مظاهرة ضد المليشيات بطرابلس وقتيل شرق ليبيا

بدأت عقب صلاة الجمعة في العاصمة الليبية طرابلس مظاهرة حاشدة تطالب بخروج الجماعات المسلحة كافة من المدينة التي شهدت أمس الخميس انسحاب عدد من الكتائب المسلحة، في وقت تواصلت فيه أعمال العنف بمناطق متفرقة من ليبيا أسفرت عن مقتل زعيم قبلي شرق البلاد.

وتؤيد مظاهرات اليوم قرار المؤتمر الوطني العام (البرلمان) القاضي بإخلاء العاصمة من جميع التشكيلات المسلحة ومظاهر التسلح. وأقيمت المظاهرة في نفس الميدان الذي انطلقت منه مظاهرة الجمعة الماضية والتي قتل فيها عشرات المحتجين بنيران إحدى المليشيات المسلحة.

وخرجت مظاهرة اليوم بدعوة من المجلس المحلي في طرابلس واتحاد الطلبة للمطالبة بخروج المليشيات كافة من العاصمة. وأثارت أحداث الجمعة الماضية غضب سكان العاصمة طرابلس الذين ينفذون منذ الأحد إضرابا عاما تتخلله مظاهرات يومية ضد المليشيات، حيث ظلت المدارس والجامعات وبعض الإدارات الحكومية مقفلة حتى الخميس.

انسحاب الكتائب
في غضون ذلك انسحبت كتائب مسلحة عدة من العاصمة طرابلس أمس الخميس بحضور السلطات المركزية. وقد سلم عناصر لواء القعقاع المتحدر من مدينة الزنتان (غرب) السلطات الموقع الذي كانوا يحتلونه وغادروا طرابلس مع أسلحتهم وآلياتهم التي من بينها دبابات.

وقال قائد اللواء عثمان المليقطة إن أفراد هذه المجموعة انضموا إلى حرس الحدود وسيتوجهون إلى أماكن خدمتهم في الحدود الجنوبية.

‪‬ طرابلس شهدت انتشارا أمنيا بعد مقتل عشرات المحتجين الجمعة الماضية(الجزيرة)
‪‬ طرابلس شهدت انتشارا أمنيا بعد مقتل عشرات المحتجين الجمعة الماضية(الجزيرة)

كما أعلنت كتيبة الصواعق المتحدرة أيضا من الزنتان والتي تعتبر من أكثر الكتائب تسليحا وانضباطا في طرابلس، خروجها أيضا من مقار جمعية الدعوة الإسلامية التي كانت تحتلها منذ دخول الثوار إلى طرابلس في أغسطس/آب 2011 في أوج الثورة الليبية.

وشكر رئيس الوزراء علي زيدان -الذي حضر مراسم الانسحاب- هذه المجموعات على موافقتها على إخلاء العاصمة بطلب من السلطات، وأكد أن قرار إخلاء العاصمة من المجموعات المسلحة سيطبق على الفصائل كافة من دون استثناء.

وفي قاعدة معيتيقة الجوية، أعلنت مليشيا كانت تقوم مقام كتيبة لمكافحة الجريمة خروجها من الموقع الذي كانت تحتله وأقامت فيه سجنا. كما أعلن "لواء الشهيد محمد المدني" خروجه من معسكر اليرموك الذي كان يحتله في حي صلاح الدين.

وكانت مليشيات مصراتة (شرق طرابلس) المدججة بالأسلحة الثقيلة خرجت الاثنين من العاصمة بدعوة من الزعماء المحليين بعد ضلوع إحداها في مواجهات 15 نوفمبر/تشرين الثاني في العاصمة والتي خلفت أكثر من 40 قتيلا في صفوف المحتجين المطالبين برحيل الكتائب.

ولا تزال بعض المليشيات تحتل مواقع عامة وخاصة في طرابلس، مثل المطار الذي يسيطر عليه ثوار سابقون من الزنتان.

قتيل بأعمال عنف
وبعيدا عن العاصمة طرابلس، لقي زعيم إحدى القبائل في مدينة درنة شرق البلاد مصرعه على أيدي مسلحين مجهولين ليلة الخميس.

وقالت مصدر أمنية إن مجهولين أطلقوا النار على سيارة كان يستقلها فوزي مفتاح الزوكي، وهو عضو بمجلس حكماء وأعيان ومشايخ مدينة درنة (حوالي 1300 كلم شرق طرابلس) وضواحيها، وأردوه قتيلا.

وفي تطور آخر هاجم مسلحون صباح الخميس في مدينة بنغازي (شرق البلاد) سيارة المقدم في الجيش ونيس عبد الله الفلاح لكنه نجا من محاولة اغتياله حيث تبادل وسائقه إطلاق الرصاص مع المهاجمين بالقرب من منطقة النواقية الواقعة في ضواحي جنوب مدينة بنغازي مما أجبر المهاجمين على الفرار.

ومساء ذات اليوم ألقى مجهولون حقيبة من المتفجرات على مقر قوات مشاة البحرية في مدينة بنغازي بالقرب من مبنى فرع إذاعة ليبيا الوطنية وتلفزيونها ووكالة الأنباء الليبية الرسمية. وأدى انفجار الحقيبة -بحسب مصادر أمنية- إلى إحداث أضرار مادية طفيفة بالمبنى العسكري والمباني المجاورة دون وقوع أضرار بشرية.

المصدر : الجزيرة + وكالات