تصعيد في الحشود المؤيدة والمعارضة لمرسي

كومبو يمين مؤيدو الرئيس مرس في ميدان رابعة العدوية و معارضو الرئيس من امام القصر الرئاسي( مصدر الصورة الأوربية)
undefined
واصل ملايين المصريين احتشادهم اليوم في القاهرة ومدن أخرى بين مؤيد للرئيس محمد مرسي ومعارض له، في تصعيد من قبل الطرفين. وحاصرت جموع غفيرة من المعارضين القصرين الرئاسيين (الاتحادية والقبة)، فضلا عن الحشد الضخم في ميدان التحرير، فيما احتشد مؤيدو مرسي في محيط مسجد رابعة العدوية وأمام جامعة القاهرة.
 
وفيما تواترت أنباء عن وقوع اشتباكات في عدد من المدن بين الطرفين، سرت مخاوف من وقوع اشتباكات بين الحشود الضخمة في القاهرة، وهو ما دفع الجيش إلى التأكيد على استعداده للانتشار إذا لزم الأمر لمنع أي اشتباكات.
 
وشاركت جموع غفيرة في مظاهرة في ميدان التحرير أطلقوا عليها مليونية الإصرار، رددوا خلالها هتافات منددة بالرئيس المصري وجماعة الإخوان المسلمين، كما نظم محتجون مظاهرة أمام قصر القبة الرئاسي في القاهرة، ضمن فعاليات "ثلاثاء الإصرار" التي دعت لها "حملة تمرد"، لمضاعفة الضغط الشعبي على الرئيس مرسي.
 
وردد المتظاهرون هتافات مناهضة لمرسي، ومؤيدة لموقف القوات المسلحة والشرطة، في حين يستمر اعتصام ممثلين لعدة حركات سياسية أمام البوابة رقم واحد لقصر الاتحادية الرئاسي، لليوم الثالث على التوالي، ويقول المتظاهرون إنهم مصممون على مواصلة الاعتصام حتى سحب الثقة من الرئيس والدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة.
 
وقال مراسل الجزيرة من ميدان التحرير عبد الله الشامي إن أعداد المتظاهرين تزايدت بعد أن خفت درجات الحرارة، مشيرا إلى أن المتظاهرين وسعوا نطاق احتجاجاتهم لتشمل أماكن أخرى لزيادة الضغوط لمطالبهم إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
 

مطالب بالشرعية
في المقابل احتشد مؤيدو الرئيس المصري محمد مرسي أمام جامعة القاهرة، فضلا عن الحشد الضخم أمام مسجد رابعة العدوية لإعلان مساندتهم له. وقالت مراسلة الجزيرة رشا عبد الرحمن إن مئات الآلاف شاركوا في المظاهرة التي تنتظم في ميدان نهضة مصر بالجيزة مرددين هتافات "إسلامية إسلامية.. ولا بديل عن الشرعية"، وقالوا إنهم سيفعلون أي شيء من أجل الشرعية.

كما يتواصل اعتصام أنصار مرسي بمحيط مسجد رابعة العدوية بالقاهرة لليوم الخامس، للتأكيد على استكمال الرئيس المصري فترة رئاسته التي تمتد إلى أربع سنوات.

وواصل المعتصمون إغلاق الشوارع المؤدية إلى ميدان رابعة العدوية، حيث وضعوا الحواجز المعدنية والخشبية، وقد انتشرت اللجان الشعبية بكثافة في الشوارع  الجانبية المحيطة بالمسجد لتأمين مقر الاعتصام.

وكان المتظاهرون بدؤوا التوافد منذ الصباح للانضمام إلى المعتصمين بالميادين مع زيادة ملحوظة في الأعداد بعد نصب خيام للمعتصمين بمحيط قصر القبة الرئاسي شمال القاهرة، وقد حلقت مروحيات تابعة للجيش المصري فوق مناطق التظاهر بالقاهرة وعدد من المحافظات، فيما انتشرت سيارات الإسعاف بمحيط مناطق التظاهر، وأقام أطباء من بين المتظاهرين مستشفيات ميدانية لتقديم الرعاية الطبية في حال وقوع إصابات نتيجة الزحام والتدافع.

