بعد وفاته بستة عقود.. جيمس دين يعود لبطولة فيلم جديد

جيمس دين
جيمس دين هو أحد أهم النجوم الأميركيين في مرحلة الخمسينيات (مواقع التواصل الاجتماعي)

حسام فهمي 

بشكل مفاجئ للغاية يعود النجم الأميركي الكبير جيمس دين إلى دائرة الضوء، وذلك رغم وفاته عام 1955 إثر حادثة راح ضحيتها وهو في الـ24 من عمره، حيث يشارك النجم الراحل ومن خلال تقنية "سي جي آي" (CGI) في فيلم حربي جديد عن فترة الحرب الأميركية في فيتنام. 

جيمس دين هو أحد أهم النجوم الأميركيين في مرحلة الخمسينيات، حيث جسد دور الملهم لجيل جديد من الشباب الأميركيين، خصوصا بعد بطولته في فيلم "متمرد بلا قضية" (Rebel without cause) عام 1955.

وقد حفظ له رحيله المفاجئ بعد ذلك مكانة أيقونية في قلوب وعقول الجماهير حول العالم.

 

الفيلم الجديد يحمل اسم "إيجاد جاك" (Finding Jack) مأخوذ عن رواية أميركية مبنية على أحداث حقيقية تدور حول جندي يصادق كلبا أثناء الحرب الأميركية على فيتنام، وهو ما يتماشى مع حقيقة تاريخية طريفة تفيد بأن الجيش الأميركي قد ترك ما يزيد على 1000 كلب مدرب داخل الأراضي الفيتنامية عقب انسحابه منها.

جاء الإعلان عن اختيار الراحل جيمس دين من خلال مخرجي العمل، وهما أنطون إرنست وتاتي جولخ، لكن هذا الإعلان أثار حفيظة بل وغضب العديد من محبي ونجوم السينما الأميركية الذين استقبلوه كعدم احترام لإرث الفنان الأميركي الراحل.

أول المعترضين على هذا الاختيار كان الممثل الأميركي كريس إيفانز الشهير ببطولة سلسلة أفلام "أفينجرز" في دور "كابتن أميركا"، وجاء اعتراض إيفانز قاسيا من خلال تغريدة في حسابه الرسمي على موقع تويتر قائلا "لا بد أن جيمس دين سيكون متحمسا، إن هذا لقبيح، ربما إذًا سنطلب من حاسوب أن يخلق لنا بيكاسو جديدا، أو أن يؤلف موسيقى أخرى على طريقة جون لينون، هذا الحد المذهل من عدم الفهم يبدو مثيرا للخجل." 

على جانب آخر، غردت الممثلة والمغنية والكاتبة الأميركية الكبيرة بيتي ميدلر عبر حسابها الرسمي على تويتر ساخرة "جيمس دين تم اختياره لبطولة فيلم جديد من خلال تقنية "سي جي آي"، لا تدعو أحدا يخبركم بأن الأمور أصبحت أكثر صعوبة للرجال ذوي البشرة البيضاء في هوليود، حتى من مات منهم ما زال بإمكانه أن يحصل على وظيفة".

العديد من ردود الفعل السلبية المشابهة دفعت صناع الفيلم للتصريح بأنهم لم يتعمدوا اختيار جيمس دين ولكنهم استمروا في التفكير لشهور طويلة في محاولة لإيجاد ممثل مناسب للدور، لكنهم في النهاية لم يجدوا طريقة سوى باستدعاء صورة وصوت الممثل الراحل من خلال تقنية "سي جي آي". 

واستمرت محاولات صناع العمل أيضا في تفادي غضب جمهور جيمس دين، فأكدوا أنهم قد حصلوا على كافة الموافقات الممكنة من أسرة الفنان الراحل، وأنهم سيبذلون قصارى جهدهم لجعل جمهور "جيمس دين" فخورا بهذا العمل.

يظل السؤال إذًا: هل يمكننا اعتبار استدعاء الفنانين الراحلين باستخدام التقنيات الحديثة دليلا على الإفلاس الفني، أو حتى الاتجار بشهرة الموتى، أم أن هذا استمرار للتطور الإبداعي في خلق وسيط سينمائي وفني جديد؟ هذا ما سيحكم عليه الجمهور فيما هو مقبل.

المصدر : الجزيرة