وانغ يي: سبعون دولة تجاوبت مع طريق الحرير

قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إن مبادرة "الحزام والطريق" التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ لاقت تجاوبا إيجابيا ومشاركة نشطة من قبل نحو سبعين دولة مطلة على هذا الخط، وفي مقدمتها دول الشرق الأوسط.

وأضاف في حديثه لبرنامج "بلا حدود" الذي يبث غدا الأربعاء، أن طريقي الحرير البحري والبري "في عصرنا اليوم يمران بمنطقة الشرق الأوسط أيضا"، وأن ثمة حصادا مبكرا للمبادرة الصينية، يتضمن قرابة الألف مشروع "ستنفّذ بشكل تدريجي بيننا".

وتأتي تصريحات وانغ متزامنة مع انطلاق منتدى التعاون الصيني العربي السابع غدا الأربعاء في العاصمة القطرية الدوحة.

الشراكة الاقتصادية
تطرق الوزير إلى واقع الشراكة العربية الصينية والرغبة في تطويرها، قائلا إن بلاده أصبحت أكبر شريك تجاري لتسع دول عربية، مع حجم للتبادل التجاري تجاوز مئتي مليار دولار. كما أن الصين تستورد تقريبا نصف النفط الخام من الدول العربية التي بدورها شهدت زيادة في الاستثمارات الصينية بصورة سريعة.

وعن المشروعات الكبيرة التي أنشأتها أو تخطط لها الصين، ذكر مصفاة ينبع التي بدأ تشغيلها في السعودية، وهي مشروع بتروكيميائي عملاق، وحديقة صناعية في سلطنة عُمان، والتعاون مع الكويت في إنشاء مدينة الحرير وإجراء التطوير المتكامل لبعض الجزر.

وخلص إلى القول إن الحزام الاقتصادي لطريق الحرير يشمل ثلاثة نواح: ربط الدول الأوروآسيوية بالسكك الحديدية والطرق العامة والطيران والإنترنت والأنابيب، بما يهيئ ظروفا أساسية للنمو الاقتصادي.

منح صينية
وخلال منتدى التعاون الصيني العربي في الدوحة، قال وانغ: الصين ستعلن عن توفير ستة آلاف منحة دراسية خلال العامين المقبلين، وتدريب ستة آلاف موهوب عربي.

في مجال السياسة الخارجية وموقف بكين من قضايا الشرق الأوسط، قال إن بلاده منذ بداية خمسينيات القرن الماضي دعمت بكل ثبات قضايا الشعوب العربية للتحرر القومي، وفي مقدمتها قضية فلسطين.

وأوضح أن القضية "تتعلق بالضمير الإنساني والعدالة. ولن نسمح بمواصلة المماطلة ولن نسمح بالتشرد المستمر لإخوتنا الفلسطينيين والفلسطينيات".

الجميع يتحدث عن قضية اللاجئين -يضيف وانغ- "لكن يجب ألا ننسى قضية فلسطين.. يجب ألا تستمر هذه الظاهرة الظالمة وغير المعقولة".

حل سياسي لسوريا
أما المسألة السورية فبيّن أن بكين صوّتت مع قرارات مجلس الأمن الداعية إلى حلها سياسيا، وأن موقفها ثابت وواضح، ويتمثل في أن الحل السياسي هو وحده الذي يتفق مع المصلحة الأساسية للشعب والدولة السورية.

وحول إيران التي عرفت علاقتها مع جيرانها العرب تدهورا في العلاقات منذ خمس سنوات، قال "سنشجع وندعم إيران لتحسين علاقاتها مع الدول المجاورة والتعاون معها بما يلعب دورا إيجابيا في سلام واستقرار المنطقة".

أما علاقة الصين وروسيا اللتين تجمعهما حدود طويلة وتاريخ من التحالف والصراع، فقال إن الجانبين استقيا دروسا من الماضي وأقاما العلاقات الثنائية على أساس عدم التحالف وعدم المجابهة وعدم استهداف أي طرف ثالث.

وردا على سؤال بشأن ما يسمى القرن الصيني وقيادة بكين للعالم، قال إن الولايات المتحدة ستحافظ على المركز الأول في الفترة الطويلة المقبلة، لكن هذا لا يعني احتكار القيادة لدولة واحدة، إذ "يستحيل لدولة واحدة أن تقود العالم بمفردها. لذلك، يجب علينا تعزيز التعاون الدولي لجعل كوكبنا أفضل وأجمل".

المصدر : الجزيرة