دول الخليج تدعو لحل سياسي باليمن وسوريا والعراق

وزير الخارجية القطري خالد العطية (يمين) والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني في مؤتمر صحفي بالرياض إثر القمة الخليجية التشاورية
وزير الخارجية القطري خالد العطية (يمين) والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني في مؤتمر صحفي بالرياض (الجزيرة)
أكد قادة مجلس التعاون الخليجي اليوم الثلاثاء في ختام القمة التشاورية بالرياض الحل السياسي في كل من اليمن وسوريا، ودعم المصالحة الوطنية في العراق، ودعوا إلى علاقات طبيعية بين دولهم وإيران، تحترم مبادئ السيادة وحسن الجوار.
 
وتلا وزير الخارجية القطري خالد العطية في مؤتمر صحفي بالرياض حضره الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني، مقررات القمة التشاورية التي تأتي قبل قمة خليجية أميركية بالولايات المتحدة منتصف الشهر الحالي.

وقال العطية إن القادة الخليجيين دعوا المجتمع الدولي إلى اتخاذ كافة الإجراءات القانونية لإنهاء الأزمة السورية المستمرة منذ ما يزيد على أربع سنوات، مشيرين إلى استمرار النظام السوري في قتل المدنيين بمختلف الأسلحة، بما فيها الأسلحة السامة المحرمة.

وأضاف أنهم أكدوا في الوقت نفسه الحل السياسي للأزمة بما يحقق تطلعات الشعب السوري المشروعة، ورحبوا في هذا الصدد بعقد مؤتمر للمعارضة السورية في العاصمة السعودية الرياض يضع "خارطة طريق" للمرحلة الانتقالية لما بعد نظام الرئيس بشار الأسد.

وتابع أن دعم الشرعية في اليمن بات مهمة منوطة بالمجتمع الدولي كله، وليس فقط بالدول الأعضاء في التحالف.

وفي ما يتعلق بالعراق، أوضح وزير الخارجية القطري أن قادة دول مجلس التعاون أكدوا دعم المصالحة في هذا البلد، ودعم جهود انتشاله من أزمته، وتحقيق أمنه واستقراره في ظل استقلال ووحدة أراضيه، بمنأى عن أي تدخل خارجي.

وتطرق بيان القمة التشاورية أيضا إلى علاقة دول الخليج بإيران، إذ أكد على علاقات طبيعية بين الطرفين، وشدد في الأثناء على أن تقوم هذه العلاقة على مبادئ حسن الجوار وسيادة الدول.

وأكد القادة الخليجيون من جهة أخرى موقف دولهم الداعي لأهمية التوصل لاتفاق نهائي وشامل يضمن سلمية البرنامج النووي الإيراني، ويكفل لدول المنطقة حق الاستخدام السلمي للطاقة النووية وفق معايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، على ألا تُستثنى من ذلك أي دولة بالمنطقة.

وفي ما يخص القضية الفلسطينية، أعلن قادة مجلس التعاون عدم جدوى الحلول الجزئية، معلنين دعمهم لدولة فلسطينية مستقلة ضن حدود عام 1967.

وعلى صعيد آخر، قال العطية إن القمة شددت على مكافحة الإرهاب، وتكريس التعاون الدولي للقضاء على ما وصفها البيان بالآفة الخطيرة.

‪الملك سلمان قال إن أمد الحرب بسوريا‬ (الجزيرة)
‪الملك سلمان قال إن أمد الحرب بسوريا‬ (الجزيرة)

اليمن وسوريا
وكان الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز قال في كلمة له خلال القمة إنه بعد تحقيق عملية عاصفة الحزم أهدافها في اليمن، فإن دول المجلس تتطلع إلى إعادة جميع الأطراف في اليمن إلى طاولة الحوار، وفقا للمبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن 2216.

وأعلن سلمان تأسيس مركز للأعمال الإنسانية والاغاثية من أجل اليمن، ومقره الرياض، معبرا عن أمله في مشاركة الأمم المتحدة والدول الراعية للمبادرة الخليجية بفعالية في دعم هذا المركز، كما أعلن أنه وجّه بتصحيح أوضاع اليمنيين في السعودية.

وفي ما يخض الوضع بسوريا، قال الملك السعودي إن الحرب بهذا البلد طال أمدها وتفشى فيها الإرهاب. وأضاف أن مبادئ مؤتمر جنيف الأول الذي عقد في يونيو/حزيران 2012 تمثل مدخلا لتحقيق الاستقرار في سوريا.

يشار إلى أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند شارك في القمة التشاورية الخليجية، في سابقة هي الأولى من نوعها. وقال وزير الخارجية القطري إن وجود هولاند دليل على وقوف فرنسا إلى جانب أصدقائها في المنطقة، ووصف العلاقات الفرنسية الخليجية بالإستراتيجية.

كما قال إن وجود الرئيس الفرنسي يؤكد شرعية عمليات التحالف في اليمن، ودعم باريس هذه العمليات التي تستهدف استعادة الشرعية باليمن. وكان الرئيس الفرنسي قال أمام القمة التشاورية إن دول الخليج تواجه تحديات جديدة، مثل تنظيم الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة، وأطماع دول تتدخل في شؤون أخرى.

وأضاف أن بلاده تدعم عمليتي عاصفة الحزم وإعادة الأمل، وأنها ستعمل بقوة لإرساء الاستقرار في اليمن، ودعا إيران إلى التعهد بأنها لن تسعى لحيازة سلاح نووي.

القمة الخليجية الأميركية
وفي المؤتمر الصحفي الذي خُصص لتلاوة مقررات القمة التشاورية، قال وزير الخارجية القطري إن الأزمة السورية والقضية الفلسطينية والاتفاق النووي المرتقب ستكون في صدارة المسائل التي ستناقشها القمة الخليجية الأميركية بعد نحو أسبوع في منتجع كامب ديفد قرب واشنطن.

وأضاف خالد العطية أن اللقاء التشاوري في كامب ديفد يعقد بناء على رغبة الرئيس الأميركي باراك أوباما، مضيفا أن لدى الطرفين مصلحة مشتركة في استقرار المنطقة.

المصدر : الجزيرة + وكالات