الأمن الفلسطيني يفرق منددين بزيارة أوباما
وحالت أعداد كبيرة من العناصر الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية من وصول المظاهرة التي دعا لها تجمع "فلسطينيون من أجل الكرامة" إلى مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله مساء الثلاثاء. ونشرت حواجز أمنية متتالية أمام المتظاهرين الذين هتفوا ضد السلطة والمفاوضات مع إسرائيل برعاية أميركية.
ورفع محتجون أحذية بالية أثناء المظاهرة بجانب صورة للرئيس الأميركي بلباس عسكري إسرائيلي واستهزأت لافتة بشعاراته الانتخابية التي كانت تحمل كلمة "الأمل" وكتبت بدلا عنها "لا أمل" ونحن أيضا لدينا حلم".
واتهم نشطاء من منظمي المظاهرة عناصر أمنية ترتدي الزيّ المدني "بمحاولة خلق صدامات معهم لإفشال فعاليتهم السلمية"، وقالوا إنهم تقدموا بشكوى للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان ضد الأجهزة الأمنية لانتهاك حقهم في التظاهر. فيما رفض ضباط الشرطة الإدلاء بأي تصريح عن الحادثة.
"نعادي أميركا"
وقال الناشط في تجمع "فلسطينيون من أجل الكرامة" باسل الأعرج إن هذا الاحتجاج يأتي على قاعدة أساسية مفادها "لا عشنا ولا كنا إن لم نعادِ أميركا وكل سياساتها الاستعمارية في فلسطين والعالم".
ويرى الأعرج أن الرسالة الأقوى لهذا الاحتجاج موجهة بالأساس إلى السلطة الفلسطينية "لوقف سياسة الاستجداء المرفوضة، لأن الحرية والحقوق تنتزع انتزاعا ولا تستجدى".
وقال الأعرج للجزيرة نت إن الفلسطينيين لن يقبلوا أن تستخدم قضيتهم غطاء لتمرير سياسات أميركية في المنطقة ضد لبنان أو سوريا، كما حدث عقب زيارة الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون إلى فلسطين عام 1998 وكان ذلك مقدمة لضرب العراق.
وحملت المظاهرة الاحتجاجية اسم "معا لتغيير المسار، معا ضد زيارة أوباما"، وقال الأعرج إن المقصود بتغيير المسار هو وقف نهائي لنهج المسيرة السلمية كاملا واستبدال نهج منه يستند على إستراتيجية مقاومة لاسترداد الحقوق الفلسطينية.
متضامنون أجانب
وشارك في المظاهرة أعداد من المتضامنين الأجانب مع الشعب الفلسطيني وكذلك فلسطينيون يحملون الجنسية الأميركية.
ومن بين هؤلاء المواطن الأميركي من أصل فلسطيني جاد الله الطويل، من مدينة البيرة، الذي قال إنه جاء للاعتراض على السياسة الأميركية التي أثبتت منذ سنوات طويلة انحيازا أعمى لإسرائيل.
وسبق للطويل أن كتب رسالة شخصية باسمه إلى الرئيس أوباما يطالبه فيها بوقف استخدام أموال دافعي الضرائب من الأميركيين لصالح دعم إسرائيل.
وتسود الشارع الفلسطيني مخاوف من ضغوط أميركية قد تمارس على قيادتهم لدفعها إلى العودة للمفاوضات من دون ثمن، رغم إعلان القيادة الفلسطينية تمسكها بضرورة وقف الاستيطان والموافقة على دولة على أساس الأراضي المحتلة عام 1967 قبل البدء في المفاوضات.
ودعت مجموعات شبابية فلسطينية إلى رفع الرايات السوداء على المنازل أثناء زيارة أوباما لمدينتي رام الله وبيت لحم يومي الخميس والجمعة، وهي الزيارة الأولى منذ انتخابه رئيسا للولايات المتحدة.