أهم شخصيات المعارضة السورية بمفاوضات جنيف

صورة تجمع الشخصيات البارزة التالية (في وفد المعارضة السورية إلى مفاوضات جنيف): 1- رياض حجاب 2- أسعد الزعبي 3- محمد علوش 4- جورج صبرة 5- رياض آغا – ناطق باسم الوفد 6- سالم المسلط – ناطق باسم الهيئة
شاركت شخصيات سورية مختلفة في مفاوضات جنيف ممثلة عن المعارضة السياسية والمسلحة، وما ميّز تلك الشخصيات أنها تنحدر من مشارب سياسية وفكرية مختلفة، وانحصر همها في الدفاع عن مصلحة الشعب السوري بإنجاح المفاوضات وتحقيق المكاسب التي نادت بها الثورة السورية.
 
مفاوضات 2016
اتفقت فصائل المعارضة السورية -التي شاركت في مؤتمر الرياض– في التاسع من ديسمبر/كانون الأول 2015 على تشكيل هيئة عُليا لها من 34 عضوا وأمين عام ومتحدث لهذه الأمانة، وتضم ستة من أعضاء الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة، وستة من الفصائل المسلحة، وخمسة أعضاء من هيئة التنسيق الوطني، وستة مستقلين.
 
وفي العشرين من يناير/كانون الثاني 2016 أعلنت هذه الهيئة تشكيلة الوفد الممثل للمعارضة في مفاوضات جنيف مع النظام السوري، مؤكدة أن أعضاءها العشرين يمثلون جميع مكونات المعارضة، ولذلك ضم الوفد ضباطا منشقين وقادة سياسيين وقادة فصائل مقاتلة على الأرض، إلى جانب الكيانات المشكلة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية وهيئة التنسيق الوطنية.

ومن أبرز أعضاء وفد المعارضة السورية المفاوض الشخصيات التالية:

1- رياض حجاب (المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية):
وُلد عام 1966 في محافظة دير الزور شرقي سوريا، وهو حاصل على شهادة الدكتوراه في الهندسة الزراعية.

شغل مناصب وزارية عدة في عهد بشار الأسد، أبرزها رئاسة الوزراء عام 2012 التي تركها بعد نحو شهرين من تعيينه، معلنا انشقاقه عن النظام السوري وخروجه إلى الأردن، حيث نشط من حينها في صفوف المعارضة، واختير في 17 ديسمبر/كانون الأول 2015 منسقا عاما للهيئة العليا للمفاوضات.

2- العميد أسعد عوض الزعبي (رئيس وفد المعارضة المفاوض):
ولد الزعبي عام 1956 في بلدة المليحة الشرقية بريف درعا، ودخل الكلية الجوية عام 1974 حيث تخرج برتبة ملازم طيار في 1977، وصار خبيرا فنيا في طائرة ميغ روسية الصنع ومدرب طيران.

شارك في العديد من الدورات العسكرية، وتولى منصب رئيس جناح القوى الجوية في الأكاديمية العسكرية العليا بدمشق، وأعلن انشقاقه عن الجيش النظامي في أغسطس/آب 2012 وانضمامه إلى صفوف الثوار.

أشرف على تدريب الضباط والعسكريين السوريين الموجودين في الأردن برعاية دول عربية، واختير في مؤتمر الرياض ليصبح عضواً في الهيئة العليا للمفاوضات، ورئيسا لوفد المعارضة السورية إلى جنيف.

3 جورج صبرة (رئيس المجلس الوطني السوري ونائب رئيس وفد المعارضة المفاوض):
ولد صبرة في 11 يوليو/تموز 1947 في مدينة قطنا بمحافظة ريف دمشق لأسرة مسيحية، وواصل مساره التعليمي حتى تخرج في دار المعلمين العامة بدمشق سنة 1967، وحصل على إجازة في الآداب بقسم الجغرافيا من جامعة دمشق.

