دراسة: الحرب السورية أضرت بموارد المياه
كشفت دراسة حديثة أن الحرب الأهلية في سوريا لها تأثير شديد على الأنهار وموارد المياه العذبة في كل من سوريا والأردن المجاور لها.
وبينما ظل الجفاف الناجم عن تغير المناخ وسوء إدارة الموارد على حد سواء يمثل مشكلة، أدى القتال والنزوح الاضطراري إلى تحول المشكلة إلى أزمة واسعة النطاق.
ولعجزهم عن جمع بيانات ميدانية، لجأ الباحثون من جامعة ستانفورد -الذين أجروا الدراسة- إلى استخدام صور مركبة التقطتها الأقمار الصناعية في تقييمهم الكيفية التي يتم فيها استغلال المياه وإدارتها في مناطق الحرب المشتعلة.
ولاحظ بروفيسور ستيفن غورليك -وهو من المشاركين في إعداد الدراسة- أن التغير في معدلات جريان الأنهار كان من الضخامة بحيث يمكن الوقوف عليه بوضوح من خلال الصور.
وتقلصت إلى النصف مناسيب 11 مستودعا للمياه في حوض نهر اليرموك-الأردن الخاضع للإدارة السورية، وهو مصدر الري الرئيسي للإنتاج الزراعي وكافة الأنشطة البشرية الأخرى في سوريا، وذلك خلال السنوات الثلاث الماضية.
ودارت معارك عنيفة للسيطرة على العديد من تلك المستودعات، حيث ظلت بعضها -لا سيما تلك الواقعة تحت سيطرة المعارضة- تُدار بشكل مريع لافتقار الثوار الخبرة الفنية أو العمالة المؤهلة لذلك.
وتتدفق في الوقت الحالي كميات من المياه أكثر ثلاث مرات من تلك التي شهدتها السنوات الثلاث الماضية من حوض اليرموك لتصب في الأردن الفقيرة مائيا.
وأشارت الدراسة إلى أن مقدار الانتفاع من هذا المورد الإضافي الثمين في البلاد يقابله، إلى حد ما، ارتفاع في الطلب من جانب 1.3 مليون سوري فروا من بلادهم ليلتمسوا اللجوء في الأردن.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي، حذرت منظمات إغاثة من أن تدهور الأمن المائي في سوريا سيزيد الإصابة بالأمراض ويغذي دوافع الهجرة، ويفاقم مشاكل التلوث وندرة المياه على الحدود مع لبنان.
وأدى القتال الدائر حاليا في وادي بردى القريب من دمشق إلى انقطاع المياه عن 5.5 ملايين شخص من سكان العاصمة.