عباس يتعهد بإطلاق جميع الأسرى المرضى

عباس يستقبل 18 اسيرا من بين 26 افرج عنهم فجرا
undefined

ميرفت صادق-رام الله

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن الأسرى الفلسطينيين المرضى في السجون الإسرائيلية سيجري إطلاق سراحهم بعد الانتهاء من الدفعة الرابعة من الأسرى القدامى، وتعهد بألا يتم توقيع أي اتفاق نهائي مع الحكومة الإسرائيلية إلا بعودة جميع الأسرى إلى بيوتهم.

وأكد عباس -خلال استقباله فجر اليوم الثلاثاء دفعة جديدة من الأسرى- أن اتفاق الإفراج عن الأسرى يشمل 104 أسرى هم قدامى المعتقلين وقد بقي منهم 32 أسيرا، بينهم 14 من المناطق المحتلة عام 1948 لم تشملهم الدفعات الثلاث السابقة.

وأضاف أن الأسرى سيخرجون جميعا إلى بيوتهم وليس إلى أي مكان آخر، متهما إسرائيل بالمماطلة في الإفراج عن الدفعة الثالثة وتأخيرها 24 ساعة.

وأوضح الرئيس الفلسطيني أن هؤلاء الأسرى الأبطال خرجوا اليوم إلى نور الحرية ليعيشوا أحرارا، ووعد بأن لا تكون هذه الدفعة من الأسرى هي الأخيرة، مضيفا "ستكون هناك دفعات من الأبطال تأتي كل فترة إلينا وفي القريب العاجل".

وفي سياق آخر، تطرق عباس إلى قرار لجنة إسرائيلية حكومية بضم الأغوار الفلسطينية إلى إسرائيل، وقال "إذا فعلوا ذلك فلن نسمح لهم بأن يفعلوا ذلك، فلكل حادثة حديث، هذه أرضنا وستبقى فلسطينية، وليبلغ الجميع أن هذا خط أحمر لا يمكن تجازوه".

‪عائلات الأسرى قدمت من مناطق مختلفة بالضفة الغربية للاحتفال باستقبالهم‬ (الجزيرة)
‪عائلات الأسرى قدمت من مناطق مختلفة بالضفة الغربية للاحتفال باستقبالهم‬ (الجزيرة)

شعلة الانطلاقة
واستقبل مئات الفلسطينيين في رام الله فجر اليوم 18 أسيرا فلسطينيا أطلق سراحهم ضمن الدفعة الثالثة من الأسرى القدامى الذين اعتقلتهم إسرائيل قبل اتفاقية أوسلو عام 1993 وتضم 26 أسيرا، وقررت الإفراج عنهم بالتزامن مع استئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية قبل خمسة أشهر.

ونقل خمسة من الأسرى إلى مدينة القدس المحتلة مباشرة، وثلاثة إلى قطاع غزة، فيما أفرج عن 18 أسيرا بينهم الأسير المريض نعيم الشوامرة من سجن عوفر غربي رام الله.

وتقدم عباس وعائلات الأسرى -التي قدمت من مناطق مختلفة بالضفة الغربية- حشود المستقبلين، حيث أضاء الأسرى المحررون فور وصولهم "شعلة الانطلاقة"، إيذانا ببدء الاحتفالات بذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة.

ومن بين المفرج عنهم عميد أسرى محافظة القدس أحمد شحادة (51 عاما) المعتقل منذ 28 عاما، والذي عاد إلى عائلته في مخيم قلنديا شمالا. وكذلك أحمد كميل أحد قادة مجموعات الفهد الأسود التابعة لحركة التحرير الفلسطيني (فتح) من جنين شمال الضفة الغربية، والذي قضى 21 عاما في الأسر".

‪المفرج عنهم من الأسرى القدامى الذين اعتقلتهم إسرائيل قبل أوسلو 1993‬ (الجزيرة)
‪المفرج عنهم من الأسرى القدامى الذين اعتقلتهم إسرائيل قبل أوسلو 1993‬ (الجزيرة)

تلاعب بالأسماء
وقال منسق الهيئة العليا لشؤون الأسرى الفلسطينيين أمين شومان إن إسرائيل تلاعبت بأسماء المفرج عنهم ضمن الدفعة الثالثة، وأقصت ثلاثة أسرى كان من المقرر الإفراج عنهم واستبدلت بهم أحد الأسرى المرضى من الخليل، وآخريْن بقي على انتهاء أحكامهما عامان ونصف وهما من قطاع غزة.

واتهم شومان -في تصريح خاص للجزيرة نت- السلطات الإسرائيلية باستخدام الأسرى الفلسطينيين ورقة ابتزاز سياسي للقيادة الفلسطينية، مشيرا إلى القرار الإسرائيلي بالمصادقة على بناء 1400 وحدة استيطانية عشية إطلاق سراح الدفعة الثالثة من الأسرى القدامى، وكذلك اقتراح مشروع قانون لضم الأغوار الفلسطينية إلى إسرائيل.

ورغم شمول الدفعة الثالثة خمسة أسرى يحملون الهوية المقدسية، فإن شومان حذر من عقبات قد يواجهها الفلسطينيون في الدفعة الرابعة الأخيرة التي من المقرر أن تنجز نهاية مارس/آذار القادم.

وقال إن هناك مخاوف من استثناء أسرى في الدفعة القادمة، لأنه إذا قامت إسرائيل بالإفراج عن 26 أسيرا كما حدث في الدفعات الماضية فسيبقى ستة أسرى من القدامى، ويصبح الفلسطينيون بحاجة إلى مفاوضات جديدة من أجل الإفراج عنهم.

وأشار شومان إلى أن الأسرى المفرج عنهم في الدفعة الثالثة وسابقاتها فرض الاحتلال عليهم قيودا تلزمهم بالتحرك في نطاق محافظاتهم فقط، وعدم الخروج منها تحت طائلة إعادة اعتقالهم، وكذلك طلب منهم مراجعة المخابرات الإسرائيلية شهريا لإثبات وجودهم، وعدم ممارسة أي نشاط في أماكن سكنهم.

وقال إن هؤلاء الأسرى -الذي فيهم عدد من كبار السن- بحاجة إلى رعاية صحية، وبرامج لإعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع بعد أكثر من عشرين عاما من الغياب القسري عن عائلاتهم.

المصدر : الجزيرة