بن جدو: لم نقرر بشأن مؤتمر السلفيين

لطفي بن جدو وزير الداخلية التونسي
undefined

قال وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو اليوم الجمعة إن السلطات ستتخذ اليوم أو غدا قرارها بشأن مؤتمر تصر جماعة أنصار الشريعة على عقده الأحد في مدينة القيروان (وسط) رغم منعه من قبل الحكومة، في وقت توالت فيه التحذيرات من تكرار "السيناريو الجزائري" في البلاد.

وقال بن جدو في حديث إذاعي "سنتخذ الإجراءات الكفيلة بحفظ هيبة الدولة مهما كان الثمن"، مضيفا أن القرار النهائي لم يتخذ بعد، حيث تعقد اجتماعات على مستوى الحكومة ووزارتي الداخلية والدفاع، وأن من المتوقع التوصل إلى قرار "جماعي حاسم" اليوم أو غدا.

وحذر وزير الداخلية من أن عدم الاعتراف بمؤسسات الدولة أمرٌ "خطير جدا يضع الدولة أمام مسؤولياتها"، مشيرا إلى أن عقد التجمعات والمؤتمرات "يخضع لتراخيص مسبقة من قبل وزارة الداخلية".

وأضاف بن جدو "هذا التحدي نحن لم نسع إليه ولم نسع إلى أي صدام مع هؤلاء، نحن ندعو الحكماء منهم إلى أن يتبصروا".

وكان الناطق باسم جماعة أنصار الشريعة -التي توصف بأنها أكثر الجماعات الإسلامية تشددا- سيف الدين رايس قد أعلن في مؤتمر صحفي أمس أن جماعته لا تطلب تصريحا من الحكومة "لإعلاء كلمة الله".

وحذر رايس من أن الحكومة "ستكون مسؤولة عن أي قطرة دم تراق"، مؤكدا أن أكثر من 40 ألف شخص ينتظر أن يشاركوا في المؤتمر المقرر عقده بالقيروان.

‪‬ رايس: الحكومة ستكون مسؤولة عن أي قطرة دم تراق(الفرنسية)
‪‬ رايس: الحكومة ستكون مسؤولة عن أي قطرة دم تراق(الفرنسية)

تحذيرات ومخاوف
وفي هذا السياق، نقلت وكالة يونايتد برس إنترناشونال عن الأمينة العامة للحزب الجمهوري مية الجريبي اليوم قولها إن الخشية من تكرار السيناريو الجزائري في تونس خشية حقيقية وليست نظرية، إذ إن الإرهاب في تونس لم يعد شبحاً بل أصبح واقعاً ملموساً، حسب قولها.

وكانت الجزائر شهدت في تسعينيات القرن الماضي مواجهات بين الحكومة وقوى إسلامية عقب إلغاء نتائج الانتخابات التشريعية في الجزائر لعام 1991.

أما رئيس شبكة "دستورنا" جوهر مبارك فقال للوكالة إن إمكانية أن تمر تونس بما مرت به الجزائر ليس أمراً مستبعداً أو مستحيلاً من الناحية النظرية، معتبرا أن أخطر ما في الأمر هو وجود غطاء سياسي للقوى "التي تمارس الإرهاب"، مما جعلها تمر إلى الفعل وتتحول لقنبلة موقوتة ستنفجر قريباً إذا لم تتضافر الجهود لتفكيك عناصرها.

ويعتبر قرار الجماعة تحديا لوزارة الداخلية التي رفضت الترخيص للمؤتمر بحجة وجود "خطابات حرّضت على العنف ضدّ رجال الأمن"، وذلك بعد عمليات تمشيط لعسكريين وأمنيين بجبل الشعانبي في محافظة القصرين، عقب انفجار ألغام يعتقد أن مسلحين يتحصنون بالمنطقة زرعوها.

وكان زعيم حركة النهضة الحاكمة راشد الغنوشي قد أعلن الأربعاء أن الحكومة قررت حظر المؤتمر لأن منظميه لم يحصلوا على ترخيص، وقال "نحن نؤيد إصرار الحكومة على تطبيق القانون بشأن مؤتمر تنظيم أنصار الشريعة، فلا أحد فوق القانون في دولة القانون".

وندد زعيم حركة النهضة باستخدام العنف باسم الإسلام، وقال إن الحوار غير ممكن مع الذين يستخدمون الأسلحة ويزرعون الألغام، في إشارة إلى المجموعات المسلحة التي تتم ملاحقتها في غرب البلاد.

يذكر أن الغنوشي وحركته يرفضان حتى الآن استخدام القوة ضد من يوصفون بالسلفيين، ويؤكدان على تفضيل "الحوار مع أبناء البلد".

المصدر : الجزيرة + وكالات