة من الارتجالات المقتطفة من التراث العربي الموسيقي.

وأعاد شمة عزف بعض الموشحات العربية بتصوره بعد أن سبقها تقسيم على العود، حيث عزف "على دلعونا" و"بنت الشلبية" و"لاموني اللي غاروا مني" ليختم بمقطع من أغنية "ألف ليلة وليلة" لأم كلثوم.

وخرج شمة من استحضار الزمن العربي الجميل إلى الزمن المعاصر من خلال معزوفة أسماها "ثالوث الحرية والموت والديمقراطية" ليحرك وجدان الجمهور الحاضر الذي صفق له طويلا، وقال شمة عن هذه المعزوفة "أميركا جاءتنا بها".

ولد الفنان شمة في مدينة الكوت في العراق عام 1963 وأكمل دراسته الجامعية في معهد الدراسات الموسيقية في بغداد. ويعتبر واحدا من أبرز الموسيقيين العرب الذين ظهروا في أواخر القرن العشرين.

وحصل شمة على الكثير من الجوائز التقديرية والتكريمية ودرس الموسيقى في المعهد العالي للموسيقى بتونس ويعمل حاليا أستاذا للعود في بيت العود العربي بالقاهرة في مشروع أسسه لتكوين مواصفات للعازف المنفرد.

المصدر : رويترز