"الملك ريتشارد".. ويل سميث يجسد أسطورة والد الشقيقتين فينوس وسيرينا وليامس

كان ريتشارد يردد دائما أن فينوس ستصبح الأولى على العالم في التنس، وأن سيرينا ستصبح الأفضل على الإطلاق.

فيلم "الملك ريتشارد" من بطولة ويل سميث وإخراج رينالدو ماركوس (مواقع التواصل)

من حي فقير بمدينة "كومبتون" بولاية "كاليفورنيا" الأميركية، كتب ريتشارد وليماس خطة مكونة من 78 صفحة لحياة ابنتيه المهنية بأكملها قبل أن تولدا. وبأقل الإمكانات، ورغم صعوبة ظروفه المعيشية وتسفيه من حوله لأحلامه، استطاع بإصراره الشديد ومثابرته تربية فينوس وسيرينا وليامس وتدريبهما، وتنفيذ خطته التي أخرجت أفضل لاعبتي كرة تنس في العالم.

ببطولة الممثل الأميركي ويل سميث، يروي الفيلم الجديد بعنوان "الملك ريتشارد" (King Richrad) قصة ريتشارد وليامس والد الشقيقتين فينوس وسيرينا اللتين غيّرتا تاريخ لعبة كرة التنس للسيدات، بخاصة لأصحاب البشرة السوداء، وكيف وصلتا إلى العالمية بفضل تخطيط وإيمان والدهما بقدراتهما الفريدة.

التخطيط والمثابرة

تبدأ الأحداث الدرامية والمفعمة بالحيوية في بداية تسعينيات القرن الماضي، ويظهر ريتشارد بملابس رياضية حاملا حقيبته وفي يديه منشور لابنتيه فينوس وسيرينا ليعرض موهبتهما وتاريخ تدريبهما، في محاولة لإقناع أحد المدربين المحترفين لقبول تدريبهما وإيصالهما نحو العالمية، ولكن لم يؤمن به أحد، فكيف لرجل من حي فقير وبعيد كل البعد عن مجتمع كرة التنس أن ينشئ بطلتين.

ولم يكن لرفض العديد من المدربين أن يؤثر في حماسة ريتشارد وإصراره وإيمانه، فكان يقوم بجولته في مدارس التنس صباحا، وبعد رجوع ابنتيه من المدرسة، يأخذهما للتدريب في ملعب الحي، ثم يعيدهما إلى المنزل ويبدأ عمله في الحراسة الليلية بأحد مراكز التسوق.

بداية الطريق

وبعد كثير من المحاولات، ورغم ما وجده من مضايقات من فتيان الحي الذين يحاولون إيذاء بناته، وجارته التي تعتقد أنه يضغط عليهن وقامت بإبلاغ الشرطة عنه، أخيرا نجح ريتشارد في إقناع أحد أفضل المدربين بتدريب فينوس.

وبينما تولى المدرب مهمة تطوير مهارات فينوس، تبدأ سيرينا في فهم إمكاناتها غير العادية، وهنا تأخذ القصة منحى آخر، حين تنطلق فينوس في رحلتها نحو الاحتراف، وسرعان ما تشقّ طريقها وسط المنافسات، وتحصد العديد من الجوائز في بطولات الناشئين.

وتتغير حياة الأسرة كاملة، وينتقلون للعيش في فلوريدا بعد أن قبلت إحدى أفضل مدراس التنس في الولايات المتحدة تدريب الأختين، حتى وصلت فينوس إلى أول مباراة محترفة لها عام 1994 وقد كانت تبلغ 14 عاما فقط، وكل ما يحدث هو ضمن خطة ريتشارد الذي يردد شعاره طوال الوقت "الفشل في التخطيط هو تخطيط للفشل".

الحلم أصبح حقيقة

كان ريتشارد يردّد دائما أن فينوس ستصبح الأولى على العالم في التنس، وأن سيرينا ستصبح الأفضل على الإطلاق، وبالفعل أصبحت فينوس أول امرأة أميركية من أصل أفريقي في المرتبة الأولى في العالم، في حين يرى كثيرون سيرينا أعظم لاعبة في تاريخ الرياضة.

وواصلت فينوس وشقيقتها الصغرى سيرينا السيطرة على تنس السيدات، وحققتا 30 لقبا في بطولات "غراند سلام" الفردي، فضلا عن 14 لقبا بالزوجي كفريق واحد، وفتحتا الرياضة للأبطال الطموحين من جميع الخلفيات.

الرياضة ليست الأولوية

وفي سنوات صعودهما، عرف ريتشارد على نطاق واسع، وغالبا ما كان يوصف بكلمات مثل "مثير للجدل" و"استفزازي"، ويهدف الفيلم جزئيا حسب "نيويورك تايمز" (New York Times) إلى تحسين صورة ريتشارد وإنقاذه من هذه الاتهامات، وذلك برسم صورة واقعية ومفصلة للعائلة التي تتكون من 5 فتيات وولدين، وكيف شقّوا طريقهم جميعا إلى الشهرة والثروة، وبالتركيز على علاقة ريتشارد الوطيدة ببناته.

وبالفعل قام ريتشارد بالمهمة المستحيلة، وهي تنشئة فتيات من ذوات البشرة السوداء واثقات وناجحات في عالم يقلل من قيمتهن وشأنهن، وعلى عكس ما قد يتوقعه البعض، لم تكن الرياضة على رأس أولويات ريتشارد، بل كان يدفعهن للذهاب إلى الكنيسة والحصول على درجات جيدة في المدرسة، وأن يكنّ صالحات، كما كان حريصا على جعلهن يستمتعن بسنوات طفولتهن، ودائما ما يؤكد عند بداية اللعب "فقط استمتعن.. أنتما تلعبان فقط".

وفي بداية نجاح الأختين، لم ينس ريتشارد أنه أب قبل أن يكون مدرّبا، وأصرّ على تعليم بناته جميهن درسا شديد الأهمية، هو "التواضع"، فقام بإجبار الأسرة كلها على مشاهدة فيلم ديزني "سندريلا" ليتعلموا أهمية التواضع، وأنه مهما بلغت في حياتك، لا يجب أن تتكبر أو تتغير.

ويقول سميث الذي شاهد 100 ساعة من مقاطع الفيديو المسجلة لريتشارد وابنتيه حتى يتقن الدور "شعرت بأنني أعرفه على الفور، فهو يشبه والدي في بعض النواحي، وأفهم ما يعنيه أن يعاملك العالم بوحشية، وأن يكون لديك حلم لا يؤمن به أحد غيرك، ورغم ذلك لا تدع ذلك يثنيك".

وطلبت عائلة وليامس من صنّاع الفيلم عرض مدى حب والدهم لهم ولطفه معهم، ومدى اختلاف نظرتهم إليه عن نظرة الجمهور. ووصفت سيرينا، المسؤولة التنفيذية عن إنتاج الفيلم جنبا إلى جنب مع أختيها فينوس وإيشا برايس، تجربة توثيق حياتهما في فيلم درامي بأنها "لا تصدق"، وأكدت أيضا أن "الفيلم يعرض قصصا حقيقة فقط، وهو ما لا يحدث عادة في هوليود".

الفيلم من إخراج رينالدو ماركوس، وتلعب أونجانو إيلز دور أوراسين برايس والدة فينوس وسيرينا، وتمثل فينوس الصغيرة سانية سيدني، وديمي سينجلتون في دور سيرينا.

المصدر : مواقع إلكترونية