الوحدات الكردية تنفي تهجير العرب بشمال سوريا وناشطون يؤكدون
أنكرت وحدات حماية الشعب الكردية ما قيل عن ارتكابها انتهاكات وانتهاج سياسة تطهير عرقي بشمال شرق سوريا، وبينما أكد ناشطون صحة تلك الاتهامات، يواصل التحالف الدولي غاراته لدعم الوحدات في قتالها ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وقالت وحدات حماية الشعب الكردية وفصائل من المعارضة السورية المسلحة إنها تسعى للحفاظ على النسيج الديمغرافي والسكاني لمنطقة تل أبيض بمحافظة الرقة، نافية صحة ما نقلته وسائل الإعلام عن عمليات تهجير قسري من مناطق تل أبيض وريفها.
وأضافت هذه الوحدات أنها سوف تنسحب من مدينة تل أبيض، وأن إدارتها ستجري عبر تشكيل مجلس مدني محلي يشمل جميع مكونات المنطقة بطريقة منصفة وعادلة، على حد وصفها.
ومن ناحيتها، قالت وكالة مسار برس إن وحدات حماية الشعب فرضت دفع مبالغ مالية على السكان العرب في مدينة تل براك بالحسكة لمساعدة مدينة عين العرب (كوباني) المجاورة، وأضافت أن الاشتباكات ما زالت تدور بين تنظيم الدولة والوحدات في ريف تل براك.
وكانت مصادر محلية أبلغت الجزيرة الليلة الماضية أن قوات وحدات حماية الشعب الكردية اقتحمت قرية العيساوي شرق مدينة تل أبيض، وأنها اعتقلت عددا من أبنائها وصادرت ممتلكات تعود لأشخاص مدنيين.
تأكيد الاتهامات
في المقابل، اعتبر محمد شبيب أحد شيوخ القبائل العربية في مناطق شمال سوريا أن وحدات حماية الشعب الكردية لديها "مشروع عنصري"، وأنها تهجر العرب من محافظة الحسكة وباقي المناطق.
وأضاف شبيب في لقاء سابق مع الجزيرة أن هذا المشروع قائم منذ أكثر من عامين وأصبح علنياً منذ ظهور التحالف الدولي.
وقال الناشط علي الحريث أحد مؤسسي حملة "أنقذوا الجزيرة السورية من الوحدات الكردية"، إن الحملة وثقت "الانتهاكات والمجازر التي ارتكبتها وحدات حماية الشعب الكردية" في شمال شرق سوريا منذ أبريل/نيسان ٢٠١٣، اعتماداً على شهادات ناجين هجّرتهم الوحدات.
ونقلت وكالة الأناضول عن الناشط أن الوحدات "لم توفر وسيلة ولم تتبعها بقصد تغيير البنية الديمغرافية للمحافظة"، متهما الوحدات بـ"سلب بيوت العرب وتوطين أجانب في بيوتهم، إلى جانب ارتكابهم مجازر بحق العشرات من سكان تلك القرى".
غارات التحالف
من جانب آخر، أفاد مراسل الجزيرة نقلا عن مصادر محلية بمقتل شخصين على الأقل إثر قصف شنته طائرات التحالف الدولي على الطريق الواصل بين بلدة سلوك ومدينة الرقة السورية، واستهدف سيارة تقل مدنيين.
وذكرت المصادر أن طائرات التحالف استهدفت كذلك محطة تصفية وقود جنوب بلدة عين عيسى بالريف الجنوبي لمدينة تل أبيض، مما أدى لتدميرها بالكامل. علما بأن أكثر من عشرين شخصا قتلوا خلال الأيام الماضية في قصف لطائرات التحالف.
وتعيش مئات العوائل التي هربت من مدينة تل أبيض أوضاعا إنسانية صعبة في شوارع وحدائق مدينة "أقجة قلعة" التركية القريبة من الحدود، في ظل انعدام المساعدات من المنظمات الإنسانية. كما يعيش من بقي في المدينة ظروفا إنسانية صعبة، رغم محاولات وحدات الحماية الكردية تقديم بعض الخدمات.