تقرير: نصف سكان العراق مهددون بانعدام الأمن الغذائي

Displaced Iraqis, who fled villages south of Mosul, gather with aid supplies they received in Ibrahim Khalil village in Hamdaniyah, Iraq October 24, 2016. Picture taken October 24, 2016. UNICEF/Handout via REUTERS ATTENTION EDITORS - THIS IMAGE WAS PROVIDED BY A THIRD PARTY. FOR EDITORIAL USE ONLY.
نازحون من جنوب الموصل بسبب المعارك بين القوات العراقية وتنظيم الدولة (رويترز-أرشيف)

أعلن تقرير مشترك لبرنامج الغذاء العالمي والحكومة العراقية اليوم الاثنين أن أكثر من نصف سكان العراق معرضون لخطر انعدام الأمن الغذائي، مؤكدا أن ثمة حاجة عاجلة إلى 113 مليون دولار لتغطية احتياجات حتى نهاية العام.

وحذر التقرير -الذي يعد من أقوى الدراسات التقنية في مجال الأمن الغذائي التي أجريت في العراق– من مستويات غير مسبوقة من الضعف، مشيرا إلى أن نصف سكان العراق لم يعد بإمكانهم استيعاب أي صدمات مثل الصراعات أو ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

واعتبرت سالي هايدوك -وهي ممثلة برنامج الغذاء العالمي ومديرته القطرية في العراق- أن مستوى الضعف في الأمن الغذائي يتطلب من الحكومة وصناع السياسة والعاملين في المجال الإنساني العمل من أجل تحسين حالة الأمن الغذائي.

وجاء في التقرير -الذي أعد قبل الهجوم الأخير في الموصل ولا يشمل حالة الأمن الغذائي بين السكان الفارين من مناطق الصراع- أن 2.5% من العراقيين يعانون بالفعل من انعدام الأمن الغذائي، وهو مستوى من العوز يستلزم تقديم الدعم.

وأشار إلى أن نحو 75% من الأطفال دون سن 15 عاما يعملون لمساعدة أسرهم بدلا من تلقيهم التعليم.

وجرى جمع البيانات بالتعاون مع الحكومة العراقية واختتم بنهاية عام 2016، وشمل المسح أكثر من عشرين ألف أسرة عراقية في المناطق الحضرية والريفية، من بينها هؤلاء الذي نزحوا داخليا والذين ما زالوا يعيشون في منازلهم.

ومن بين نتائج التحليل أن 53% من السكان و66% من النازحين داخليا معرضون لانعدام الأمن الغذائي.

وارتفع معدل انتشار انعدام الأمن الغذائي إلى الضعف بين الأسر النازحة داخليا مقارنة بالأسر الباقية في منازلها، وكان أعلى تركيز للأسر التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي في الجزء الجنوبي من البلاد، ولا سيما في شمال المثنى وأجزاء من صلاح الدين.

‪أطفال نازحون في بغداد يتنظرون توزيع وجبة إطفار في رمضان 2015‬  (أسوشيتد برس)
‪أطفال نازحون في بغداد يتنظرون توزيع وجبة إطفار في رمضان 2015‬ (أسوشيتد برس)

وركزت التوصيات على تحسين التوعية الغذائية، وفرص الحصول على التعليم، خاصة للفتيات، وشبكات الأمان الاجتماعي وسبل كسب الرزق في المناطق الريفية.

ويعمل البرنامج في العراق منذ عام 1968، لتوفير المساعدات الغذائية الطارئة خلال الأزمات، فضلا عن الاستثمار في الأنشطة الإنمائية مثل الوجبات المدرسية، والدعم الغذائي للأطفال الرضع والحوامل والمرضعات، وغرس الأشجار، ومساعدة الحكومة في بناء القدرات التقنية وإصلاح نظام التوزيع العام.

 ومنذ يونيو/حزيران 2014 نزح أكثر من ثلاثة ملايين عراقي بسبب الصراع، وبالتنسيق مع الحكومة العراقية يقدم برنامج الغذاء العالمي مساعدات غذائية شهرية إلى 1.5 مليون من النازحين العراقيين الأكثر احتياجا في جميع المحافظات الـ18 من خلال مشروع المساعدات النقدية والحصص العائلية الشهرية.

ويحتاج البرنامج على وجه السرعة إلى مبلغ 113 مليون دولار لتوفير حصص غذائية شهرية كاملة، ومساعدات نقدية من أجل تغطية احتياجات 1.5 مليون من العراقيين المستضعفين حتى نهاية سبتمبر/أيلول 2017.

المصدر : الجزيرة