الاحتلال يقمع مسيرة مطالبة بفتح شارع بالخليل

Israeli soldiers clash with Palestinian demonstrators during a protest demanding the reopening of Shuhada Street in the West Bank city of Hebron on February 27, 2015. AFP PHOTO / HAZEM BADER
قوات الاحتلال أثناء قمعهم مسيرة سلمية بالخليل للمطالبة بفتح شارع الشهداء (غيتي/الفرنسية)

عوض الرجوب-الخليل

قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلية ظهر اليوم مسيرة نظمها مئات النشطاء الفلسطينيين والأجانب في البلدة القديمة من مدينة الخليل (جنوبي الضفة الغربية)، للمطالبة بفتح شارع الشهداء وسط المدينة، واحتجاجا على سياسات الاحتلال وإجراءاته التهويدية واعتزام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زيارة المدينة الشهر القادم.

وانطلقت المسيرة التي دعا إليها تجمع شباب ضد الاستيطان بعد صلاة الجمعة من مسجد على البكاء، باتجاه شارع الشهداء المغلق بأمر عسكري منذ عقدين، وهناك قابل العشرات من جنود الاحتلال المنتشرين على الأرض وفوق أسطح المنازل المسيرة السلمية بوابل من القنابل الصوتية وقنابل الغاز المسيلة للدموع مما أوقع إصابات وحالات اختناق.

وتركزت المواجهات في منطقة باب البلدية والزاهد وفي باب الزاوية المؤديين إلى شارع الشهداء، مما أوقع عشر إصابات، اثنتان بالرصاص الحي في القدمين، إحداهما لمتضامنة أجنبية، وثمانية بالرصاص المطاطي، وذلك حسب أحد الناشطين.

وتتزامن الفعالية مع إحياء الفلسطينيين الذكرى السنوية لمجزرة المسجد الإبراهيمي التي ارتكبها مستوطن إسرائيلي خلال صلاة فجر يوم 25 فبراير/شباط 1994، وأدت لاستشهاد ما لا يقل عن 30 فلسطينيا وإصابة العشرات بجراح. كما تتزامن مع فعاليات الحملة الدولية للمطالبة بفتح شارع الشهداء وسط المدينة المغلق أمام الفلسطينيين منذ وقوع المجزرة.

وكان شارع الشهداء على مدى تاريخ المدينة ممرا حيويا لسكان الخليل حيث يضم محطة الحافلات المركزية ومحطات السيارات العمومية، وسوق الخضار المركزي، وأقدم مدارس الخليل، وقطاعات حيوية أخرى، لكن الاحتلال حكم بإغلاقه أمام الفلسطينيين، فيما يجول فيه سكان خمس بؤر استيطانية وسط المدينة بحرية.

ورغم أن الفلسطينيين والإسرائيليين وقعوا عام 1995 ما عرف باتفاق الخليل الذي ينص على فتح الشارع وإزالة الحواجز، لم يلتزم الاحتلال بالاتفاق، بل زاد الأمور تعقيدا بعد انتفاضة الأقصى عام 2000 وما زال يغلق مئات المحلات التجارية.

وينظم تجمع شباب ضد الاستيطان سنويا فعاليات حول العالم للمطالبة بفتح الشارع، واختار ذكرى المجزرة كيوم للتضامن مع أهالي الخليل، في حين نظمت 120 فعالية تضامنية مع أهالي الخليل منذ مطلع العام الجاري ضمن حملة فتح شارع الشهداء، حسب بيان للتجمع.

وأضاف البيان أنه على حساب حرية قرابة 220 ألف فلسطيني (سكان مدينة الخليل)، ينشر الاحتلال العشرات من جنوده في محيط البؤر الاستيطانية ويوفر غطاء لاعتداءات المستوطنين ضد السكان الفلسطينيين في البلدة القديمة تحديدا، ويواصل إغلاق قرابة 500 محل تجاري بأوامر عسكرية.

جنديان من الاحتلال يعتقلان شابا فلسطينيا أثناء مسيرة اليوم بالخليل (غيتي/الفرنسية)
جنديان من الاحتلال يعتقلان شابا فلسطينيا أثناء مسيرة اليوم بالخليل (غيتي/الفرنسية)

اقتحام وتحضير
وكان جيش الاحتلال استبق انطلاق مسيرة اليوم باقتحام مقر تجمع شباب ضد الاستيطان في حي تلب الرميدة، حيث يقيم نشطاء ومتضامنون أجانب، ودقق في هوايتهم ووثائق سفرهم، وهو ما عده النشطاء رسالة لهم قبل انطلاق المسيرة.

من جهته حذر الناطق الإعلامي منسق تجمع شباب ضد الاستيطان مراد عمرو من الاستمرار في تهويد قلب مدينة الخليل، ومن مغبة المضي في برنامج الزيارة المقرر لرئيس الوزراء الإسرائيلي للمدينة.

وأضاف للجزيرة نت أن التجمع حضّر سابقا لفعاليات بهدف منع زيارة الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، ويحضر هذه الأيام لفعاليات وبرنامج تظاهر ضد زيارة نتنياهو المرتقبة.

إلى ذلك قال عمرو إن سماح المحكمة العليا الإسرائيلية للمستوطن المتطرف باروخ مارزيل بالترشح للانتخابات دليل على سياسة الاحتلال التهويدية.

المصدر : الجزيرة