كيري يصف مباحثاته مع نتنياهو وعباس بالصعبة

: US Secretary of State John Kerry speaks during a press conference at the David Citadel Hotel in Jerusalem on January 5, 2014. The US top diplomat set off early for Jordan and then Saudi Arabia, after three days of intense shuttle diplomacy between Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu and Palestinian president Mahmud Abbas. AFP PHOTO/BRENDAN SMIALOWSKI/POOL
undefined
وصف وزير الخارجية الأميركي جون كيري مباحثاته مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالصعبة من جهة وبالإيجابية من جهة أخرى، وذلك بعد محادثات منفصلة أجراها خلال يومين.

واعتبر كيري أن الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني يحرزان قدرا من التقدم في محادثات السلام، لكن احتمال عدم التوصل لاتفاق لا يزال قائما، مشيرا إلى أن لدى الجانبين فكرة واضحة عن التنازلات اللازمة لضمان التوصل إلى اتفاق.

وذكر كيري أنه جرى بحث جميع القضايا الكبرى في الصراع مثل الحدود والأمن ومصير اللاجئين الفلسطينيين، ووضع القدس.

ويحاول كيري وضع ما يسميه مسؤولون أميركيون "إطارا" للخطوط الاسترشادية العامة للاتفاق على أن يتم استكمال التفاصيل في وقت لاحق.

من جانبه، هاجم نتنياهو السلطة الفلسطينية ورئيسها عباس واتهمهم بممارسة التحريض ضد إسرائيل وإنكار حق اليهود بالعيش في هذه البلاد على حد تعبيره. وأضاف نتنياهو في تصريحات أدلى بها في مستهل الجلسة الأسبوعية لحكومته أن الاعتراف بحق اليهود في هذه البلاد هو معضلة أساسية وقد حظي بمباحثات مستفيضة مع كيري.

من جانبه طالب وزير الخارجية الإسرائيلي أفغيدور ليبرمان بأن تتبع أي اتفاق سلام "مبادلة للسكان والأراضي" مع دولة فلسطينية مستقبلية، وهذا يشير إلى رؤية لدى اليمينيين الإسرائيليين (الذين ينتمي إليهم ليبرمان) القائمة على احتفاظ إسرائيل بالكتل الاستيطانية الموجودة حاليا في الضفة الغربية المحتلة، بينما تعيد رسم حدودها كي تخضع بعض التجمعات الفلسطينية للولاية القضائية الفلسطينية.

كيري التقى عباس مرتين خلال 24 ساعة (الفرنسية)
كيري التقى عباس مرتين خلال 24 ساعة (الفرنسية)

الموقف الفلسطيني
من جهته، حذر رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، من أن القيادات الإسرائيلية تسعى للإطاحة بالرئيس الفلسطيني محمود عباس بسبب تمسكه بما وصفه "بالثوابت الفلسطينية"، فتارة يتهمه نتنياهو بممارسة التحريض ضد إسرائيل، وتارة يعتبره ليبرمان بأنه لا يمثل كل الفلسطينيين ويوجب انتظار ما تتمخض عنه انتخابات رئاسية فلسطينية مقبلة.

واعتبر عريقات في مقابلة مع الجزيرة أن الفلسطينيين هم الأكثر حرصا على نجاح المفاوضات، وسيكونون أكثر الخاسرين بفشلها، لذلك فإن المفاوضين الفلسطينيين يبذلون كل ما في وسعهم لضمان نجاح جهود الوزير كيري.

ووصف أمين سرّ اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه المحادثات الجارية بالجادة، لكنه قال لإذاعة صوت فلسطين إنه لا يستطيع القطع بوجود أي تقدم حقيقي أو جوهري في المباحثات.

وكشف مسؤول فلسطيني أن كيري مارس "ضغوطا كبيرة" على عباس للقبول باتفاق إطار يتضمن الاعتراف بـ"يهودية إسرائيل". وقال المسؤول لوكالة الصحافة الفرنسية -طالبا عدم ذكر اسمه- إن كيري أبلغ الجانب الفلسطيني أن موضوع يهودية الدولة ليس موقفا إسرائيليا فقط بل هو موقف الإدارة الأميركية أيضا.

وأضاف أن عباس جدد رفضه الاعتراف بيهودية إسرائيل، وأكد تمسكه بالتوصل لاتفاق يلبي الحقوق الفلسطينية ويؤدي لقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 "عاصمتها القدس الشرقية". وتابع أن عباس أكد رفضه لأي وجود إسرائيلي عسكري في أراضي دولة فلسطين، وأي وجود استيطاني في أراضي هذه الدولة.

تظاهر مئات الفلسطينيين بالضفة الغربية وفي مدينة غزة ضد زيارة كيري، وقال منظمون للاحتجاج إنه لا حاجة لاتفاق مبدئي هدفه الحقيقي تمديد المفاوضات إلى أجل غير مسمى

مظاهرات
وتظاهر مئات الفلسطينيين في مدينة رام الله بالضفة الغربية وفي مدينة غزة ضد زيارة كيري، وقال منظمون للاحتجاج إنه لا حاجة لاتفاق مبدئي هدفه الحقيقي تمديد المفاوضات إلى أجل غير مسمى.

وحذرت حركة الجهاد الإسلامي ولجان المقاومة الشعبية في فلسطين من خطورة ما وصفته بخطة كيري، ودعتا إلى برنامج وطني موحد للحفاظ على الثوابت الفلسطينية.

وكان كيري أكد أن الولايات المتحدة ستواصل دعم قدرة إسرائيل للدفاع عن نفسها وإبقائها قوية، وقال إن السلام سيجعلها أقوى.

الأردن والسعودية
وبعد لقائه عباس ونتنياهو كل على حدة، توجه كيري إلى العاصمة الأردنية عمّان حيث التقى الملك الأردني عبد الله الثاني. وتناولت المحادثات المساعي التي يقوم بها الوزير الأميركي بهدف التوصل لاتفاق إطاري للمفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وقد أكد الملك لكيري أن الأردن مستمر في دعم جهود تحقيق السلام وصولا إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، وبما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

ثم توجه كيري إلى العاصمة السعودية الرياض في زيارة تستمر عدة ساعات، يبحث خلالها مع الملك عبد الله بن عبد العزيز والمسؤولين السعوديين المقترحات والجهود المبذولة لإحلال السلام في الشرق الأوسط.  

يشار إلى أن المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية التي تتوسط فيها الولايات المتحدة استؤنفت في يوليو/تموز الماضي بعد ثلاث سنوات من التوقف، ويقود كيري مسعى للتوصل لاتفاق خلال تسعة أشهر.

المصدر : وكالات