نقص الغذاء والدواء يهدد 350 ألف محاصر بالغوطة

تسبب الحصار الذي يفرضه النظام السوري على 350 ألفا في الغوطة الشرقية بريف دمشق منذ سنوات في موت العديد من المدنيين، خاصة الأطفال، جراء نقص الغذاء والدواء، وذلك رغم أن المنطقة مشمولة باتفاق خفض التصعيد.

وأكد فرحان حق المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة للجزيرة الحاجة الفورية للوصول إلى المحاصرين، متهما النظام السوري بمنع دخول قوافل المساعدات الأممية مرارا.

وأعرب حق عن قلق الأمم المتحدة مما يتعرض له الأطفال من سوء التغذية، وقال إن المنظمة الدولية تمكنت في سبتمبر/أيلول الماضي من الوصول إلى 25 ألف شخص، وهو ما اعتبره تقدما غير كاف.

‪خمسون حالة من مرضى الأورام والدم مهددة بالموت في الغوطة الشرقية‬ (الجزيرة)
‪خمسون حالة من مرضى الأورام والدم مهددة بالموت في الغوطة الشرقية‬ (الجزيرة)

موت المئات
وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إنها وثقت وفاة 397 مدنيا، بينهم 206 أطفال و67 سيدة، بسبب الجوع ونقص الدواء الناجمين عن الحصار.

وتحدث تقرير الشبكة عن شح كبير في المواد الغذائية الأساسية مثل حليب الأطفال، وارتفاع أسعار السلع كلها بشكل صارخ، إن وجدت، مشيرا إلى أن رضيعين توفيا خلال الأيام الماضية بسبب سوء التغذية.

من جهتها، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن أكثر من 1400 طفل في الغوطة الشرقية يعانون من سوء التغذية جراء الحصار، وبين هؤلاء 232 يعانون من سوء تغذية حاد، وهو ما يتطلب تدخلا طبيا لإنقاذهم، في حين أكدت مصادر للجزيرة أن الأدوية الخاصة بمرضى الأورام والدم تشكل ما نسبته 3% من الأدوية المتبقية في الغوطة بشكل عام.

وأشارت تلك المصادر إلى أن خمسين حالة من مرضى الأورام والدم مهددة بالموت، وأن 559 آخرين مصابين بمرض السرطان -80% منهم من الأطفال والنساء- مهددون بالموت أيضا.

وكانت منظمة الصحة العالمية قالت في وقت سابق إن المستشفيات الحكومية الثلاثة بالإضافة إلى 17 مركزا للرعاية الصحية العامة في الغوطة الشرقية؛ لا تعمل ولا يمكن للسكان الوصول إليها.

وأضاف بيان للمنظمة أن عدد الأطفال الذين يعانون من الصدمة يشهد ارتفاعا مثيرا للقلق، وأن 30% من جميع المرضى الذين يعانون من إصابات الحرب هم من الأطفال دون سن 15. كما يشكل المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري، مصدر قلق بسبب نقص العلاج.

وإلى جانب الحصار الذي تفرضه قوات النظام على المنطقة، رغم أنها مشمولة باتفاق خفض التصعيد، وتمنع دخول قوافل المساعدات، فإنها هذه القوات تشن حملات عسكرية تستهدف المناطق السكنية، مما يوقع قتلى وجرحى في صفوف المدنيين.

المصدر : الجزيرة + وكالات