لماذا أصبحت شيرين فزاعة الدولة للفنانين في مصر؟

شيرين عبد الوهاب
شيرين لا تفقه كثيرا في السياسة وكل ما يهمها أن تكون متفردة في الغناء وأن تنتصر على غيرها (مواقع التواصل)

 القاهرة-خاص

لماذا باتت الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب تحديدا الفزاعة لإخراس ألسنة أهل الفن في مصر؟ كيف تم استغلالها وتوريطها سياسيا لتكون المثال الحي على من يتفوه بعكس ما ترغب فيه الدولة؟ هذا ما سنحاول تتبعه في التقرير التالي لمعرفة كيف استغل النظام المصري نجومية شيرين لإرهاب الجميع.

أجرها في أغنية بداية الأزمة الحقيقية
لا تفقه شيرين عبد الوهاب كثيرا في السياسة، ولا يعرف عنها تبنيها أي موقف سياسي أو انتماء حزبي، حتى أنها مع ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 لم تكن ضد مبارك الذي غنت أمامه من قبل، وبدأت نجوميتها في عهده 2002، فكل ما يهم شيرين هو أن تكون متفردة في الغناء، وأن تنتصر على غيرها من النجمات، وأن تظل الأعلى أجرا والأكثر نجاحا.

إلا أن الدنيا انقلبت على شيرين في 2017، حينما جاءتها أوامر بوضع صوتها على أغنية وطنية جديدة من ألحان عمرو مصطفى، الذي سبق أن قدمت معه أغنية "مشربتش من نيلها"، وأبدت شيرين موافقتها بشكل مبدئي، خاصة أنها تحب الأغنيات الوطنية، ولا مانع لديها، حتى علمت قبل التسجيل بأيام أن الملحن حصل بالفعل على مئة ألف جنيه، فبدأت في المماطلة، وهو ما بررته لاحقا برغبتها في الحصول على ثلاثمئة ألف جنيه كأجر لها، وحينما أصرت على موقفها تم تهديدها بالنيل منها كي لا تنسى نفسها.

مقطع قديم واتهام يشير لعمرو دياب
في هذا التوقيت، كانت الأزمة في أوجها بين شيرين عبد الوهاب وعمرو دياب، بعد أن سخرت وقالت "دا كبر وكفايه عليه كدا". فتم استغلال المشكلة في اصطياد مقطع قديم لشيرين في حفل قبلها بسنوات وهي ترد على معجبة طلبت منها أن تغني "مشربتش من نيلها" لترد شيرين "اشربي إيفان أحسن النيل بيجيب بلهارسيا"، وهو المقطع الذي أثار غضب ملايين المصريين ضدها بكل تأكيد.

وكانت تلك قرصة الأذن الأولى لشيرين عبد الوهاب، حيث قرر نقيب الموسيقيين هاني شاكر بشكل فوري منعها عن الغناء لمدة شهرين، وجاء القرار قبل حفلات رأس السنة بفترة بسيطة، وهو بكل تأكيد سيسبب خسارة مادية للفنانة المصرية التي تحصل على رقم ضخم في هذه الليلة، وكان منعها بالفعل بعد التحقيق معها والمثول أمام النقابة والتهديد بالشطب.

شيرين تلجأ لبيروت
في هذه المرحلة، اتخذت شيرين عبد الوهاب قراراها وقامت بالفعل بشراء شقتها في بيروت، بل قررت أن تنقل حياتها هناك بصحبة بناتها، وحاولت بالفعل أن تُلحقهم بإحدى مدارس بيروت، قبل أن ينصحها المقربون بأن تصحح ما قامت به، على أن تترك مسكنها في بيروت من أجل الفسح وقضاء الإجازات هناك، كي تتمكن من الحياة وسط أسرتها.

لتبدأ في حل الأزمة، فعرضت على أحد أصدقائها المقربين ترشيح زوجها المطرب حسام حبيب ليغني أمام الرئيس المصري في منتدى شرم الشيخ لشباب العالم الذي أقيم في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني 2018، وحضرت الحدث بنفسها وخرجت في الصحف لتعلن فخرها بأن يغني زوجها أمام السيسي في محاولة لتكون من المرضي عنهم.

زوجة رئيس وزراء أسبق تورطها مجددا
رغم أن شيرين حسنت علاقتها مجددا بالدولة، خاصة بعد أن وضعت صوتها "مجانا" على أغنية "سلم على الشهدا" لصالح شهداء الشرطة والجيش، وهي الأغنية التي طرحت في 25 يناير/كانون الثاني 2019؛ فإن بلاغ من زوجة رئيس وزراء أسبق أعادتها لأزمة مجددا، حين قامت الأخيرة بتقديم شكوى ضدها بما قالته في حفلها في البحرين الأخير وقالت "اتكلم براحتي لو اتكلمت في مصر هتحبس".

ورغم أن شيرين كانت عادت لأحضان النظام مرة أخرى، فإنها تفوهت بما ورطها وأحرج الدولة أيضا، فعلى الفور تلقى نقيب الموسيقيين الأوامر بوقف شيرين عن الغناء في مصر، وأوامر أخرى بمنع إذاعة أغنياتها. وهي القرارات التي سيتم لاحقا التراجع عنها خلال الأيام المقبلة مع إثبات براءتها بالدلائل والبراهين لكن ستكون الرسالة قد وصلت لمئات الفنانين.

شيرين ليست الضحية الوحيدة
شيرين عبد الوهاب ليست الاسم الوحيد الذي تم استغلاله؛ ففي 2018 وبعد الأزمة التي نشبت بين آمال ماهر وتركي آل شيخ، تم إبعاد آمال عن الحياة الفنية، ومنعها من الغناء، ومنع إذاعة أغنياتها، وتم تحديد إقامتها لمدة شهرين قبل أن تقوم بالصلح مع آل الشيخ، لتتمكن من طرح ألبومها الجديد، أيضا عجزت غادة عبد الرازق مؤخرا عن الحصول على تصريحات من الداخلية من أجل تصوير مشاهد مسلسلها الجديد "حكاية مرة"، وهو ما تسبب في إيقاف تصوير المسلسل وخروجه من السباق الرمضاني، عكس ما أشيع عن وجود أزمة تسويقية، حيث نجحت غادة في الاتفاق مع إحدى القنوات الخليجية لعرض مسلسلها، وتأتي ردة الفعل ضد عبد الرازق بعد تصريحها بأن هناك من يسيطر على الدراما. في إشارة إلى شركة إعلام المصريين المملوكة للدولة.

المصدر : الجزيرة