أغاني مصر الوطنية.. من نصر أكتوبر إلى "هما عايزينها فوضى"

محمد رمضان
شارك محمد رمضان في الكثير من الأعمال الفنية المروجة للنظام آخرها أغنية "هما عايزينها فوضى" (مواقع التواصل)

إيمان محمد

لطالما عبرت الأغنية الوطنية عن مشاعر الشعوب، وحملت بين كلماتها وألحانها الظروف التي صاحبت خروجها للنور، وما تشهده الدولة من ارتقاء سياسي واجتماعي.

ولا يمكننا نسيان انتصار الجيش المصري في حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، وما أنتجه من عشرات الأغنيات الوطنية التي يعتبرها الكثيرون مرحلة فريدة في تاريخ الغناء الوطني التي لم تتكرر.

في هذا التقرير نلقي الضوء على أهم الأغاني الوطنية التي صاحبت مرحلة الحروب الكبرى مثل نكسة 67 وحرب 1973، وكيف أصبحت الأغنية الوطنية اليوم في عصر حرب الجيش المصري ضد "الإرهاب".

صوت الثورة والانتصار
لقب عبد الحليم حافظ وقت ثورة يوليو/تموز 1952 بمطرب الثورة، وكان معروفا عنه بتقربه من السلطة، ورغم ذلك يظل قيمة ما قدمه من أعمال وطنية خاصة تلك التي قدمها في انتصارات أكتوبر/تشرين الأول 1973 الأهم بمشواره، فالنقلة جاءت بالدويتو مع بليغ حمدي في أغنيات تلك المرحلة والتي بدأها بأغنية "عاش اللي قال للرجال عدوا القنال، الفجر لاح" للشاعر مرسي جميل عزيز، "قومي يا مصر" لعبد الرحيم منصور والذي قدم معه وبليغ أيضا أغنية "مصر يا للي على طول السنين" وقدم مع الشاعر عبد الرحمن الأبنودي والملحن كمال الطويل أغنية "صباح الخير يا سينا".

العودة من الاعتزال
سجلت المغنية الجزائرية وردة "بلادي السمرا-الربابة" فجر يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول من عام الحرب، وهي من كلمات الشاعر عبد الرحيم منصور ولحن بليغ حمدي، وكانت المطربة قررت أن تتحمل جميع أجور الموسيقيين والكورال قبل أن تتفاجأ بتبرعهم بأجرهم بالكامل.

وقد استخدم منصور كلمات بليغة وبسيطة في الوقت نفسه للتعبير عن حب مصر، وهو ما ظهر من خلال أسلوبه الشعري في هذه المرحلة.

أيضا وعلى الرغم من أن ليلى مراد كانت قد اعتزلت قبل النكسة بـ 12 عاما لكنها عادت مع انفعالات نصر أكتوبر، وقررت تقديم أغنية "الله عليك يا بن البلد" مع شقيقها الملحن منير.

أم البطل
"من القلب إلى القلب" هذا هو الوصف الذي يمكن أن ينطبق على أغنية المطربة شريفة فاضل والتي استشهد نجلها الأكبر السيد بدير بإحدى المعارك، وعلى الفور وهى لا تزال بملابس الحداد وقفت أمام مبنى الإذاعة بصحبة الشاعرة نبيلة قنديل التي جهزت لها أغنية "أم البطل" لتعبر خلالها عن مشاعر وآلام الأمهات المصريات والعربيات اللاتي فقدن أبناءهن في الحرب، فتحاملت على نفسها وآلامها الشخصية من أجل تقديم الأغنية بصدق شديد.

بطعم النصر وصدق المشاعر
لم تقتصر وقتها الأغنيات الوطنية على مطرب بعينه، بل كانت أشبه بحالة عامة في الوسط الفني، فقدمت سعاد حسني "دولا مين ودولا مين" ونجاح سلام "مصر يا غالية" ونجاة "على البر التاني" ومحمد رشدي "يا أول خطوة فوق أرضك يا سينا" ومحمد نوح "شدي حيلك يا بلد" وعفاف راضي "الباقي هو الشعب" وفايزة أحمد "يا صباح النصر يا مصر" وشادية "يا حبيبتي يا مصر" وكلها كانت تعبر عن حالة الصدق والتصالح التي عاشها الشعب وتم التعبير عنها برقي يتناسب مع حالة الفن وقتها.

بأوامر عسكرية
مؤخرا بدأت الأغنية الوطنية تشهد حالة يعتبرها مراقبون "حالة من الانحدار" في الكلمات والمعاني، معتقدين أن هذه الأغاني مرتبطة بأوامر عليا بتنفيذها وليست بحالة حقيقية يعيشها الشعب والمجتمع الفني على حد سواء، أو هي محاولات من المغنين لإرضاء السلطات خاصة في ظل "القبضة الأمنية" التي تسيطر على المجال الفني بشكل عام وتحيل من يرفض تنفيذ الأوامر إلى التقاعد.

دياب وآل الشيخ
فاجأ عمرو دياب الجمهور (الهضبة) بأغنيته "أنا بعشقك يا مصر" التي كتب كلماتها رئيس هيئة الترفيه السعودية تركي آل شيخ، ويهديها للرئيس عبد الفتاح السيسي، وقد أثارت الأغنية حالة من الجدل في منصات التواصل الاجتماعي وقد اتهم الجمهور "الهضبة" بالاستسهال والإصرار على التعاون مع آل الشيخ حتى وإن قدم كلمات ركيكة.

من السينما للموسيقى
أما محمد رمضان فقد شارك في العديد من الأعمال الفنية التي تسوق للنظام وللجيش على وجه الخصوص، مثل فيلم "حراس الوطن، ومسلسل "نسر الصعيد" وقدم مؤخرا أغنية وطنية "هما (هم) عايزينها فوضى" ضمن حملة موجهة ضد دعوات التظاهر الأخيرة المناهضة لحكم السيسي.

المصدر : الجزيرة