النهضة ترفض حكومة كفاءات وتتمسك بالائتلاف

كلمة رئيس الحكومة التونسية حمادي الجبالي تعليقا على حادث اغتيال شكري بلعيد
undefined

قال مراسل الجزيرة في تونس إن حركة النهضة رفضت اقتراح رئيس الحكومة حمادي الجبالي تشكيل حكومة كفاءات وطنية عقب اغتيال القيادي المعارض شكري بلعيد, وأعلنت تمسكها بالائتلاف الذي يقود تونس منذ أكثر من عام.

وأضاف أن المكتب التنفيذي الموسع للحركة قرر الليلة الماضية بأغلبية أعضائه رفض اقتراح الجبالي الذي قدمه في خطاب للشعب مساء أمس.

وكان الجبالي -وهو الأمين العام لحركة النهضة- قال إنه سيشكل حكومة كفاءات وطنية مصغرة لا تنتمي لأي حزب, ولا يترشح أي من أعضائها بمن فيهم الجبالي للانتخابات القادمة, لتسيير أمور البلاد حتى إجراء انتخابات في أسرع وقت.

ودعا الجميع دون استثناء إلى تحمل مسؤولياته وتزكية الحكومة, موضحا أنه لم يشاور أي حزب من السلطة أو المعارضة حين قدم هذا الاقتراح الذي يهدف -حسب قوله- إلى إخراج البلاد من المرحلة الانتقالية بسرعة.

وطالب الجبالي بوقف الاعتصامات والإضرابات لأشهر قليلة "من أجل تونس"، كما دعا رئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر إلى تحديد تاريخ قريب للانتخابات القادمة للخروج بأسرع ما يمكن من الوضع الاقتصادي والاجتماعي والأمني الصعب.

أسباب الرفض
وقال مراسل الجزيرة إن المكتب التنفيذي للحركة أرجع رفض حكومة كفاءات وطنية إلى ثلاثة أسباب, أولها أن الجبالي لم يشاور الحركة, وثانيها أن الائتلاف لم يستنفد وجوده وأن في الإمكان توسيعه, وثالثها أنه من الناحية الدستورية يتعين على الحكومة تقديم استقالتها قبل تشكيل حكومة كفاءات.

ووفقا للمراسل, فإن هذا الموقف يمكن أن يعيد المشاورات المتعلقة بالتعديل الحكومي إلى نقطة البداية.

وبشأن مواقف الحزبين الآخرين المشاركين في الائتلاف, قال المراسل إن حزب المؤتمر من أجل الجمهورية بقيادة محمد عبّو تحفظ على اقتراح الجبالي, في حين أن الناطق الرسمي باسم حزب التكتل من أجل العمل والحريات محمد بالنور أعلن أن حزبه مع تشكيل حكومة كفاءات وطنية مصغرة.

وذكر أن أطرافا من المعارضة رحبت باقتراح الجبالي وإن اعتبرت أنه تأخر كثيرا, مستعرضا احتمالات عديدة من بينها تكليف الجبالي بتشكيل حكومة جيدة, أو أن يرفض, وبالتالي يتم تكليف شخصية أخرى بهذه المهمة.

وكانت قناة المتوسط التلفزيونية نقلت أمس عن قياديين في حزب المؤتمر من أجل الجمهورية رفضهم اقتراح الجبالي تشكيل حكومة كفاءات قد تعيد مسؤولين في النظام السابق إلى الحكم.

وقال عبد الحميد الجلاصي نائب رئيس حركة النهضة اليوم إن الجبالي لم يأخذ رأي الحركة, وهي غير موافقة على حكومة كفاءات مصغرة. وأضاف "نحن نعتقد أن تونس بحاجة إلى حكومة سياسية الآن. سنواصل المناقشات مع أحزاب حول الحكومة المقبلة".

وكان رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي دعا أمس في تصريحات للجزيرة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تخرج البلاد من المرحلة الانتقالية بسلام. يشار إلى أن مفاوضات التعديل الحكومي، الذي دعت إليه النهضة منذ يوليو/تموز الماضي، تعثرت في الأيام الماضية في ظل اشتراط شريكي الحركة تخليها عن اثنتين على الأقل من الوزارات السيادية, هما العدل والخارجية.

توتر
وكانت العاصمة التونسية وبعض المدن الأخرى شهدت أمس مواجهات بين أنصار الجبهة الشعبية وقوات الأمن عقب اغتيال الأمين العام لحزب حركة الوطنيين الديمقراطيين الموحد الراحل شكري بلعيد.

ونُشرت اليوم تعزيزات أمنية كبيرة وسط العاصمة تحسبا للمزيد من أعمال العنف. وأكدت وزارة الداخلية مقتل شرطي أمس بعد إصابته بحجارة في الصدر في أعمال عنف وسط العاصمة التي تظاهر فيها بضعة آلاف تنديدا بعملية الاغتيال غير المسبوقة منذ الثورة.

ودعا أمس قياديون في الجبهة الشعبية بينهم زعيم حزب العمال (الشيوعي سابقا) حمّة الهمامي إلى إضراب عام و"عصيان" ردا على اغتيال بلعيد الذي سيدفن غدا الجمعة.

يشار إلى أن مؤيدين للجبهة الشعبية وغيرها أحرقوا أمس بعض مقار حركة النهضة في عدد من المدن بينها صفاقس وسيدي بوزيد.

المصدر : الجزيرة + وكالات