إنعام سالوسة.. الفنانة الكوميدية التي أغضبت المصريين من عمرو دياب

إنعام سالوسة
رغم ملامحها الجادة لكن إنعام سالوسة استطاعت أن توظف موهبتها في الكوميديا أيضا (مواقع التواصل)

أدوار قليلة في بداية رحلتها لم تكن كفيلة لتمنحها فرصة النجاح، لكنها استطاعت بموهبتها أن تؤكد أنّ الممثل الجيد يفرض موهبته حتى في الأدوار الثانوية.

فالممثلة المصرية إنعام سالوسة، التي يحل ميلادها اليوم 15 ديسمبر/كانون الأول، لم يكن الطريق الفني ممهدا أمامها للشهرة، إلا أنها جعلت من الأدوار التي قدمتها قيمة فنية مهمة.

وبين ليلة وضحاها باتت الممثلة القديرة، التي تبلغ من العمر 81 عاما، حديث مواقع التواصل الاجتماعي، بعد إقحام اسمها في شائعة انفصال المطرب عمرو دياب والممثلة دينا الشربيني.

ونُسب إلى المطرب المصري الشهير أنه قال لدينا "بإمكانك أن تكوني فاتن حمامة أو إنعام سالوسة" في إشارة ضمنية إلى أن سالوسة ممثلة مغمورة، لتنطلق ردود الفعل الغاضبة عبر مواقع التواصل، للتأكيد على قيمة سالوسة التي لا تقل أهمية عن فاتن حمامة، فهي أيضا قامة كبيرة حتى وإن لم تحظ بالبطولة.

البداية.. صديقة السندريلا

إنعام سالوسة التي ولدت في مدينة دمياط (شمالي القاهرة) ظهرت ميولها الفنية في مرحلة مبكرة من حياتها وبالتحديد في مرحلة الثانوية العامة، وبدأت بالفعل تعلم عزف آلة الأكورديون، وقررت أن تنمي موهبتها في التمثيل بعد التحاقها بكلية الآداب بجامعة عين شمس لتعيش في القاهرة مغتربة.

انضمت آنذاك لمسرح الجامعة لتشارك في العديد من المسرحيات، وبعد انتهائها من دراستها الجامعية قررت أن تصقل موهبتها في التمثيل بالالتحاق بمعهد الفنون المسرحية، وفي المعهد تعرفت على زوجها المخرج المسرحي سمير العصفوري.

وفي نهاية الخمسينيات كان تركيز إنعام سالوسة على المسرح حتى جاءتها الفرصة لتقدم أدوارا في السينما، فكانت البداية عام 1968 حين قدمت دور زميلة سعاد حسني في فيلم "الست الناظرة"، وفي العام نفسه ظهرت معها أيضا بالدور نفسه في فيلم "التلميذة والأستاذ"، والمفارقة أنها هي من علّمت سعاد حسني الإلقاء في بدايتها عند تصوير فيلم "حسن ونعيمة"، قبل ذلك بسنوات.

لكنها ركزت فيما بعد على المسرح حتى عادت إلى السينما مرة أخرى بأدوار صغيرة في أواخر السبعينيات بأفلام مثل "الكروان له شفايف"، و"طائر الليل الحزين"، و"رحلة النسيان"، و"كرامتي".

هزمت معايير الشهرة

لم تحظ أنعام سالوسة منذ بدايتها بالنجومية أو حتى الأدوار القوية التي تترك بصمة مع الجمهور، فانشغالها بزوجها وحياتها الخاصة كان له أثر في رحلتها الفنية، خاصة حين سافرت مع زوجها إلى باريس حيث كان يعمل على إنهاء دراسته في مجال تخصصه، لكنها عندما عادت إلى القاهرة مرة أخرى أراد القدر أن يكافئها على رحلة كفاح طويلة لم تيأس خلالها أو تقرر الابتعاد عن حبها للفن.

وبالفعل رشحها المخرج إسماعيل عبد الحافظ لشخصية وصيفة زوجة العمدة سليمان غانم في مسلسل "ليالي الحلمية" للمؤلف أسامة أنور عكاشة، وهو الدور الذي أبرز موهبة إنعام سالوسة فنجحت في تقديم الزوجة الفلاحة البسيطة المغلوبة على أمرها، وعلى الرغم من المعاناة التي تعيشها حين يتزوج بأخرى لكنها مزجت التراجيديا بالخط الكوميدي الذي جمعها بصلاح السعدني زوجها في العمل، لتحقق نقلة في مشوارها.

مرحلة التنوع

صعيدية وفلاحة وإسرائيلية وشريرة وموظفة كسولة، أعمال أظهرت قدرة إنعام سالوسة على التلون، وأن موهبتها كبيرة بالفعل حتى لو لم تكن هي البطلة أو نجمة العمل، فنجاحها في "ليالي الحلمية" جعلها محط أنظار المخرجين لترشحيها في كمّ أعمال أكثر من المرحلة السابقة لشخصية "وصيفة".

وتوالت الأعمال، فقدمت دورا في مسلسل "أنا وأنت وبابا في المشمش"، وشخصية مرسية في مسلسل "وما زال النيل يجري"، وهي الشريرة بشخصية نظيرة تايكون في فيلم "ديك البرابر"، وموظفة الإدارة التعليمية أمام عادل إمام في فيلم "الإرهاب والكباب"، والصعيدية في "ذئاب الجبل"، والإسرائيلية غولدا مائير في "السقوط في بئر سبع".

ورغم ملامحها الجادة لكن إنعام سالوسة استطاعت أن توظف موهبتها في الكوميديا أيضا التي تقدمها بتلقائية شديدة ودون افتعال، فلا يمكن نسيان دور المعلمة حكم في فيلم "خلي الدماغ صاحي"، وأم رمزي في "راجل و6 ستات"، والعمة خفيفة الظل في فيلم "إكس لارج"، وهويدا رئيسة العصابة في فيلم "الحرب العالمية الثالثة"، والقاسم المشترك في العديد من الأفلام والمسلسلات الكوميدية.

استطاعت إنعام سالوسة بسلاستها وبساطتها أن تكون قريبة من الجمهور وأن تواكب العصر والأجيال المختلفة، فحتى "الإفيهات" (الطُرَف) التي تلقيها في أعمالها الكوميدية جزء من لغة الشارع.

كثير من النجمات قدمن شخصية الأم، واستطاعت إنعام سالوسة تقديم الأم لكن بطريقتها، ففي فيلم "المواطن مصري" أمام عمر الشريف هي أم لـ"مصري" يذهب إلى التجنيد بدل ابن العمدة، لتفقد ابنها.

وقدمت أيضا شخصية أم حسن الجبالي في مسلسل "الفتوة" مع الفنان ياسر جلال، بطريقة السهل الممتنع، خاصة في المشهد الذي يخبرونها فيه بوفاة ابنها لكنها لا تدمع أو تنهار بل تصدق قلبها وحدسها، وحصلت على إشادات واسعة بعد تقديمها لشخصية أم سعد في مسلسل "الاختيار" رمضان 2020، والأم في فيلم "الممر".

المصدر : الجزيرة