"خيانة عهد".. نجاح يحمل ثقوبا درامية وغموضا غير مبرر

يسرا في مسلسل خيانة عهد (يوتيوب)
الفنانتان يسرا وسلوى عثمان في مشهد من المسلسل (يوتيوب)

آيات جودت

وصف مسلسل "خيانة عهد" بأنه أحد أبرز المسلسلات الاجتماعية التي لفتت أنظار المشاهدين، في ظل منافسة قوية مع مسلسلات استعد لها الجمهور قبل بداية شهر رمضان، كمسلسل "الاختيار" أو "النهاية"، لكن المسلسل الذي تقوم ببطولته الممثلة المصرية يسرا حمل بعض الإخفاقات التي انتقصت من مستوى تفوقه فنيا.

يشارك في البطولة حلا شيحة وخالد سرحان وبيومي فؤاد وخالد أنور وآخرون، وهو من تأليف أحمد عادل سلطان، وهو التعاون الأول بين يسرا والمخرج سامح عبد العزيز.

تدور أحداث المسلسل حول عهد (يسرا)، الأخت غير الشقيقة لفرح ومروان (حلا شيحة وخالد سرحان)، تعرف منذ صغرها قراءة الفنجان، وفي الأغلب كانت هذه القراءات تتبعها أحداث مؤسفة أو مصائب، لنفاجأ بأن ابنها (خالد أنور) مدمن مخدرات وأخويها يضمران لها الشر من دون علمها ويسعيان للانتقام منها.

في البداية، هناك سؤال يطرح نفسه: من والدة "عهد"؟ وما مستواها المادي؟ فقد ظهرت في الحلقة الأولى تقوم بدورها الفنانة لطيفة فهمي، وتبدو من عائلة متوسطة الحال، ولكن في الحلقة الثالثة تظهر الفنانة "إيفا" في دور والدتها وتبدو من أسرة ثرية، هل تغير السيناريو فجأة مما اضطرهم لتغيير الممثلة؟ أم أن دافع الانتقام إن كانت عهد من أسرة متوسطة الحال لن يكون بالإقناع نفسه إن كانت من أسرة غنية؟

سيناريو الثقوب الواسعة
كاد المسلسل أن يبدو مشوقا ومثيرا، إن استمر على خطى هذه القصة من دون أن يحيد عنها، ولكن يبدو أنه من أجل إكمال الثلاثين حلقة كان لا بد من إضافة العديد من الخطوط الفرعية عديمة الفائدة، بل والمضرة أحيانا للعمل، والهدف ملء فراغ الحلقات، مما أدى إلى ثقوب واسعة في السيناريو، وكلما طال المسلسل اتسعت هذه الثقوب؛ ليصبح السيناريو في النهاية مهلهلا وغير منطقي.

وكان من الممكن استخدام عدد الحلقات الكبير في الاجتهاد في رسم شخصيات المسلسل والتدقيق في ماضيها، بدل أن تكون الشخصيات كارتونية، فقد جاءت كل الشخصيات بتسطيح شديد لدوافعها ومحركاتها، وهو ما أسهم في إضفاء عدم المنطقية على الأحداث.

وما زاد الطين بلة أن هناك تشعبا بلا مبرر في تفاصيل الشخصيات الثانوية، وحتى هذا التشعب جاء من دون إضفاء عمق للشخصيات المرسومة، لكنه مجرد تشعب سطحي في الأحداث.

كما أن الغموض يكتنف المسلسل رغم عدم وجود داع إلى ذلك؛ فالمشاهدون على علم تام بأن الأخوين يسعيان لإيذاء "عهد" والانتقام منها، ويحاول المسلسل في كل حلقة إضفاء بعض الغموض والإثارة، رغم أنه لو كان بلا غموض من الأصل فهذا لا يعيبه، فالدراما وحدها تكفي إن كان السيناريو والإخراج جيدين، ولا داعي لخنق المسلسل بغموض لا سبب له.

كوميديا مقحمة
كان لبيومي فؤاد فرصة ذهبية ليثبت نفسه كممثل جاد بعيدا عن الكوميديا، ونجح بالفعل في الظهور بشخصية مختلفة أشاد بها الجمهور، ولكن يبدو أن المخرجين يصرون على وضعه في الإطار الكوميدي، ولو كان بشكل غير منطقي، فقد أتت أغلب مشاهده في المسلسل تحمل كوميديا شديدة الافتعال ومقحمة على الأحداث، حتى أن مشاهده يمكن حذفها دون أن تتأثر أحداث المسلسل.

الأمر الغريب الذي لاحظه متابعو المسلسل أن الشخصيات النسائية أفرطت في استخدام البوتوكس والفيلر في وجوههن، حتى أصبحن تقريبا بنفس الملامح المنتفخة والجامدة بلا انفعالات، وإن كان الأمر مقتصرا على المظهر الخارجي للفنانات كان من الممكن التغاضي عنه، ولكنه أثر بالسلب على أدائهن، وظهر هذا على أداء حلا شيحة تحديدا، فلا يمكن من خلال ملامح وجهها معرفة إن كانت تشعر بالندم أو السعادة أو الحزن، كل مشاعرها تحمل نفس تعابير الوجه الجامدة.

إيجابيات خافتة
رغم عيوب المسلسل، فإنه لا يمكن إنكار مواهب كبار الفنانين المشاركين في العمل، مثل سلوى عثمان وبيومي فؤاد، واستمرار الفنان الشاب خالد أنور في اجتهاده، علاوة على خبرة يسرا التي تألقت في الكثير من المشاهد، مثل مشهد وفاة ابنها منذ اللحظة التي يأتيها فيها خبر وفاته حتى إصرارها في المشرحة على أنه ليس ابنها، وصولا إلى دفنه في المقابر وانهيارها على الأرض.

كما أضفت أغنية "قلبي خواء.. عقلي خواء" التي أبدع فيها المنشد محمود التهامي، ثقلا على المشهد. ولكنه يظل في النهاية مشهدا واحدا وسط مسلسل مكون من ثلاثين حلقة.

المصدر : الجزيرة