هدوء حذر ببنغازي ودعوات لعصيان مدني

شوارع بنغازي خلت من المارة طيلة ساعات الصباح ( الجزيرة نت).
undefined
يسود مدينة بنغازي ثاني كبرى مدن ليبيا هدوء حذر بعد اشتباكات بين قوات الصاعقة وجماعة أنصار الشريعة أوقعت تسعة قتلى على الأقل ونحو خمسين جريحا، وسط دعوات للعصيان للمدني، بينما حذرت الحكومة من أن الاعتداء على الجيش خط أحمر.

وقال مراسل الجزيرة أحمد خليفة إن شوارع المدينة بدت شبه خالية، وأغلقت جميع المحلات أبوابها وذلك وسط انتشار كثيف لقوات الجيش والشرطة والأمن.

وأضاف المراسل أن سكانا نظموا وقفة بالمدينة طالبت بدعم القوات الأمنية، ودعت لإعلان العصيان المدني حتى خروج الكتائب المسلحة.

ومن جهتها طالبت الحكومة -في بيان- جميع المواطنين بالتزام الهدوء حتى تتمكن السلطات الأمنية من إعادة الأمور إلى نصابها من خلال الغرفة الأمنية والقوات الخاصة وقوات الأمن، ودعت الجميع للتعاون الكامل معها.

وقد حذر وزير الداخلية المكلف الصديق عبد الكريم من أن الاعتداء على الجيش خط أحمر، مؤكدا أن السلطات اتخذت كل الإجراءات لإعادة الأمن إلى المدينة.

امتداد المواجهات
واندلعت المواجهات التي تعد الأولى من نوعها بين جماعة إسلامية والجيش عند تعرض دورية من القوات الخاصة لهجوم قرب المقر العام لأنصار الشريعة، وفق ما قال المتحدث الرسمي باسم قوات الصاعقة الخاصة العقيد ميلود الزوي.

‪بعض ذوي الضحايا خارج مستشفى الجلاء‬ (الفرنسية)
‪بعض ذوي الضحايا خارج مستشفى الجلاء‬ (الفرنسية)

وأضاف أن "الجيش قام بالرد" ما أدى إلى اندلاع اشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة امتدت إلى أحياء أخرى بالمدينة.

وقال مراسل الجزيرة نت خالد المهير إن دوي انفجارات عنيفة تردد في مناطق متفرقة من أحياء بنغازي ما أدى إلى توقف حركة المدنيين.

ومن جهتها، نفت مصادر بأنصار الشريعة -للجزيرة- مهاجمتها للجيش، وقالت إن قوات الصاعقة هي من بدأت ذلك معتبرة أنها مستمرة بما وصفته بدورها الدعوي والتعبوي.

وعلى وقع هذه التطورات، أعلن الجيش حالة النفير في بنغازي، وطالب العسكريين بالالتحاق بمواقعهم للتصدي للتهديدات الأمنية.

وفي وقت سابق، حذر المجلس المحلي في بنغازي من أنه بصدد إعلان العصيان المدني بالمدينة إذا لم يتم التوصل إلى حل من قبل الأطراف المتنازعة.

وذكر الناطق الرسمي المؤقت باسم المجلس، عبد الله دغيم، أنه في حالة عدم التوصل إلى حل بالاجتماع الذي يسعى لعقده بين المتقاتلين فسيطلب من أهالي بنغازي تنفيذ العصيان المدني للضغط لإنهاء المظاهر المسلحة.

عودة الاستقرار
وكان رئيس الوزراء علي زيدان التقى أمس في لندن وزيري خارجية أميركا جون كيري وبريطانيا وليام هيغ، حيث أعرب الوزيران عن استعداد بلديهما لمساعدة ليبيا على عودة الاستقرار.

‪أنواع مختلفة من الأسلحة استخدمت بالاشتباكات‬ (الجزيرة نت)
‪أنواع مختلفة من الأسلحة استخدمت بالاشتباكات‬ (الجزيرة نت)

ورفض مسؤولون الربط بين اللقاء والهجوم على أنصار الشريعة، وقال عضو المؤتمر الوطني العام عن بنغازي، إبراهيم صهد، للجزيرة نت، إنه ليست لديه أي معلومات بهذا الشأن، مؤكدا أن تفكيك السلاح "مطلب ليبي صرف" وأن العالم بأسره ينظر إلى السلاح الليبي على أنه مصدر خطر عليه وعلى جيران ليبيا.

يُذكر أن "أنصار الشريعة" تأسست بمدينة بنغازي، بعد سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي في أكتوبر/تشرين الأول. وتدعو الجماعة إلى تطبيق الشريعة الإسلامية.

ونسب إلى الجماعة المشاركة بعدة هجمات بما في ذلك الهجوم على السفير الأميركي ببنغازي وثلاثة دبلوماسيين آخرين في سبتمبر/أيلول 2012، لكنها تنفي أي صلة لها بهذه الهجمات.

وتواجه الحكومة الانتقالية صعوبات في إنشاء قوات جيش وشرطة، وتستعين بانتظام بالثوار السابقين الذين حاربوا النظام السابق لفرض الأمن.

يُشار إلى أن مليشيات تابعة لمدينة مصراتة انسحبت من طرابلس منتصف الشهر الجاري، بعد إطلاقها النار على محتجين طالبوا بخروجها من العاصمة، ما أدى لمقتل 46 شخصا وإصابة أكثر من خمسمائة بجروح.

المصدر : الجزيرة + وكالات