الإفراج عن رئيس الوزراء الليبي

مـؤتـمـر صـحـفـي لـنـوري أبـو سـهـميـن رئـيـس الـمـؤتـمـر الـوطـنـي الليبـي العام
undefined

وصل قبل قليل اليوم الخميس رئيس الوزراء الليبي علي زيدان إلى مقر الحكومة المؤقتة في طرابلس بعد ساعات من الإفراج عنه من جماعة كانت قد اختطفته في وقت سابق من اليوم نفسه.

ومن المنتظر أن يعقد رئيس الوزراء المفرج عنه مؤتمراً صحفياً في وقت لاحق اليوم يلقي فيه مزيداً من الضوء على ملابسات اختطافه.

وقال مراسل قناة الجزيرة في طرابلس إن الروايات تضاربت بشأن الكيفية التي تمت بها عملية الإفراج عن زيدان. ففي حين ذكرت الحكومة المؤقتة أنها حررته دون أية مقاومة من قبل مختطفيه، قالت القوة الأمنية المشتركة للثوار في طرابلس إنه تم إطلاق سراحه بصورة سلمية.

وحول ما إذا كان لواقعة اعتقال علي زيدان أي علاقة بحادثة إقدام قوة عسكرية أميركية خاصة على اختطاف مواطن ليبي مطلع الأسبوع الحالي، نفت مصادر في غرفة عمليات ثوار ليبيا وجود أي صلة بتلك الحادثة.

وكانت وكالة الأنباء الرسمية في ليبيا قد أوردت في وقت سابق اليوم أن رئيس الوزراء علي زيدان قد أُطلق سراحه من الأسر بعد ساعات من قيام رجال مسلحين باختطافه فجراً من فندق كان يُقيم فيه بالعاصمة طرابلس.

وفتح اختطاف زيدان الباب واسعاً أمام الاستنتاجات والتحليلات الصحفية حيث ذكرت وكالة أسوشيتد برس أن الحادثة بدت وكأنها انتقام من العملية العسكرية التي نفذتها قوة أميركية خاصة في طرابلس السبت الماضي واعتقلت خلالها نزيه عبد الحميد القيعي، الشهير بأبو أنس الليبي، المتهم بضلوعه في تفجير سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا عام 1988.

ثوار الفرناج
وقال قائد إحدى المليشيات المسلحة التابعة لوزارة الداخلية لإحدى محطات التلفزيون الليبية الخاصة إنه تم الإفراج عن رئيس الوزراء بعدما اقتحم عناصر منتمون للمليشيا المبنى الذي كان يُحتجز فيه.

ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن قائد ما تسمى "سرية الإسناد الخاصة الأولى -كتيبة ثوار طرابلس"- هيثم التاجوري قوله لتلفزيون الحرة إن رجاله تبادلوا إطلاق النار مع المختطفين، لكن زيدان لم يُصب بأذى.

فندق كورينثيا الذي اختُطف منه زيدان (الفرنسية)
فندق كورينثيا الذي اختُطف منه زيدان (الفرنسية)

وأضاف التاجوري أن زيدان بصحة جيدة الآن، وأنه في مكان آمن. ولم يتسن للوكالة التحقق من صدق تصريحات القائد الميداني.

غير أن وكالة الأنباء الفرنسية نقلت عن وكالة أنباء التضامن الليبية المستقلة أن ثوار منطقة الفرناج في ضواحي طرابلس "دخلوا سلمياً إلى مقر مكافحة الجريمة (بوزارة الداخلية) وضغطوا على الجهة التي تحتجز رئيس الوزراء لإطلاق سراحه وهو ما تم بالفعل".

وفي تغريدة على تويتر بعد إطلاق سراحه، قال زيدان إن خاطفيه أرادو إجباره على الاستقالة.

وأضاف "إن كانت عملية اختطافي لهدف تقديم استقالتي فلن أستقيل. نسير بخطي بطيئة ولكن في الاتجاه الصحيح".

وكانت الحكومة الليبية وبعد اجتماع استثنائي عقدته في طرابلس قد عبّرت عن صدمتها لما وصفتها بجريمة اختطاف رئيس الوزراء الليبي من مقر إقامته بفندق كورينثيا بالعاصمة، وأشارت إلى أن نحو ما يقرب من مائة مسلح قد شارك في اقتياد زيدان من مقر إقامته. 

وأكدت الحكومة الليبية الانتقالية في بيانها أنها لن تخضع لأي ابتزاز من أي جهة، مشيرة إلى أن ما حصل لن يؤثر على شرعية الدولة الليبية.

مؤتمر أبو سهمين
من جانبه أكد رئيس المؤتمر الوطني الليبي العام نوري أبو سهمين أنه لا علاقة له باحتجاز رئيس الوزراء علي زيدان، وذلك ردا على الاتهامات التي وجهت له بالمسؤولية عن الاختطاف بسبب دعم المؤتمر لغرفة عمليات ثوار ليبيا.

وحذر أبو سهمين في مؤتمر صحفي بعد تحرير زيدان، من أن أي جهة تتجاوز التكليف الممنوح لها ستتحمل عواقب ذلك، في إشارة إلى غرفة عمليات ثوار ليبيا التي أعلنت مسؤوليتها عن احتجاز زيدان.

وقال أبو سهمين إن الثوار الحقيقيين لا يمكن أن يقبلوا بالاعتداء على شرعية الدولة.

وطمأن أبو سهمين الليبيين على أنه "لا سبيل لإسقاط الحكومة إلا الطريق المنصوص عليه في الإعلان الدستوري"، كاشفا أن إدارة مكافحة الجريمة لديها بلاغ من ناشط حقوقي بحق زيدان. 

وكان مراسل الجزيرة في طرابلس قد أفاد بأن غرفة عمليات ثوار ليبيا قد احتجزت رئيس الحكومة الليبية علي زيدان وسلمته لمكتب مكافحة الجريمة التابع لوزارة الداخلية.

وأفادت مصادر للجزيرة بأن غرفة عمليات ثوار ليبيا نفذت هذه العملية بناء على مذكرة اعتقال صادرة عن النائب العام وبسبب قضايا فساد مالي.

ونفت المصادر ذاتها أي صلة لهذه العملية باختطاف أبو أنس الليبي من قبل وحدة خاصة تابعة للاستخبارات الأميركية.

من جهته نفى وزير العدل الليبي إصدار مكتب النائب العام مذكرة اعتقال بحق زيدان أو التحقيق معه.

المصدر : الجزيرة + وكالات