"استنفار" أمني بعد أحداث سوسة والمنستير
شددت السلطات التونسية الخميس من إجراءاتها الأمنية في المناطق السياحية التي تشكل مصدرا هاما للاقتصاد في البلاد، وذلك عقب محاولتين فاشلتين لشن هجمات في مدينتي سوسة والمنستير الأربعاء، وقالت إنها اعتقلت عددا من المشتبه بهم.
وذكرت تقارير إعلامية محلية أن مدينة الحمامات السياحية في تونس شهدت "استنفارا أمنيا" واسعا في أعقاب المحاولتين، حيث كثفت قوات الأمن الدوريات ونقاط التفتيش في المناطق السياحية بالمدينة تحسبا لأي أعمال "إرهابية".
وكان شاب قد فجر نفسه بحزام ناسف الأربعاء قرب فندق "رياض النخيل" بمدينة سوسة الساحلية دون أن يسفر ذلك عن خسائر، في حين حاول شاب آخر استهداف قبر الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة في المنستير بتفجير نفسه، ولكن قوات الأمن أحبطت العملية وألقت القبض عليه.
كما تضاعفت عمليات المراقبة الأمنية كثيرا في مدينة سوسة، وقال مراسل وكالة الصحافة الفرنسية إن دوريات أمنية انتشرت في المنطقة السياحية حيث أقيمت حواجز عند التقاطعات وانتشر رجال الشرطة أمام المتاجر الكبرى.
وفي العاصمة التونسية، عززت الشرطة انتشارها في منطقة الحبيب بورقيبة الرئيسة، وأغلقت الطريق أمام وزارة الداخلية بأسلاك شائكة.
وشهدت جرجيس (جنوب شرق) -وهي منطقة سياحية قريبة من الحدود التونسية الليبية التي تعد معبرا لمهربي الأسلحة- وجودا أمنيا مكثفا.
وكانت الأجهزة الأمنية قد اعتقلت الأربعاء، خمسة أشخاص تشتبه بارتباطهم بمحاولات الاعتداء في سوسة والمنستير.
سياسة واقتصاد
وتأتي هذه الأحداث في وقت تشهد فيه البلاد مباحثات سياسية لاختيار رئيس الحكومة الجديد ليحل محل علي العريض وفق تفاهمات بين المعارضة وحركة النهضة التي تقود الائتلاف الحاكم، عقب احتجاجات تفاقمت بمقتل أحد كوادر المعارضة، وبتصعيد هجمات المسلحين التي استهدفت رجال الشرطة والجيش.
وتحاول السلطات في الوقت نفسه تحييد القطاع السياحي الذي يشتغل فيه 400 ألف عامل، ويساهم بتوفير 60% من العملة الصعبة، عن أي مخاطر "إرهابية" تهدد البلاد في ظل تعثر اقتصادي.
ولم تخف وسائل الإعلام التونسية والاقتصاديون مخاوف على مستقبل قطاع السياحة الذي انخفضت موارده بنحو 30% في الفصل الأول من العام 2011.
يشار إلى أن مؤسسة فيتش للتصنيفات الائتمانية خفضت الأربعاء تصنيف ديون تونس بدرجتين من "بي بي+" إلى "بي بي-" بسبب ما وصفته بعدم الوضوح السياسي وإرجاء الانتخابات وتكاثر الاعتداءات.