الأمن الفلسطيني يفرق منددين بزيارة أوباما

فلسطينيون محتجون يرفعون الاحذية الى جانب صورة اوباما عشية زيارته
undefined

 ميرفت صادق-رام الله
منعت الشرطة الفلسطينية مئات المحتجين الفلسطينيين المنددين بزيارة الرئيس باراك أوباما من الوصول إلى مقر الرئاسة الفلسطينية، وذلك عشية الزيارة المقررة الأربعاء.

وحالت أعداد كبيرة من العناصر الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية من وصول المظاهرة التي دعا لها تجمع "فلسطينيون من أجل الكرامة" إلى مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله مساء الثلاثاء. ونشرت حواجز أمنية متتالية أمام المتظاهرين الذين هتفوا ضد السلطة والمفاوضات مع إسرائيل برعاية أميركية.

ورفع محتجون أحذية بالية أثناء المظاهرة بجانب صورة للرئيس الأميركي بلباس عسكري إسرائيلي واستهزأت لافتة بشعاراته الانتخابية التي كانت تحمل كلمة "الأمل" وكتبت بدلا عنها "لا أمل" ونحن أيضا لدينا حلم".

وهتف المتظاهرون الذين قدموا من كل أنحاء فلسطين المحتلة عام 1948 والقدس والضفة الغربية بالشعار الذي يحلو للفلسطينيين ترديده دائما "أميركا هي هي أميركا رأس الحية" و"الزيارة عار عار".
‪الأمن الفلسطيني أقام حواجز أمام المتظاهرين‬ (الجزيرة نت)
‪الأمن الفلسطيني أقام حواجز أمام المتظاهرين‬ (الجزيرة نت)

واتهم نشطاء من منظمي المظاهرة عناصر أمنية ترتدي الزيّ المدني "بمحاولة خلق صدامات معهم لإفشال فعاليتهم السلمية"، وقالوا إنهم تقدموا بشكوى للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان ضد الأجهزة الأمنية لانتهاك حقهم في التظاهر. فيما رفض ضباط الشرطة الإدلاء بأي تصريح عن الحادثة.

"نعادي أميركا"
وقال الناشط في تجمع "فلسطينيون من أجل الكرامة" باسل الأعرج إن هذا الاحتجاج يأتي على قاعدة أساسية مفادها "لا عشنا ولا كنا إن لم نعادِ أميركا وكل سياساتها الاستعمارية في فلسطين والعالم".

ويرى الأعرج أن الرسالة الأقوى لهذا الاحتجاج موجهة بالأساس إلى السلطة الفلسطينية "لوقف سياسة الاستجداء المرفوضة، لأن الحرية والحقوق تنتزع انتزاعا ولا تستجدى".

وقال الأعرج للجزيرة نت إن الفلسطينيين لن يقبلوا أن تستخدم قضيتهم غطاء لتمرير سياسات أميركية في المنطقة ضد لبنان أو سوريا، كما حدث عقب زيارة الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون إلى فلسطين عام 1998 وكان ذلك مقدمة لضرب العراق.

وحملت المظاهرة الاحتجاجية اسم "معا لتغيير المسار، معا ضد زيارة أوباما"، وقال الأعرج إن المقصود بتغيير المسار هو وقف نهائي لنهج المسيرة السلمية كاملا واستبدال نهج منه يستند على إستراتيجية مقاومة لاسترداد الحقوق الفلسطينية.

متضامنون أجانب
وشارك في المظاهرة أعداد من المتضامنين الأجانب مع الشعب الفلسطيني وكذلك فلسطينيون يحملون الجنسية الأميركية.

‪الطويل طالب أوباما بعدم استخدام أموال دافعي الضرائب لصالح إسرائيل‬ (الجزيرة نت)
‪الطويل طالب أوباما بعدم استخدام أموال دافعي الضرائب لصالح إسرائيل‬ (الجزيرة نت)

ومن بين هؤلاء المواطن الأميركي من أصل فلسطيني جاد الله الطويل، من مدينة البيرة، الذي قال إنه جاء للاعتراض على السياسة الأميركية التي أثبتت منذ سنوات طويلة انحيازا أعمى لإسرائيل.

وسبق للطويل أن كتب رسالة شخصية باسمه إلى الرئيس أوباما يطالبه فيها بوقف استخدام أموال دافعي الضرائب من الأميركيين لصالح دعم إسرائيل.

وقال الطويل للجزيرة نت "إنها الفرصة الأخيرة لباراك أوباما كأميركي من أصول أفريقية أن يعلن انحيازه للشعوب المظلومة ومنهم الفلسطينيون، وأن يطالب بإنهاء آخر احتلال في العالم، عوضا عن تأكيده الدائم دعمه المطلق لسياسات القتل والتدمير الإسرائيلية".
 
وأضاف أن "مجموعات الضغط الصهيونية هي التي تتحكم بالسياسة الأميركية وقد حان الوقت للإدارة الأميركية والكونغرس للتحلل من هذه الضغوط، وأن تستخدم أموال الضرائب في تحسين أوضاع الفئات المهمشة في أميركا لا في دعم إسرائيل لقتل الفلسطينيين وتدمير بيوتهم".

وتسود الشارع الفلسطيني مخاوف من ضغوط أميركية قد تمارس على قيادتهم لدفعها إلى العودة للمفاوضات من دون ثمن، رغم إعلان القيادة الفلسطينية تمسكها بضرورة وقف الاستيطان والموافقة على دولة على أساس الأراضي المحتلة عام 1967 قبل البدء في المفاوضات.

وفي مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية، رشق متظاهرون فلسطينيون سيارات للأمن بالحجارة احتجاجا على زيارة أوباما، فيما أعلنت السلطة أنها في أتم الاستعداد الأمني لإنجاح الزيارة.

ودعت مجموعات شبابية فلسطينية إلى رفع الرايات السوداء على المنازل أثناء زيارة أوباما لمدينتي رام الله وبيت لحم يومي الخميس والجمعة، وهي الزيارة الأولى منذ انتخابه رئيسا للولايات المتحدة.

المصدر : الجزيرة