القوات الأفريقية بالصومال تقتل 15 مدنيا

قوة من بعثة الاتحاد الإفريقي والجيش الصومالي لدى سيطرتها على مدينة مركا بمحافظة شبيلي السفلى جنوب الصومال في الأول من سبتمبر/أيلول 2012
قوة من بعثة الاتحاد الأفريقي والجيش الصومالي لدى سيطرتها على مدينة مركا أول سبتمبر/أيلول 2012 (الجزيرة)

قتل 15 مدنيا -بينهم أطفال- في الصومال اليوم الثلاثاء على أيدي قوات الاتحاد الأفريقي عند المدخل الشمالي للعاصمة الصومالية مقديشو وفي مدينة مركا التي تبعد 100 كلم جنوب العاصمة.

ونقل مراسل الجزيرة نت في الصومال قاسم أحمد سهل عن أحد سكان مركا ويدعى عبد الحكيم نور، أن قوة أفريقية داهمت صباح اليوم التلال القريبة من مدينة مركا (إقليم شبيلي السفلى جنوبي البلاد) وحي دجوما بالمدينة، وأطلقت نيرانها بشكل عشوائي وبدم بارد على بعض المدنيين الذين كان بعضهم في طريقه إلى المزارع، مما أسفر عن سقوط 13 مدنيا بينهم شيوخ ونساء، واصفا ما حدث بالمجزرة.

وذكر نور الذي تحدث لدى مشاركته في جنازة أحد جيرانه الذي كان ضمن القتلى، أن جنود القوات الأفريقية كانوا يطلقون النار على كل من يصادفونه في الطريق عمدا ودون تفريق، وكانوا يستهدفون الشباب بشكل أساسي، مشيرا إلى أن بعض الضحايا كانوا مزارعين بينما قُتل بعضهم وهم يلعبون كرة القدم، واقتيد بعضهم، حسب قوله.

ولم يُعرف بعد سبب استهداف القوات الأفريقية للمدنيين في مدينة مركا، غير أن ذلك يأتي بعد تعرض سيارة صهريج تابعة لهذه القوات الليلة الماضية لهجوم بعبوة ناسفة في مركا، دون معرفة الخسائر الناجمة. وقد تكررت حوادث مشابهة في المدينة على مدى الشهور الماضية، لكن بسقوط عدد أقل بكثير من ضحايا اليوم.

‪جنود من القوات الأفريقية يستعدون لدخول مدينة مركا أول سبتمبر/أيلول 2012‬ (الجزيرة)
‪جنود من القوات الأفريقية يستعدون لدخول مدينة مركا أول سبتمبر/أيلول 2012‬ (الجزيرة)

ونقلت وكالة الأناضول عن أحد سكان مركا الذين شاهدوا الحادثة ويُدعى محمود عسبلي، قوله إن "أميصوم" ارتكبت ما اعتبرها "مجزرة" بحق المدنيين والأطفال، بعد أن تعرضت قافلة تابعة لها لانفجار ناتج عن لغم أرضي كان مزروعا في جانب الطريق.

وأوضح عسبلي أن القوات الأفريقية أطلقت الرصاص عشوائيا في جميع الجهات عقب الانفجار، وانتشرت في الأحياء السكنية القريبة حيث استهدفت عددا من المدنيين معظمهم من الشبان، مما أدى إلى مقتل "نحو 15 مدنيا"، بينهم معلم قرآن وعدد من تلاميذه لم يوضح عددهم.

وبحسب شهود العيان، فإن عدد القتلى مرشح للارتفاع نتيجة العدد الكبير للمصابين في المستشفيات وخطورة إصابات بعضهم.

من جهة أخرى وفي حادث مماثل، أفاد شهود عيان بأن مدنيين قتلا وأصيب آخرون برصاص جنود من القوات الأفريقية في مقديشو. وأضاف الشهود أن الضحايا سقطوا بعدما أطلق جنود القوات الأفريقية النار على حافلة صغيرة كانت تمر في المدخل الشمالي للعاصمة، دون أن تتضح الأسباب. ولم يصدر أي تعليق من قيادة قوات الاتحاد الأفريقي أو الحكومة الصومالية.

ويتمركز في الصومال نحو 22 ألف جندي من عناصر قوة "أميصوم" التي تشكلت من عدة بلدان أفريقية أبرزها أوغندا وإثيوبيا وكينيا، وتتعاون مع القوات الحكومية الصومالية في مساعيها لحفظ السلام وإعادة بسط سيطرتها على البلاد والتصدي للجماعات المسلحة "المتمردة"، وعلى رأسها حركة الشباب المجاهدين الصومالية.

المصدر : الجزيرة + وكالة الأناضول