ألمانيا تدعو للحوار وتحذر من تصعيد الأزمة الخليجية
خالد شمت-برلين
وصف وزير الخارجية الألماني زاغمار غابرييل إجراءات المقاطعة التي اتخذتها دول خليجية تجاه قطر بأنها بالغة القسوة، وعبر عن تأييد بلاده لكل ما من شأنه نزع فتيل الأزمة التي نشأت في منطقة الخليج بعد قطع السعودية والإمارات والبحرين علاقاتها مع الدوحة وعدم تصعيدها، واعتبر أن استمرار الحملة الدولية ضد تنظيم الدولة بمشاركة قطر أمر بالغ الأهمية.
وحذر غابرييل أثناء مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السعودي عادل الجبير ظهر اليوم الأربعاء بمقر الخارجية الألمانية، من تداعيات استمرار التصعيد في الأزمة الخليجية الراهنة على قوة التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية، ورأى أن أي شرخ بين الدول المشاركة في هذا التحالف من شأنه إفادة أعدائه.
وأشار إلى أن ما حدث تسبب بانهيار كبير في ثقة مطلوب استعادتها بين طرفي الأزمة الخليجية، مشددا على رفض أي تمويل -حتى لو كان صغيرا- لمنظمات متطرفة.
وقال غابرييل "نحن الأوروبيين لدينا معلومات من مصادر مختلفة عن مؤسسات عديدة تمول الإرهاب وبعضها سعودي".
كما حذر في الوقت نفسه من تسبب الأزمة الراهنة في انقسام دائم بمنطقة الخليج، عارضا إسهام ألمانيا بأي دور ممكن لإيقاف التصعيد بين الأطراف الخليجية.
وساطة
من جانبه رفض وزير الخارجية السعودي -بشكل غير مباشر- عرض الوساطة الألمانية، مشيرا إلى إمكانية معالجة الأزمة الحالية داخل إطار مجلس التعاون الخليجي.
وقال الجبير إن الإجراءات التي اتخذتها بلاده وحليفاتها الخليجيات هي في مصلحة قطر ومصلحة الأمن والاستقرار بمنطقة الخليج.
ودعا قطر إلى "القبول بالمطالب التي قدمناها لها، وإيقاف دعمها للمنظمات والشخصيات المتطرفة"، مشيرا إلى أن الأزمة الراهنة تعود لسنوات.
واتهم الجبير الدوحة بعدم التعاون بالشكل المطلوب وعدم الوفاء بتعهداتها السابقة وفق تعبيره، مشيرا إلى أنه أطلع نظيره الألماني على نتائج القمة الأميركية العربية الأخيرة في الرياض خاصة ما يتعلق منها بمكافحة الفكر المتطرف والإرهاب.
وشدد على أهمية استمرار التعاون الأمني بين بلاده وألمانيا، في حين أشاد وزير الخارجية الألماني بالمرونة التي يبديها الجانب السعودي بشأن موضوعات "لم يكن ممكنا الحديث معه فيها قبل أربع سنوات".
وكان غابرييل قد عبر في اليوم السابق لزيارة الجبير لبرلين عن استياء بلاده من إجراءات المقاطعة التي اتخذتها السعودية والإمارات والبحرين تجاه قطر، وقال في مقابلة مع صحيفة "هاندلز بلات" إن سحب السفراء وقطع العلاقات الدبلوماسية من شأنه عزل قطر جزئيا أو كليا وتهديدها في وجودها.
واعتبر الوزير الألماني أن استخدام دول الخليج أسلوب الرئيس الأميركي دونالد ترمب "الترمبنة" أمر بالغ الخطورة في منطقة تعصف بها الأزمات، وأشار إلى "أن تفاقم حدة الأزمة الراهنة لن يكون في صالح أحد بالشرق الأوسط المماثل لبرميل بارود قابل للانفجار".