العبث بالكلاسيكيات.. لهذه الأسباب يكره الجمهور إعادة إنتاج الأفلام القديمة

أثار خبر إعادة إنتاج فيلم "وحدي في المنزل" استياء جمهوره من جيل التسعينات (مواقع التواصل)
أثار خبر إعادة إنتاج فيلم "وحدي في المنزل" استياء جمهوره من جيل التسعينيات (مواقع التواصل)

ياسمين عادل

يلاحظ المتابع للحركة السينمائية وطبيعة الأفلام أخيرا، إقبال كثير من الجهات المنتجة وصناع الدراما على إعادة إنتاج الأفلام (Remake)، التي ظهرت سواء في الماضي البعيد أو قبل سنوات قريبة، وتقديم حبكتها كما هي بمؤثرات وإمكانيات أفضل أو بمعالجة معاصرة.

الأمثلة على ذلك كثيرة، لكن أبرزها فيلم "عزم حقيقي" (True Grit) و"كتاب الأدغال" (The Jungle Book) و"مولد نجمة" (A Star Is Born).

وتلجأ الجهات المنتجة في أحيان أخرى إلى ما يطلق عليه إعادة التشغيل (Reboot)، وهو ما يعني إعادة فيلم أو سلسلة قديمة إلى الحياة، على أن يجري ذلك بشكل مبتكر تماما، وإعادة تصوير وهيكلة شاملة للدرجة التي قد تجعل العمل الجديد لا يتشابه مع القديم إلا بالعنوان، أو أن يتم اختيار إحدى شخصيات السلسلة ومنحها عملا كاملا ينفرد بقصته.

وفي أحسن الأحوال قد تحافظ إعادة التشغيل على بعض الشخصيات وخطوط القصة العريضة، ثم يسير العمل المعاصر في اتجاه مختلف شكلا وموضوعا.

ولعل أشهر الأمثلة الحديثة على ذلك فيلم "ماد ماكس: فيوري رود" (Mad Max: Fury Road)، وفيلم "كريد" (Creed).

لا للعبث
في البداية كانت نسبة الأعمال المعاد إنتاجها مقارنة بمعدل الإنتاج السنوي للأفلام نسبة قليلة، وجاءت مبررات صناعها برغبتهم في تقديم القصص القديمة لأجيال جديدة أو ثقافات أخرى، أو حتى للاستفادة من التقنيات الحديثة، وإضفاء لمستها الجذابة على الحبكات التي سبق أن شاهدناها على الشاشة بإمكانيات أقل.

لكن، بمرور الوقت ونجاح تلك التجارب خاصة في العشر سنوات الأخيرة بعد أن فتحت ديزني دفاترها القديمة وبدأت إعادة تقديم نسخ حية من رسومها المتحركة، زاد معدل أفلام إعادة الإنتاج (Remake) وإعادة التشغيل (Reboot) حتى طال كلاسيكيات لها مكانتها الخاصة لدى محبيها.

بات الأمر مزعجا ومثيرا لغضب الجمهور الذي اتجه لإعلان رفضه بقوة ووضوح، مشعلا منصات التواصل الاجتماعي بتغريداته بمجرد الإعلان عن أي فيلم جديد مقتبس عن آخر قديم دون انتظار لمعرفة التفاصيل، وذلك بعد أن صار شبه موقن بأن الشركات المنتجة لا تقدم على ذلك -في معظم الأحوال- إلا لاستغلال جماهيرية تلك الأعمال واستثمار نجاحها السابق، وبالتالي ضمان الأرباح مقدما.

وكان آخر تلك الصراعات في أغسطس/آب الماضي، حين أعلن الرئيس التنفيذي لـ"ديزني" بوب إيغر عزم الأستوديو على إعادة إنتاج أفلام عدة، على رأسها "وحدي في المنزل" (Home alone) و"ليلة في المتحف" (Night At the Museum) و"تشيبر باي ذي دوزن" (Cheaper by the Dozen) وغيرها.

وجاء ذلك بعد الاستحواذ على حقوق نسبة كبيرة من مكتبة أفلام "أستوديوهات فوكس"، وهو ما برره إيغر باستهدافهم إعادة إنتاج الأفلام التي سبق أن حققت إيرادات هائلة وقت عرضها لضمان انطلاقة قوية لمنصة بثهم الجديدة "ديزني بلس".

أثار الخبر استياء كثيريين، سرعان ما أعربوا عن ذلك عبر حساباتهم الشخصية على منصات التواصل وتحديدا فيما يتعلق بفيلم "وحدي في المنزل" الذي وصفوه بكونه أحد أهم كلاسيكيات التسعينيات، وأفلام "عيد الميلاد" التي تركت بصمة فريدة لم تتكرر في قلوب أطفال تلك الحقبة، مما جعلهم يرفضون المساس بماضيهم وذكرياتهم الثمينة.

 

نقص في الإبداع
أما السبب الآخر وراء رفض الجمهور للأعمال المعاد طرحها فهو عادة ما ينبع من شعور المشاهدين بأن لجوء المنتجين لطرح أفلام سبق أن قدمت في بعض الأحيان أكثر من مرة، إن لم يكن لتحقيق مكاسب مادية، فسيكون لنقص الإبداع لدى الكتاب وصناع الدراما في هوليود الذين يبدو كما لو أنهم لم يعد لديهم قصص أصلية يمنحونها للجمهور، أو لخوفهم من المخاطرة، أو ربما حتى لكسلهم عن الشغل على عمل فني من الصفر.

وبالنظر إلى الإحصائيات التي نشرها موقع "The Purbalite"، فإن من بين أفضل 50 فيلما عُرضت بين 2010 و2018 جاءت عشرة أفلام منها فقط ذات محتوى أصلي، وستة منها أنتجت بواسطة ديزني/بيكسار، أما الأربعون الأخرى فكانت إما أفلاما مقتبسة عن كوميكس أو روايات، وإما إعادة إنتاج أو إعادة تشغيل.

لكن، مع تفشي جائحة كورونا التي غيرت العالم عامة، والقطاع الفني خاصة، بعد أن أغلقت غالبية صالات السينما وتوقف إنتاج الكثير من الأعمال، مما أثر على الصناعة بوضوح، ربما تتغير بعد الأزمة الطريقة التي يفكر بها المنتجون ويتفجر لديهم إلهام أصيل وجديد تبرز من خلاله أعمال مميزة لم نشهد مثلها من قبل.

المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي