عشرات العائلات اللاجئة تعود من عرسال لسوريا

Syrian Refugees seen on the back of a truck at LebanonÕs border region of Arsal, Lebanon July 12, 2017. REUTERS/Hassan Abdallah
ستون عائلة سورية عادت من عرسال لبلدة عسال الورد في القلمون في إطار اتفاق يشرف على تنفيذه حزب الله (رويترز)

غادرت اليوم الأربعاء نحو ستين عائلة سورية مخيمات عرسال (شرق لبنان) عائدة لقريتها "عسال الورد" في منطقة القلمون السورية المتاخمة للحدود اللبنانية، في إطار الدفعة الثانية من اتفاق يشرف عليه حزب الله اللبناني.

وقال الجيش اللبناني في بيان له إن وحدات منه واكبت أفراد من عائلات سورية كانت لاجئة في عرسال بعد أن أبدوا رغبتهم في العودة إلى وطنهم، وأضاف البيان أن عناصره رافقوا هؤلاء العائدين إلى الحدود السورية، حيث تابعوا من هناك انتقالهم لعسال الورد في الداخل السوري.

وبحسب مصدر أمني، فإن عدد العائدين بلغ نحو 250 شخصا، بينما قالت وحدة الإعلام الحربي لحزب الله المتحالف مع النظام السوري إن الحافلات نقلت ستين أسرة، وذلك من أصل ستين ألف لاجئ يعيشون في عرسال.

وهذه هي الدفعة الثانية التي تغادر عرسال في إطار اتفاق على عودة اللاجئين إلى ديارهم عبر الحدود، حيث قال مسؤول مقرب من النظام السوري إن حزب الله رتب للاتفاق في محادثات غير مباشرة مع جماعة سورية المعارضة.

حزب الله
وأضاف أن حزب الله نسّق كذلك مع الجيش اللبناني والنظام السوري كل على حدة، وتولى تأمين عبور اللاجئين الراغبين في المغادرة.

وعبّر لاجئون لرويترز قبل نقطة تفتيش يحرسها مقاتلون من حزب الله عن تشوقهم للعودة إلى ديارهم بعد سبع سنوات قضوها في مخيمات مؤقتة "قذرة" ببلدة عرسال الحدودية.

وقالت لاجئة تدعى عبير محمود الحاج بينما كانت مع أسرتها في شاحنة "مضت ثلاث سنوات ولم نر عائلاتنا وأقاربنا، أدعو الله أن يعود الجميع إلى بلده، ما من مكان أفضل من سوريا".

في حين توقع أحد النازحين لوكالة الأناضول ألا يصمد العائدون كثيرا في عسال الورد، وتابع أن هذه العائلات "لن تصمد كثيرا في بلدة عسال الورد، لأنها لا تملك معيل يعيلها لأن النظام لا يقدم المساعدات للذين نزحوا ولم يقاتلوا في صفوفه".

من جهتها، قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إنها لا تشارك في الاتفاق، وذكرت متحدثة باسم المفوضية أنها لا تشجع على عودة اللاجئين بأعداد كبيرة إلى بلد ما زال يعاني من الصراع.

 

عناصر من حزب الله اللبناني يشرفون على مرور العائلات السورية من عرسال لبلدة عسال الورد (رويترز)
عناصر من حزب الله اللبناني يشرفون على مرور العائلات السورية من عرسال لبلدة عسال الورد (رويترز)

اتفاق محلي
وجاءت عودة اللاجئين في إطار اتفاق محلي وليس اتفاقا واسع النطاق، حيث ينقسم الساسة اللبنانيون حول إذا كان يتعين على لبنان العمل بشكل مباشر مع النظام السوري في سبيل عودة اللاجئين، وهو ما يدعو إليه حزب الله وحلفاؤه.

لكن أحزابا ومسؤولين آخرين منهم رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري يعارضون ذلك بشدة ويشككون في أن اللاجئين سيكونون في مأمن لدى عودتهم لسوريا.

وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله حذر في كلمة بثها التلفزيون الثلاثاء من أن الوقت ينفد قبل أن يتوصل المقاتلون السوريون على امتداد الحدود قرب عرسال إلى اتفاق مصالحة مع السلطات السورية.

يذكر أن المرحلة الأولى جرت في العاشر من يونيو/حزيران الماضي، وشملت عودة خمسين عائلة سورية من داخل الأراضي اللبنانية إلى بلدة عسال الورد.

ولعرسال حدود طويلة ومتداخلة مع منطقة القلمون غير مرسمة بوضوح، وعليها العديد من المعابر غير الشرعية، مما يسمح بانتقال المسلحين بسهولة بين جهتي الحدود.

وشهدت مخيمات عرسال مؤخرا توترا أمنيا، إثر مداهمات نفذها الجيش نهاية الشهر الماضي، وأقدم خلالها خمسة انتحاريين على تفجير أنفسهم، وأوقف الجيش عشرات النازحين إثر ذلك، قبل أن يعلن بعد أيام وفاة أربعة منهم، ويجري التحقيق حاليا بشأن ظروف موتهم بعد اتهامات وشكوك في وفاتهم تحت التعذيب.

وتقول المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن أكثر من مليون لاجئ سوري مسجلين فروا إلى لبنان، وهو ما يمثل ربع سكانه، ويقدر العدد على نطاق واسع بنحو 1.5 مليون لاجئ.

المصدر : الجزيرة + وكالات