دعوات للتهدئة بلبنان بعد تفجير جبل محسن
أدانت أحزاب وشخصيات وتيارات سياسية لبنانية الهجوم المزدوج الذي استهدف السبت مقهى في منطقة جبل محسن شمالي لبنان وأدى إلى مقتل تسعة أشخاص وسقوط عشرات الجرحى، ودعت إلى الهدوء والوحدة الوطنية ضد ما سمته محاولة لزرع الفتنة.
واعتبر رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام أن التفجيرين اللذين استهدفا المقهى في المنطقة ذات الغالبية العلوية محاولة لزرع "بذور الفتنة" في مدينة طرابلس، مؤكدا أن هذا الهجوم "إرهابي"، ويشكل تحديا للدولة بحسب قوله.
وأكد سلام في بيان أن الهجوم "لن يضعف عزيمة الدولة وقرارها في مواجهة الإرهاب"، ودعا أبناء طرابلس إلى "إظهار أعلى درجات المسؤولية لتفويت الفرصة على قوى الظلام في استدراج ردود فعل تخدم مخططاتها الفتنوية وتأتي بالوبال على طرابلس وعلى لبنان".
دعوات للوحدة
من جهته اعتبر رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري أن هجوم جبل محسن "يندرج في إطار إثارة البلبلة وتأجيج الفتنة وزعزعة الأمن في عاصمة الشمال طرابلس"، وطالب بتضافر جهود جميع اللبنانيين ووقوفهم بقوة وراء الجيش اللبناني والقوى الأمنية كما قال في بيان.
من جانبه قال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط إن "طرابلس يضرب فيها الإرهاب مجددا"، داعيا -في حديث تلفزيوني- اللبنانيين إلى "تجاوز الخلافات السياسية والمذهبية والطائفية والوحدة في مواجهة الإرهاب".
ودعا حزب الله من جهته في بيان أهالي وقيادات منطقة جبل محسن إلى "عدم القيام بأي ردات فعل تحقق للمنفذين أهدافهم الدنيئة"، واصفا ما جرى بأنه "جريمة مروعة، ارتكبها الإرهاب التكفيري".
كما استنكر "المجلس الإسلامي العلوي" التفجيرين الانتحاريين وطلب من كل الأهالي في جبل محسن "التحلي بأقصى درجات ضبط النفس، وتفويت الفرصة التي يريدها الإرهابيون، وهي إشعال نار الفتنة وزعزعة العيش الواحد"، وفق ما ذكره في بيان.
وكان مفتي طرابلس والشمال مالك الشعار قد قال في حديث للجزيرة إنه يشجب ويستنكر الهجوم الذي يهدف -بحسب قوله- إلى إحداث الفتنة في البلاد، وناشد سكان جبل محسن بأن يفوضوا الأمر إلى الدولة.
يذكر أن التفجيرين استهدفا المقهى الذي يقع عند تخوم منطقة "المنكوبين" التي شهدت سابقا اشتباكات بين أهالي جبل محسن من العلويين وبين سكان منطقة باب التبانة من السنة في مدينة طرابلس التي ما زالت تشهد توترا يتجدد مع أي تطور على الساحة السياسية.