مظاهرتان بالغربية
كما شهدت محافظة الغربية مظاهرتين، إحداهما مؤيدة لمرسي وأخرى معارضة له، وأفاد مراسل الجزيرة محمود حسين بأن الاحتشاد تزامن مع دعوة الدعوة السلفية لأهل طنطا إلى الدخول في اعتصام في ميدان الجمهورية جوار مسرح البلدية في طنطا، ومع دخول مؤيدين لحزب الوطن إلى المسيرات المؤيدة لمرسي بعد أن كان الحزب قد نأى بنفسه عن المسيرات المؤيدة للرئيس المصري.

undefined

وتأتي هذه المظاهرات استجابة لدعوة التحالف الوطني لدعم الشرعية عقب بيان القيادة العامة للجيش الذي منح القوى السياسية مهلة 48 ساعة للتوافق. ورأى المتظاهرون أن بيان القوات المسلحة ومنحه هذه المهلة للاستجابة لمطالب الشعب يُعد انقلابًا على الشرعية، بحسب تعبيرهم.

ومن جهته دعا حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين أنصاره إلى التظاهر لمقاومة أي تحرك للجيش شبهه المتحدث باسم الحزب مراد علي بالانقلاب الذي أدى إلى الحكم المدعوم من الجيش على مدى ستة عقود، مضيفا أن المصريين يدركون جيدا أن البعض يحاول إعادة البلاد إلى الوراء وإلى الدكتاتورية.

تدريبات بالسويس
ووسط مخاوف من وقوع اشتباكات بين الحشود الضخمة من المتظاهرين في القاهرة، قال مراسل الجزيرة عبد الفتاح فايد إن اشتباكات وقعت بالفعل في عدة مدن خارج العاصمة.

ونقل عن مشاركين في المظاهرات المؤيدة قرب جامعة القاهرة قولهم إنهم يتعرضون لاعتداءات من المباني القريبة.

وفي السويس أظهرت لقطات تلفزيونية بثتها قناة الجزيرة مباشر مصر ظهر فيها جنود مصريون يتدربون على القتال المتلاحم دون سلاح في شوارع المدينة المطلة على البحر الأحمر عند مدخل قناة السويس الجنوبي.

وقالت مصادر عسكرية اليوم الثلاثاء إن قوات الجيش تستعد للانتشار في شوارع القاهرة وغيرها من المدن إذا لزم الأمر لمنع وقوع أي اشتباكات، يأتي ذلك بعد أن ذكر شهود عيان أن مؤيدين ومعارضين للرئيس مرسي تبادلوا إطلاق النار في المدينة أمس الاثنين بعد أن أمهلت القوات المسلحة مرسي ومعارضيه 48 ساعة لحل الأزمة السياسية.

ويترقَّب المصريون انقضاء مهلة 48 ساعة أعطتها القيادة العامة للقوات المسلحة، في بيان أصدرته عصر أمس الاثنين، للقوى السياسية في البلاد للتوافق قبل أن تبادر هي إلى وضع خريطة مستقبل، محذّرة من أن الأمن القومي للدولة معرّض لخطر شديد إزاء التطورات التي تشهدها البلاد.

وتشهد القاهرة والمحافظات المصرية منذ الأحد الفائت مظاهرات حاشدة، تطالب بإسقاط النظام وبرحيل الرئيس مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة بسبب ما يعتبرونه فشل مرسي في إدارة شؤون البلاد، مقابل مظاهرات لمؤيدي الرئيس المصري مطالبين باحترام شرعيته كرئيس للبلاد.

المصدر : الجزيرة + وكالات