دي ميستورا يواصل لقاءاته والنظام ينفي ضغوطا روسية
يجري المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستفان دي ميستورا اليوم محادثات مع وفدي المعارضة والنظام، وقد أعرب عن أمله أمس الثلاثاء أن يتمكن وزيرا الخارجية الأميركي والروسي خلال لقائهما في موسكو اليوم من دفع المحادثات السورية، في حين نفى رئيس وفد النظام لوكالة الصحافة الفرنسية وجود أي ضغوط روسية على نظام دمشق لدفع مفاوضات جنيف.
وأوضح "نحن دائما بحاجة لمساعدة السيدين كيري ولافروف لأنهما أثبتا في الماضي وجود تفاهم مشترك، وأتمنى أن يثبتا ذلك في المستقبل ليساعد بدرجة كبيرة في العملية".
وكان دي ميستورا التقى أمس الثلاثاء وفد المعارضة السورية في جنيف، وطالب بتسريع الحل السياسي للأزمة كي يتفرغ الجميع لمواجهة الإرهاب باعتباره "الخطر الحقيقي".
وقال دي ميستورا في حديث مقتضب للصحفيين إن الرسالة التي يجب استخلاصها من هجمات بروكسل هي الحاجة لإطفاء نار الحرب في سوريا، مضيفا "علينا العثور على حل وانتقال سياسي في سوريا ليتسنى لنا جميعا التركيز على الخطر الحقيقي الذي يتهدد الكل في أوروبا والعالم وسوريا".
وفي وقت سابق، قال دي ميستورا إن بحث مسألة الانتقال السياسي في سوريا أمر ملح، وذلك في معرض رده على موقف رئيس وفد النظام بشار الجعفري الذي قال عقب لقاء بينهما الاثنين إنه من السابق لأوانه بحث الانتقال السياسي.
موقف النظام
وقبل ساعات من لقاء كيري ولافروف اعتبر بشار الجعفري رئيس وفد النظام ومندوبه لدى الأمم المتحدة في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية أن الحديث عن ضغوط تمارسها روسيا على حكومته لتقديم تنازلات هو "قراءة خاطئة".
وأشار الجعفري إلى أنه إذا كان من ضغط يجب أن يمارس فهو من الجانب الأميركي على المجموعات المسلحة ورعاتها للمساعدة في دفع الأمور قدما، على حد تعبيره.
تصريحات المعارضة
من جهته، قال رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن المعارضة السورية أسعد الزعبي إن الوفد يحمل طموحات الشعب السوري الذي يريد تحقيق انتقال سياسي لا مكان فيه لبشار الأسد. وأضاف الزعبي بعد انتهاء اللقاء مع دي ميستورا في جنيف أن الوفد قدم ورقة للمبعوث الدولي تطالب بالضغط على النظام من أجل إطلاق سراح المعتقلين.
وقبل عقد اللقاء أشار الزعبي إلى أن المعارضة لا تجد أي أرضية مشتركة في الوثيقة المقدمة من قبل وفد النظام إلى دي ميستورا، مضيفا أن النظام زاد عدد المناطق التي يحاصرها من 15 إلى 25 وكثف إسقاط البراميل المتفجرة خلال الأيام الماضية.
وتعليقا على رفض وفد النظام التطرق لرحيل الأسد والانتقال السياسي، قال عضو الوفد الاستشاري المرافق لوفد المعارضة هشام مروة لوكالة الصحافة الفرنسية إن مواقف وفد النظام "لم تكن مفاجئة ولن تؤثر على قرارنا بالانخراط في العملية السياسية".
وشدد على أن المعارضة تبدي قدرا أعلى من المسؤولية والتحلي بالصبر لأنها تحاور نظاما "لا يحترم التزاماته ولا القانون الدولي أو رغبة شعبه بالانتقال السياسي"، لافتا إلى أن وفد النظام "يحاول إثارة المعارضة للحصول على رد فعل منها".
وأوضح مروة أن النظام يريد الانتقال السياسي بشرط بقاء رئيسه بشار الأسد، مؤكدا رفض المعارضة هذا الخيار، وأن الانتقال السياسي يعني تشكيل سلطة جديدة تتولى كافة الصلاحيات بما فيها صلاحيات الرئاسة.
وتساءل مروة "إذا كانت المعارضة السياسية بنظر وفد النظام غير وطنية والفصائل الثورية إرهابية فهل نتوقع منه أن يكون جادا في الانتقال السياسي؟".