المعارضة تشكك بالهدنة والنظام يزعم الالتزام رغم خرقها

القصف الجوي يحول مباني سكنية في حي الصالحين بحلب إلى تلال من الركام
حلب تعرضت لقصف عنيف بدء الهدنة بساعات كما سقط فيها برميل متفجر بعد سريانها (ناشطون)
قال الائتلاف الوطني السوري المعارض إنه يحق للجيش الحر الرد على أي خرق للهدنة من قبل النظام وحلفائه، مطالبا بتوفير آليات لمراقبة الخروق ووضع عقوبات على من يخرق، بينما أعلن النظام وروسيا التزامهما بالهدنة، رغم تأكيد مراسلي الجزيرة أن النظام خرقها بعد دقائق من بدئها.

وأصدر الائتلاف الوطني السوري اليوم الاثنين بيانا حول الهدنة التي عقدها الجانبان الروسي والأميركي التي بدأ العمل بها في الساعة السابعة من مساء اليوم، حيث أكد أن الجيش الحر يملك حق الرد في حال قيام النظام وحلفائه بأعمال عدائية مناقضة للهدنة. 

وطالب البيان بضرورة توفر آليات مراقبة للخروق حال حصولها، تشرف عليها جهات محايدة، باستثناء روسيا كونها تقوم بعمليات قصف مستمرة، مشيرا إلى أن اتفاق الهدنة يفتقر لعقوبات واضحة في حال خرقها.

كما أكد البيان على اعتبار المليشيات الداعمة للنظام منظمات إرهابية لا يجوز توفير غطاء سياسي أو قانوني لها، وقال إنه ينبغي وقف أعمال التهجير القسرية من قبل النظام فورا وبضمانات دولية، وإنه يجب إدخال المساعدات الغذائية والطبية للمناطق المحاصرة دون قيود لتكون مقدمة لإنهاء الحصار.

ولم يصدر عن الهيئة العليا للمفاوضات (المعارضة) أي بيان حتى الآن بشأن الهدنة، لكن المتحدث باسم الهيئة سالم المسلط قال لوكالة الصحافة الفرنسية إن الهيئة تطالب بضمانات حول تطبيق الاتفاق، وأن يوضح التصنيف الذي اعتمد للإرهاب، مشككا في التزام النظام وروسيا بالاتفاق.

ويتوقع أن تصدر كبرى فصائل المعارضة المسلحة بيانا توضح فيه موقفها من الهدنة، حيث قال مراسل الجزيرة إن مسودة البيان تشكك في التزام النظام وروسيا بالاتفاق.

من جهتها، قالت وحدات حماية الشعب الكردية إنها ترحب باتفاق الهدنة، وذكرت في بيان أنها تأمل أن يسمح الاتفاق بأن تركز الجهود على قتال تنظيم الدولة الإسلامية وتهيئة الأجواء لانتقال سياسي، وبما يتضمن إدارة حكم ذاتي يقودها الأكراد في شمال سوريا.

النظام وروسيا
أما جيش النظام السوري فقال في بيان إنه سيلتزم بتطبيق الهدنة لمدة سبعة أيام، مؤكدا في بيان "الاحتفاظ بحق الرد الحاسم باستخدام جميع الوسائط النارية على أي خرق من جانب المجموعات المسلحة".

وبدورها، أعلنت موسكو على لسان مسؤول عسكري بارز "وقف جميع الأعمال القتالية في جميع مناطق سوريا"، مع تأكيد أنها "ستواصل شن الضربات ضد أهداف إرهابية".

وطالب وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير بالحفاظ على التهدئة والكف عن "التكتيكات الرامية إلى تحقيق مكاسب على الأرض"، وقال "أصبح لدينا مرة أخرى فرصة واقعية إلى حد ما لتقديم المساعدة فعليا إلى الناس الذين مزقتهم الحرب".

يجدر بالذكر أن مراسلي الجزيرة في كل من حلب وإدلب وحماة أكدوا أن الطيران التابع للنظام خرق الهدنة عدة مرات بعد ربع ساعة فقط من بدء سريانها هذه الليلة.

المصدر : الجزيرة + وكالات