مستوطنون يقتحمون الأقصى بحراسة الاحتلال

مجموعات من المستوطنين تقتحم الأقصى اليوم مجددا تحت حراسة قوات الاحتلال
مستوطنون أثناء اقتحامهم باحات الأقصى صباح اليوم تحت حراسة قوات الاحتلال (الجزيرة)

أفاد مراسل الجزيرة في القدس المحتلة بأن 150 مستوطنا -على الأقل- اقتحموا مجددا صباح اليوم باحات المسجد الأقصى تحت حراسة مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وكان ضمن المشاركين في الاقتحام نشطاء من حزب الليكود الإسرائيلي -الذي يتزعمه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو– وكانوا مقسمين على أربع مجموعات.

كما أفاد المراسل بانطلاق حافلات إسرائيلية تقل عشرات المستوطنين باتجاه باب المغاربة بهدف معاودة اقتحام الحرم القدسي الشريف خلال الساعات المقبلة.

وقال مراسل الجزيرة في القدس إلياس كرام إن قوات الاحتلال أغلقت باب المغاربة المخصص لاقتحامات المستوطنين والجماعات اليهودية المتطرفة للحرم القدسي الشريف بعدما سمحت لعدة مجموعات استيطانية -بينها مجموعة تتبع شبيبة حزب الليكود- بالدخول إلى باحات المسجد الأقصى.

وأشار المراسل إلى أنه رغم هذه الاقتحامات فإن الهدوء ما زال يسود المكان في الحرم القدسي ومحيطه وفي البلدة القديمة بالقدس، وعزا ذلك إلى الجهود العربية والدولية التي بذلت والضغوط على الحكومة الإسرائيلية. وفي هذه السياق، أوضح أنه رغم عمليات الاقتحام فإن الاحتلال لم يفرض أي قيود على دخول المصلين المسلمين إلى الحرم القدسي.

كما أشار إلى أن نتنياهو بعد الضغوط التي تعرض لها يريد الإبقاء على اقتحامات المستوطنين مع استمرار السماح بدخول المسلمين الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى دون قيود.

ورغم ذلك، أكد المراسل أن الامتحان الأصعب لما يحدث في الحرم القدسي ومحيطه يبقى غدا الجمعة، حيث وجهت دعوات فلسطينية داخل الخط الأخضر للنفير لأداء صلاة الجمعة في الأقصى لحمايته، بانتظار إجراءات سلطات الاحتلال، وما إذا كانت ستفرض قيودا على دخول المصلين للأقصى.

‪حافلات أقلت المستوطنين لاقتحام الأقصى من باب المغاربة‬ (الجزيرة)
‪حافلات أقلت المستوطنين لاقتحام الأقصى من باب المغاربة‬ (الجزيرة)

هدوء ووعيد
وسادت أمس الأربعاء حالة من الهدوء الحذر في ساحات المسجد الأقصى، بعد ثلاثة أيام شهدت اقتحامات واسعة من قبل شرطة وقوات الاحتلال للمسجد، استخدمت خلالها الرصاص المطاطي وقنابل الغاز والصوت.

ورغم هذا الهدوء أمس قال مدير المسجد الأقصى عمر الكسواني إن عشرين مستوطنا اقتحموا ساحات المسجد الأقصى بحراسة شرطة الاحتلال عبر باب المغاربة، مضيفا أن عناصر من شرطة الاحتلال اعتدت بالضرب المبرح على اثنين من حراس المسجد.

وخلال الأيام الأربعة الماضية، نشر الاحتلال قواته على كافة مداخل الحرم القدسي، وفرض تشديدات أمنية صارمة، كما اعتلى جنود الاحتلال لأول مرة الثلاثاء أسطح المسجد الأقصى بعد اقتحامه بأعداد كبيرة، ووجهوا قناصتهم إلى المرابطين داخل المسجد، وأطلقوا قنابل الغاز والصوت من نوافذ المسجد.

وقال أحد العاملين بدائرة الأوقاف الإسلامية في الأقصى إن هذا الاقتحام يعد سابقة من خلال لجوء الاحتلال لتحطيم وتكسير بوابات الجامع القبلي ودهمه، وما نجم عن ذلك من خراب وتدمير هائلين، وحرق جزء من سجاد المسجد، وتكسير عدد من نوافذ وشبابيك الجامع التاريخية.

وإزاء تصاعد المواجهات في الأقصى ومحيطه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي أمس إن حكومته أعلنت الحرب على المدافعين عن الأقصى، الذين سماهم المشاغبين الذين يرشقون الحجارة.

وأضاف نتنياهو -أثناء جولة له في بعض ضواحي القدس المحتلة لتفقد الأوضاع الأمنية- إن حكومته ستقوم بتعديل قواعد الاشتباك وفرض عقوبات على راشقي الحجارة.
  
بدورهما، هدد وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان والقضاء أيلت شاكيد بإجراءات صارمة ضد المتظاهرين وملقي الحجارة في القدس المحتلة.

المصدر : الجزيرة