إغلاق مسرح "الجنينة" بعد 14 عاما من الموسيقى والفنون بالقاهرة

مسرح الجنينة
أنشأ مسرح الجنينة منذ تأسيسيه عام 2005 قنوات اتصال بين الموسيقيين العرب والجمهور المصري (مواقع التواصل)

عبد الله غنيم-القاهرة

أعلنت شركة "الجنينة"، المسؤولة عن إدارة وتنظيم أنشطة مسرح الجنينة الشهير بالقاهرة، في بيان نشرته أمس الأربعاء عبر صفحتها على موقع فيسبوك عن بدئها في إجراءات تصفية الشركة، وإيقاف جميع أنشطتها في "مدرسة الدرب الأحمر للفنون" وأيضا أنشطة "مسرح الجنينة" في حديقة الأزهر، منذ مطلع فبراير/شباط الحالي.

وأوضحت "الجنينة" أسباب شروعها في هذا القرار، الذي اتخذته "بأسف عميق" وفق البيان، والمتمثلة في عدم قدرتها على الوفاء بالالتزامات المادية اللازمة لتشغيل الشركة وممارسة وتنظيم أنشطتها، وبخاصة في ظل تناقص إيراداتها المستمر.
 

وقوبل القرار كذلك بأسف شديد من جمهور مسرح الجنينة ومدرسة الدرب الأحمر للفنون، وبخاصة مع ما يمثله كل منهما للجمهور المصري المهتم بالفنون عامة والموسيقى خاصة.

إذ ساهم "مسرح الجنينة" الذي يتسع لقرابة 500 متفرج، على مدى 14 عاما منذ تأسيسه في تغيير المشهد الموسيقي العربي، وقدم عددا من نجوم وفرق الموسيقى البديلة العربية التي مثلت نهضة موسيقية في المنطقة، بالنسبة للجمهور وللموسيقيين على السواء، كما شاركت مدرسة الدرب الأحمر في تنمية مجتمع منطقة الدرب الأحمر والقاهرة القديمة.

مسرح الجنينة.. 14 عاما من الموسيقى البديلة
منذ تأسيسه عام 2005 بواسطة مؤسسة المورد الثقافي، خلق مسرح الجنينة قنوات اتصال بين الموسيقيين العرب والجمهور المصري، وأتاح الفرصة أمام عدد من الموسيقيين الشباب والفرق الموسيقية العربية البديلة مثل "أوتوستراد" من الأردن، و"مشروع ليلى" وريما خشيش من لبنان، وسناء موسى من فلسطين، ودينا الوديدي من مصر، وغالية بن علي من تونس، وكريم زياد من الجزائر، لتقديم موسيقاهم أمام الجمهور المصري، الذي أتاح له "الجنينة" أيضا فرصة الاستماع لهذه الفرق والمشاريع الموسيقية المغايرة بتذاكر تبدأ أسعارها بعشرة جنيهات مصرية، أي ما يعادل ثلاثة دولارات أميركية، ولم تتجاوز 50 جنيها (15 دولارا) خلال الفترة من 2005 وحتى 2015.

الدرب الأحمر.. التنمية بالفنون
بدأت "مدرسة الدرب الأحمر للفنون" أنشطتها عام 2011 بهدف تدريب الأطفال على فنون السيرك والموسيقى، سعيا لحمايتهم من العمل في حرف قاتلة لطفولتهم، واستطاعت في السنوات الماضية أن تجذب عددا كبيرا من الأطفال، إذ اعتادت تقديم جميع أنشطتها مجانا برعاية مؤسسة الجنينة للأنشطة الثقافية والفنية، وبدعم من مبادرة "آغا خان" للموسيقى.

وتستهدف المدرسة الأطفال من سن 8 إلى 16 سنة لدراسة "الفنون الأدائية"، وتتضمن فنون السيرك والرقص والتمثيل، والموسيقى التي تتضمن الآلات الإيقاعية وآلات النفخ النحاسية بالإضافة لآلة الأكورديون.

وبجانب تعلم الفنون تُوفر المدرسة حصصا في اللغة الإنجليزية، وأخصائية اجتماعية، وطبيبة لمتابعة حالاتهم الصحية، وعلى مدار 8 سنوات، أربع دورات دراسية، أصبح لديها عشرات الخريجين، بعضهم يعمل مدربا بالمدرسة وآخرون أسسوا فرقة فنية وإيقاعية.

وتعتمد مؤسسة المورد الثقافي على المنح والدعم من عدد من الجهات الأوروبية المانحة، وفي 2015 وبالتزامن مع إصدار الحكومة المصرية قوانين تخص تنظيم الدعم الأوروبي والمنح الأجنبية الموجهة لتنمية المجتمع، اضطرت المؤسسة إلى التراجع عن المشهد الفني وإطلاق شركة ناشئة باسم "الجنينة" تلتزم باستكمال أنشطة المورد وممارسة دورها التنظيمي للحفلات الموسيقية بمسرح الجنينة والتنموي بمدرسة الدرب الأحمر للفنون.

ومع تغير ملامح المشهد الفني في مصر منذ 2015، وصعود عدد من المسارح الهادفة للربح بالقاهرة، زادت الصعوبات التي تواجهها شركة "الجنينة" الناشئة في الحفاظ على معدل تنظيم حفلاتها بمسرح الجنينة، ويبدو أنها لم تستطع اجتياز هذه الصعوبات، إذ اضطرت لتصفية أعمالها، والتخلي عن دورها القديم في خلق اتصال بين الفرق الموسيقية العربية الجديدة والجمهور المصري، وكذلك التخلي عن دورها التنموي الفني في توفير فرص تعلم الفنون الأدائية والموسيقى لأطفال ومراهقي الدرب الأحمر.

المصدر : الجزيرة