تشبع بالفكر الشيوعي منذ شبابه، فتعرض للملاحقة الأمنية، وسُجن ثماني سنوات في سجن صيدنايا العسكري (1987-1995)، ثم أصبح أحد الخبراء التعليميين في بلاده، وعمل في مجال الإنتاج التلفزي معدا ومقدما لبرامج تلفزية تعليمية.

انتخب عضوا في الأمانة المركزية لحزب الشعب الديمقراطي السوري (الحزب الشيوعي سابقا)، وحينما خرج السوريون عام 2011 إلى الشوارع للمطالبة بالحرية ضمن أجواء الربيع العربي، ساند مطالب الشعب ليكون عرضة مرة أخرى للاعتقال حتى تمكن من الإفلات.

وأمام تزايد أعداد المتظاهرين القتلى والجرحى بسبب بطش الأجهزة الأمنية، غادر صبرة في منتصف ديسمبر/كانون الأول 2011 سوريا سرا، واجتاز الحدود مع الأردن سيرا على الأقدام قبل أن يتجه لفرنسا لينضم إلى المجلس الوطني السوري المعارض، فانتخب رئيسا له عام 2012 واختير مطلع 2016 نائبا لرئيس وفد المعارضة في المفاوضات.

4- محمد علوش (كبير المفاوضين):
ولد علّوش في دوما عام 1970، ودرس عاما واحدا في كلية الشريعة بجامعة دمشق، ثم أكمل دراسته في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، حيث تخرج من كلية الدعوة وأصول الدين عام 1993، ونال درجة الماجستير في تخصص العلوم المصرفية من قسم الدراسات الإسلامية بجامعة بيروت الإسلامية عام 2009.

بعد تخرجه من الجامعة الإسلامية، عمل علوش بالعاصمة السعودية الرياض في مجال النشر، حيث ترأس دار النفائس للنشر، وأصبح مديرا لشركة صبا الإعلامية.

شارك علوش في الثورة السورية منذ انطلاقها 2011؛ حيث أسهم في تأسيس "تنسيقية دوما" و"مجلس قيادة الثورة"، ليصبح بعد ذلك عضوا في المكتب السياسي للهيئة العامة للثورة، ومثّل الحراك الثوري في المجلس الوطني السوري المعارض قبل أن ينسحب منه بسبب "فقدان الرسالة لدى المجلس".

أسس مع شقيقه زهران علوش "جيش الإسلام" فكان عضوا بارزا في المكتب السياسي لهذا الجيش، كما شارك في مؤتمرات عدة للمعارضة السورية ممثلا عن "جيش الإسلام، وكان آخرها مؤتمر الرياض الذي انتخِب فيه عضوا في الهيئة التفاوضية العليا، ثم اختارته قوى المعارضة ليكون "كبير المفاوضين" في مفوضات جنيف مع وفد النظام السوري.

5- سالم المسلط (المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات):
ولد سالم المسلط في الأول من يناير/كانون الثاني 1959 في مدينة الحسكة، وأتم دراسته الجامعية في الولايات المتحدة الأميركية حيث نال ماجستير في العلوم السياسية.

وعمل في إدارة مجموعة صقر القابضة بالمملكة العربية السعودية بين 1985و1998، ثم نائبا لمدير عام مركز الخليج للأبحاث في الإمارات العربية المتحدة بين 1998 و2011.

يشغل المسلط موقع شيخ قبيلة الجبور في سوريا والعراق، ويتولى رئاسة مجلس القبائل السورية، وهو عضو في المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري، ويشغل منصب نائب رئيس ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية، وأصبح المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة للمعارضة.

6- رياض نعسان آغا (المتحدث الرسمي باسم وفد المفاوضات):
ولد في إدلب عام 1947 لأسرة علمية محافظة، وواصل دراسته حتى دخل دار المعلمين بحلب، ثم غادرها إلى دمشق، حيث تخرج في قسم الأدب العربي بكلية الآداب، ودرس آغا الفلسفة الإسلامية وقدم أطروحة ماجستير بعنوان "المساهمة العربية في عصر النهضة الأوربية"، ثم قدم أطروحته للدكتوراه بعنوان "الإعلام والعولمة".

