الأردن يتأهب لتهديدات محتملة بتعزيزات ضخمة على الحدود

تامر الصمادي-عمّان

عزز الأردن فجر اليوم الأربعاء من إجراءاته العسكرية عند حدوده الطويلة مع سوريا والعراق، في خطوة تعد الأكبر من نوعها في مسعى لفرض مزيد من السيطرة الأمنية على حدوده.
 
وأشارت أوساط رسمية إلى أن التعزيزات الأخيرة شملت مدرعات وأسلحة ثقيلة وأنظمة دفاع جوي متطورة وراجمات صواريخ ورادارات، كما تضمنت أيضا قطاعات عسكرية واسعة من مختلف تشكيلات القوات المسلحة.
 
وفي حين لم تعلق الحكومة على الإجراءات الجديدة، قال مصدر حكومي بارز للجزيرة نت إن "هدفها  تعزيز أمن الحدود، وعدم تعريض المملكة إلى خطر أعمال إرهابية".

وأضاف أن "القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الأردنية تتابع عن كثب ما يحدث من تطورات على الجانب الآخر من حدودها مع العراق وسوريا، وأن الحكومة في حال استنفار دائم، وستتخذ الإجراءات الضرورية والاحترازية لحماية أراضيها".

قوات أردنية عند حدود المملكة مع العراق (الجزيرة)
قوات أردنية عند حدود المملكة مع العراق (الجزيرة)

جاهزية قتالية
وكان مستشار الملك للشؤون العسكرية، قائد الجيش، الفريق أول الركن مشعل الزبن، قد قام قبل أيام بجولة تفقدية شملت وحدات قوات حرس الحدود على الواجهة الشمالية.

وقالت وكالة الأنباء الرسمية إن الزبن اطلع خلال الجولة على الجاهزية القتالية للقوات المسلحة والإجراءات المتخذة لحماية الحدود ضمن منطقة المسؤولية، ومنع أية محاولات للتسلل والتهريب أو أي محاولات من شأنها المساس بأمن المملكة ومواطنيها وحرمة أراضيها.

ورأى خبراء عسكريون أن الاستنفار الأردني على الحدود، يأتي على وقع التهديدات العابرة من العراق وسوريا، بعد مضي أكثر من عام على سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على أجزاء من البلدين بعضها قريب من الأراضي الأردنية.

وبرر اللواء المتقاعد فايز الدويري تلك الإجراءات بالقول إن "على الأردن الدفع بوحدات مقاتلة سواء وحدات مشاة أو مشاة آلية أو مدرعة حسب طبيعة التهديد، ليرقى ذلك إلى مستوى ضبط الحدود".

وأضاف الدويري في تصريح للجزيرة نت، أن "المملكة تواجه تحديات كبيرة، وهو ما يعني أن عمّان بحاجة أكثر من أي وقت إلى الذخيرة والأسلحة المتطورة، وهذه الاحتياجات لا بد من توفيرها، والكونغرس الأميركي بدأ بالفعل في تسهيلها، لأنه يدرك اليوم مدى الخطورة التي تواجهها المملكة".

ويرى الدويري أن "الولايات المتحدة تعلم جيدا الدور الذي يجب أن يناط بالأردن في هذه الأوقات والظروف، وهي تعلم أن هنالك تحديات جمّة نواجهها".

وبموازاة التعزيزات العسكرية على الحدود، بدا أن عمّان قد رفعت جاهزيتها الأمنية داخل العاصمة ومدن الأطراف، خشية أعمال إرهابية أيضا.

جنود أردنيون عند حدود بلادهم مع العراق(الجزيرة)
جنود أردنيون عند حدود بلادهم مع العراق(الجزيرة)

قلق حقيقي
وفي هذا الخصوص، قالت مصادر رسمية للجزيرة نت إن مطبخ القرار السياسي والأمني في عمّان يشعر بقلق حقيقي من خطر عمليات إرهابية.

وأضافت أن مؤسسة الأمن القوية رفعت من درجة الحذر والاستعداد في أعقاب التفجيرات التي نفذها تنظيم الدولة في تونس والكويت مؤخرا، كما عززت من وجودها الأمني أمام معظم المنشآت الحيوية والمراكز التجارية الكبيرة والمؤسسات الحساسة، وهي استعدادات أبقت على درجة التحذير الأمني في المنطقة البرتقالية بين اللونين الأصفر والأحمر.

وجاءت هذه التطورات تزامنا مع بدء محكمة عسكرية الاثنين محاكمة عراقي يحمل الجنسية النرويجية، ويعمل لحساب الحرس الثوري الإيراني، للاشتباه في أنه خطط لتنفيذ أعمال إرهابية في الأردن، وفقا للسلطات.

وقالت السلطات الأردنية إن المشتبه به خالد كاظم الربيعي اعتقل في الثالث من أبريل/نيسان الماضي بعد ضبط 45 كيلوغراما من المتفجرات كان يخزنها في قرية "ثغرة عصفور" بمحافظة جرش شمالي المملكة.

المصدر : الجزيرة