دينا الشربيني.. نجاح مستحق أم محسوبية؟

دينا الشربيني
دينا أثبتت جدارتها ممثلة، تخطو خطوات واسعة نحو الشهرة من خلال أعمال مميزة مثل "طرف ثالث"، و"حكايات بنات" (مواقع التواصل)

ياسمين عادل-القاهرة 

بخطوات واثقة ومدروسة نجحت النجمة دينا الشربيني في أن تصنع لنفسها اسما بين صفوف النجمات الموهوبات، ساعدها في ذلك حسن اختيارها للأدوار التي تقدمها، ووجودها وسط طاقم مميز يقدم حبكة مثيرة للاهتمام، الأمر الذي جعل معظم الأعمال التي شاركت فيها ضمن قائمة الأعلى مشاهدة.

لكن يبدو أن ذلك لم يكن كافيا للجمهور للاقتناع باستحقاقها تصدر عمل درامي كامل ومنحها البطولة المطلقة، وهو ما بدأ رمضان العام الماضي حين أسند إليها بطولة مسلسل "مليكة".

"زي الشمس"
بسبب تزامن ذلك مع انتشار الإشاعات التي طالتها حول ارتباطها عاطفيا بالنجم عمرو دياب، بدأت الأقاويل بأن علاقتها به هي الدافع الأساسي وراء اختيار المنتجين لها، وهو ما استدل عليه البعض بعدم نجاح مسلسل "مليكة"، مقارنة بأعمالها الأخرى التي كانت فيها جزءا من كل وليس حجر الأساس.

لذا مع الإعلان عن بطولتها لمسلسل "زي الشمس" هذا العام سرعان ما عادت الأصوات التي تؤيد تدخل عمرو دياب لصالحها لدى الشركة المنتجة، سواء في ما يخص إسناد البطولة إليها أو حتى استبعاد كاملة أبو ذكري من الإخراج بعد حدوث خلاف بين الاثنتين.

وكان ظهورها في أول رمضان بإعلان لشركة اتصالات باعتبارها أحد أفراد عائلة "الهضبة" مثيرا للشكوك، وبدأ الجمهور في مهاجمتها من جديد، متهمين زوجها بفرض وجودها على جمهوره، ولولاه ما كانت لتستحق مثل هذا الإعلان.

من قمة الإهانة إلى رفع القبعة!
ظلت الحال كذلك حتى إذاعة الحلقة الثالثة من مسلسل "زي الشمس"، لتتحول بعدها الطريقة التي يتحدث بها الجمهور عن دينا على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، من تشكيك واستهزاء إلى إشادة وتقدير بسبب النجاح الكبير والأداء المدهش الذي حققته خلال مشاهدها بالعمل.

وترتب على ذلك انتشار فيديوهات لمقاطع بعينها تألقت فيها دينا بشكل أثار الانتباه، بالإضافة للمنشورات التي سجل فيها نجوم الفن والنقاد وعامة الجمهور، انطباعاتهم الإيجابية التي عكست انبهارهم ودهشتهم بمدى ثقل الموهبة التي تتمتع بها دينا.

وأدى هذا الأمر بالتبعية إلى تصدر اسم دينا الشربيني و"زي الشمس" الكلمات الأكثر تداولا (الترند) على مدار أيام متتالية على كل من غوغل وتويتر، خاصة مع توالى المشكلات التي تعرض لها العمل واستمرار الكتابة عنها بالمواقع الفنية المختلفة.

ومن تلك المشكلات التراشق الذي حدث بين المخرجَيْن كاملة أبو ذكري وسامح عبد العزيز، حول أيهما أحق بالتقدير الجماهيري على الحلقات الأولى. أو المشكلة المتعلقة بقيام أحد الأشخاص بحرق نهاية الأحداث بناء على نهاية النسخة الإيطالية المقتبس عنها المسلسل، وهو ما استفز السيناريست مريم نعوم لدرجة قيامها بالرد.





الطريق إلى الشهرة
يذكر أن دينا ولدت عام 1985، وتخرجت في كلية الإعلام، قبل أن تبدأ مشوارها مذيعة عام 2006 من خلال تقديمها برنامج "شبابيك" على قناة "دريم" وهو برنامج شبابي اشترك في تقديمه مجموعة شباب، بعدها التحقت بورشة تمثيل تحت إشراف مدربة التمثيل مروة جبريل، بالإضافة لدراستها مخارج الحروف على يد الفنانة إيمان يونس.

وفي 2011 كان الجمهور على موعد لأول مرة مع دينا باعتبارها ممثلة، من خلال مسلسل "المواطن إكس"، الذي كان شهادة ميلاد للعديد من الوجوه الجديدة وقتها الذين سرعان ما صاروا من نجوم الصف الأول، أشهرهم عمرو يوسف، ويوسف الشريف، وأمير كرارة، وإياد نصار.

بعدها توالت الأعمال الدرامية التي أثبتت خلالها دينا جدارتها ممثلة، تخطو خطوات واسعة نحو الشهرة، لعل أبرزها مسلسل "طرف ثالث"، و"حكايات بنات"، و"موجة حارة".

السجن
في 2014 قبض على دينا بتهمة تعاطي المخدرات وحكم عليها بالحبس لمدة عام، قضته بالفعل بين جدران السجن، وهناك حاولت تعليم السجينات أصول التمثيل. وفي الوقت نفسه كانت دينا على المستوى الشخصي تعيد حساباتها من جهة وتختبر مرارة الخذلان من جهة أخرى، إذ تخلى عنها معظم من كانت تظنهم أصدقاءها من الفنانين.

ولم تستسلم دينا لمأساتها الخاصة أو تلعب دور الضحية على عكس المتوقع، وإنما ركزت أكثر على مسيرتها الفنية وحاولت من جديد أن تستعيد مكانتها لدى الجمهور، ساعدها في ذلك النجم عمرو يوسف الذي مد لها يد العون حين شاركته بأعمال مهمة، مثل فيلمي "كدبة كل يوم" و"هيبتا"، ومسلسلي "جراند أوتيل" و"عشم إبليس".

نجاح فني وإشاعات
وفي 2018 -وبينما تحصد دينا ثمار نجاحها الفني في 2016 و2017- طاردتها إشاعات تفيد بارتباطها عاطفيا بالفنان عمرو دياب، وقد زادت شرارتها اشتعالا بعد صدور أغنية "برج الحوت"،
لتدخل بعدها مرحلة جديدة وإن كانت سعيدة عاطفيا لكنها على المستوى الجماهيري مليئة بالتنمر والاستهزاء من معجبات عمرو دياب اللاتي عجزن عن إدراك ما الذي جذبه إليها، وهي الشابة السمراء عادية الملامح وذات الشعر الكيرلي!

الأمر الذي زاد وضوحه واشتدت حدته خلال التعليقات التي أعقبت اشتراكها بتحدي "كيكي" أو إطلالتها في مهرجان الجونة، وحتى بعد إعلان فودافون رمضان الجاري رغم إعلان زواجها رسميا من الهضبة، فيما احتفظت دينا برباطة جأشها وابتسامتها العفوية وتواضعها مع الجميع، لا لشيء سوى إدراكها أن وحده فنها الذي سيرفع من شأنها ويذكره التاريخ.

المصدر : الجزيرة