وعمل مدرسا للأدب العربي في ثانويات إدلب، ثم انتقل للعمل في التلفزيون السوري مديرا للبرامج والإنتاج الدارمي، ورشح نفسه مستقلا لعضوية مجلس الشعب السوري (البرلمان) ففاز في الانتخابات التشريعية عام 1990.

عُين مديرا لمكتب الشؤون السياسية في رئاسة الجمهورية، ومستشارا سياسيا للرئيس الراحل السوري حافظ الأسد حتى عام 2000، وفي 2006 شغل منصب وزير الثقافة في الحكومة السورية، كما تولى سفارة بلاده في كل من سلطنة عُمان ودولة الإمارات، واختارته الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة للمعارضة ليكون المتحدث باسم وفدها في مفاوضات جنيف.

مفاوضات فبراير/شباط 2017
وفي مفاوضات جنيف 4 التي انطلقت الخميس 23 فبراير/شباط 2017، تشكل وفد المعارضة السورية من 21 عضوا، بينهم عشرة عناصر يمثلون الفصائل العسكرية.

والوفد يرأسه نصر الحريري (من مواليد 1977) الطبيب السوري الذي انضم إلى الثورة السورية مع انطلاقتها، وعيّن عضوا بالهيئة السياسية للائتلاف الوطني لقوى الثورة السورية ممثلا عن الحراك الثوري.

ونتيجة لمواقفه من النظام قبل وبعد الثورة السورية، اعتقل نصر الحريري أكثر من عشرين مرة بتهم مختلفة؛ أبرزها معالجة "الإرهابيين"، في إشارة إلى جرحى الثورة السورية، و"التحريض والتأجيج"، بالإضافة إلى التواصل مع "قنوات معادية"، بحسب الاتهامات التي وجهها له النظام السوري.

أسس نقابة الأطباء الأحرار في درعا عام 2011، وأعلن عملها رسميا في الأردن بعد عامين.

وضمن جهوده لدعم الثورة، أسهم في تأسيس اللجان المحلية في مدينة درعا واللجنة الطبية السورية في الأردن، وانتخب نقيبا للأطباء والصيادلة الأحرار.

أما أليس مفرج -التي اختيرت نائبة لنصر الحريري- فهي قيادية في هيئة التنسيق الوطنية، وهي من مواليد السويداء عام 1971، وخريجة جامعة دمشق، وعملت مدرسة للغة العربية بضاحية جرمانا بدمشق، وانضمت لحزب العمل الشيوعي، واعتقلت أثناء الثورة، ثم سرعان ما غادرت البلاد واستقرت بألمانيا.

وروت تفاصيل تعرضها للتعذيب أثناء اعتقالها في العشرين من يوليو/تموز 2011، وقالت إن شبيحة نظام بشار الأسد اعتدوا عليها وعلى باقي المعتقلات بالضرب واللكم والصعق الكهربائي، قبل أن يفرج عنها بعد أربعين يوما في إطار صفقة تبادل بين النظام والمعارضة السورية.

واختير محمد صبرا كبيرا للمفاوضين بوفد جنيف 4، وينحدر من الجولان المحتل، وهو خريج القانون العام، واشتغل مستشارا قانونيا للحكومة السورية المؤقتة، وشارك في العملية التفاوضية بين نظام الأسد والمعارضة السورية منذ 2014.

وحول اختيار مصطلح ومنصب "كبير المفاوضين"، أعلن صبرا أنه خطوة إجرائية لتفادي تمثيل رئيس الائتلاف المعارض لوفد المفاوضات، حيث إن رئيس الائتلاف لا يفترض أن يحضر أي مفاوضات إلا إذا حضر بشار الأسد شخصيا.

المصدر : الجزيرة