غياب الشباب برئاسيات "تمثيلية" في مصر

Men queue to vote outside a polling station during the presidential election in Cairo, Egypt March 26, 2018. REUTERS/Ammar Awad
في أحد مراكز الاقتراع بالقاهرة (رويترز)

فتحت مراكز الاقتراع في مصر أبوابها باليوم الثاني على التوالي لانتخابات رئاسة وصفها منتقدوها بأنها "تمثيلية" باعتبارها محسومة للرئيس عبد الفتاح السيسي، وتغيب عنها شريحة الشباب.

ويخوض السيسي ضد منافسه رئيس حزب الغد موسى مصطفى موسى الذي أعلن أصلا تأييده للرئيس الحالي لولاية ثانية قبل أن يظهر منافسا في اللحظات الأخيرة، ولذا يوصف إليه على نطاق واسع بأنه مرشح صوري.

ويصف منتقدون الانتخابات بأنها تمثيلية بعد إبعاد مرشحين محتملين أكثر جدية من المنافسة على الانتخابات.

وكان السيسي قد طالب الناخبين بالمشاركة بكثافة في الانتخابات أيا كانت توجهاتهم، وأكد أن "نزول المصريين للانتخابات سيكون بمثابة دعم للدولة ومشروعها"، حيث تعد نسبة المشاركة الرهان الأساسي في هذه الانتخابات.

وقد غلب على المشاركين في اليوم الأول من الانتخابات كبار السن والنساء، الأمر الذي برره مؤيدو النظام بانشغال شريحة الشباب بأعمالهم ووظائفهم رغم استمرار العزوف بعد انتهاء ساعات العمل الرسمية.

ووفق وكالة الصحافة الفرنسية، فإن اللجان في مناطق الهرم غربي القاهرة ومصر الجديدة شهدت طوابير وقف فيها ما بين 25 و30 ناخبا، معظمهم ينتمي إلى الفئة العمرية الكبيرة.

ويقول عادل سميح (66 عاما) الذي يعمل استشاري تأمين، إنّ "المشكلة في الشباب نفسه، ولا نستطيع إقناعهم بشيء، أنا ابني مضاد لي في الرأي بعض الشيء".

ورغم احتفاء وسائل الإعلام المحلية بما عدته مشاركة مكثفة للناخبين، رأى مراقبون ونشطاء أن حجم المشاركة كان ضعيفا بصورة ملحوظة، وهو ما جاء متوافقا مع مشاهدات الجزيرة نت في مراكز الاقتراع بالقاهرة.

وفي مؤتمر صحفي بعد انتهاء الاقتراع في اليوم الأول، قال المتحدث باسم الهيئة الوطنية للانتخابات محمود الشريف إن المحافظات التي شهدت الإقبال الأعلى هي "القاهرة والجيزة والإسكندرية والشرقية وشمال سيناء"، لكنه لم يعط نسبا أو مؤشرات أولية للاقتراع.

وسعت السلطات المصرية من خلال الدعاية في وسائل الإعلام وفي الشوارع وأماكن العمل إلى دفع المصريين للتوجه إلى صناديق الاقتراع بأعداد كبيرة.

لكن شخصيات معارضة دعت إلى مقاطعة الانتخابات بعد انسحاب كل الحملات المعارضة الرئيسية، قائلة إن القمع أخلى الساحة من المنافسين الحقيقيين.

ويقول منتقدو السيسي إن شعبيته تضررت منذ انتخابه عام 2014 نتيجة الإصلاحات التقشفية وتكميم المعارضين والنشطاء ووسائل الإعلام المستقلة، وأصدرت المحاكم أحكاما بالإعدام على مئات من أنصار جماعة الإخوان المسلمين منذ 2013.

مشاهد الرقص
وأمام بعض مراكز الاقتراع، تكرر مشهد المواطنين الذين يرقصون ويعزفون الأغاني ويرفعون صور السيسي تعبيرا عن تأييدهم الشديد له.

وفي حي الترجمان الشعبي وسط العاصمة، كانت توزع بعض الهدايا على الناخبين، شملت وجبات غذائية خفيفة عليها ملصق علم مصر وكتب عليها "تحيا مصر-مع تحيات مؤسسة الأزهري"، وهي تتبع رجل أعمال يستورد أدوات مكتبية.

وكان لافتا خلال اليوم الأول حرص سياسيين وفنانين وإعلاميين على أن تلتقط لهم الصور خلال إدلائهم بأصواتهم، وفي مقدمتهم أغلب الوزراء والمحافظين والبرلمانيين، كما شاركهم هذا الحرص رموز وكوادر حزب النور السلفي.

وتم استغلال أطفال الشوارع بمناطق في محافظتي القاهرة والجيزة، عبر وضعهم على سيارات مكشوفة أثناء تجولها في الشوارع للدعوة إلى المشاركة في الانتخابات وهم يتراقصون على أنغام الأغاني.

وكان السيسي قد حصل على 97% من الأصوات في انتخابات 2014 التي شارك فيها أقل من نصف عدد المقيدين بالجداول الانتخابية رغم تمديد التصويت آنذاك ليوم ثالث.

المصدر : الجزيرة + وكالات