مواجهة السلطة.. نجوم الفن في إيران ينضمون لصفوف الاحتجاجات

كومبو Mahtab Keramati Fatemeh Motamedarya
انسحاب فاطمة معتمد أريا (يمين) ومهتاب كرماتي ونجوم آخرين من مهرجان فجر السينمائي يهدد بانهياره (غيتي)

انضم عدد كبير من نجوم الفن في إيران إلى موجة الاحتجاجات التي امتدت إلى الجامعات والمدن في جميع أنحاء البلاد بعد اعتراف طهران بمسؤوليتها عن إسقاط الطائرة الأوكرانية الأربعاء الماضي نتيجة خطأ بشري.

وفي التقرير الذي نشرته صحيفة التايمز البريطانية، قال الكاتبان كاثرين فيليب وريتشارد سبنسر إن العديد من المشاهير الذين تجنبوا الانضمام إلى الاحتجاجات ضد النظام الإيراني في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي خرجوا علنا متخلين عن المشاركة في الفعاليات الفنية المدعومة من الحكومة.

ويواجه مهرجان "فجر" السينمائي الدولي (أهم مهرجان سينمائي يعقد بالعاصمة طهران) خطر الانهيار هذا العام بسبب انسحاب العديد من المخرجين والممثلين فضلا عن المنظمين، الذين عبروا عن موقفهم بقولهم "لا يمكننا تحمل هذا الألم الشديد، لا نملك القوة للمضي قدما، ولكننا لا نستطيع البكاء في صمت أيضا".

ومن بين المنسحبين من المهرجان المخرج مسعود كيميايي وهومن سیدي، إلى جانب الممثلتين فاطمة معتمد أريا ومهتاب كرماتي، والفنان أمير مهدي غزفيني الذي قال عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي "أقسم بالعيون الجميلة لراستين وريرا، لا يمكنني القيام بذلك". في إشارة إلى شقيقين كانا على متن رحلة الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية 752.

كما انسحب كبار الموسيقيين من المهرجان الموسيقي المصاحب لمهرجان فجر السينمائي، وألغى المغني الشعبي علي رضا عصار الحفلات الموسيقية كطريقة للاحتجاج.

وانضمت غيلاري جباري، مذيعة الأخبار التلفزيونية الحكومية مع اثنين من زملائها إلى حملة الاحتجاجات عبر تقديم الاستقالة في التلفزيون الحكومي، وكتبت جباري عبر حسابها على إنستغرام "سامحوني على نقل الأخبار الكاذبة عبر التلفزيون الحكومي لمدة 13 عامًا".

ولعل الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن كيان عبد الله رئيس تحرير وكالة أنباء تسنيم التابعة للحرس الثوري الإيراني انضم إلى الركب، مستنكرًا الأكاذيب التي رواها المسؤولون، واصفا إياها بأنها كارثة كبرى مثل عملية إسقاط الطائرة نفسها، حسب ما ذكرته صحيفة التايمز البريطانية.

يذكر أن طائرة الركاب الأوكرانية من طراز بوينغ 737 سقطت في الثامن من يناير/كانون الثاني الجاري، مما أسفر عن مصرع 176 شخصا.

وكانت هيئة الأركان الإيرانية أعلنت السبت الماضي -في بيان لها- أن منظومة دفاع جوي تابعة لها أسقطت طائرة الركاب الأوكرانية إثر خطأ بشري لحظة مرورها فوق منطقة عسكرية حساسة، بعد أن أنكرت في البداية سقوط الطائرة بسبب صاروخ، وقالت إنها تمتلك أدلة مقنعة في هذا الإطار.

وإثر طريقة تعاطي السلطات مع القضية، تحوّلت وقفة لتكريم الضحايا نظمها طلاب جامعة طهران إلى مظاهرة احتجاج مساء السبت الماضي فرّقتها الشرطة.

وتزيد موجة الغضب الجديدة التحديات التي تواجه السلطات التي شنت حملة عنيفة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي لإخماد الاحتجاجات، كما تبذل السلطات جهودا كبيرة لمنع انهيار الاقتصاد الذي تكبله العقوبات الأميركية الصارمة.

المصدر : الجزيرة + الصحافة البريطانية