الحلقي لطهران واجتماع أممي قريب
وتدعم إيران الرئيس السوري بشار الأسد منذ بداية الثورة التي انطلقت سلميا في مارس/آذار 2011 وتحولت لاحقا لمواجهات مسلحة سقط فيها عشرات آلاف القتلى وتسببت في نزوح وتشريد مئات الآلاف. وتدعو طهران لمفاوضات بين الحكومة والمعارضة، لكن الأخيرة ترفض أي تورط لإيران في حل النزاع وأي حوار قبل تنحي الأسد.
وكان وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي دعا الخميس من العاصمة المصرية القاهرة الدول المجاورة لسوريا لتشجيع حل سياسي للنزاع ومنع أي تدخل خارجي. وجاء هذا غداة الإفراج عن 48 رهينة إيرانيا كانوا محتجزين منذ أكثر من خمسة أشهر بيد المعارضين المسلحين السوريين مقابل ألفي سجين، في مبادرة غير مسبوقة من جانب دمشق لصالح حليفها الإيراني.
اجتماع أممي
من جهة أخرى قال دبلوماسي روسي إن الدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس الأمن ستعقد اجتماعا حول سوريا نهاية الشهر الجاري.
وأضاف ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية "لقد أيدنا فكرة عقد اجتماع للدول الخمسلدائمة العضوية وربما تحديدا بمناسبة عرض تقرير الإبراهيمي في نيويورك".
وردا على سؤال حول مستوى المشاركين بهذا اللقاء، أكد بوغدانوف أن موسكو منفتحة على "أي فكرة". وأشار إلى أن "(لقاء) وزاريا غير مرجح كثيرا. سيكون إما على مستوى نواب الوزراء أو على مستوى الممثلين الدائمين".
وتسود حالة من الانقسام وسط الدول الأعضاء الدائمة العضوية بمجلس الأمن، إذ أن روسيا والصين تعتبران من أكبر الداعمين للأسد، في حين تطالب الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا برحيله.
وفي السياق قال المبعوث الأممي العربي السابق لسوريا كوفي أنان إن غياب القيادة بالمجتمع الدولي بشأن تلك الأزمة عرقل تطبيق خطته للوصول لتسوية الأزمة، ونفى الاتهام بأن جهوده للوساطة أدت لتصاعد العنف بين النظام السوري ومعارضيه.
على جبهة دبلوماسية أخرى، رفعت سويسرا رسالة موقعة من 55 دولة لمجلس الأمن تطالب بإحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في ارتكاب جرائم حرب في هذا البلد.
مصير الأسد
على الصعيد السياسي، شدد جورج صبرة نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري على أن الأسد لن يكون جزءا من مستقبل سوريا، غداة تصريحات روسية صعدت لهجتها لمواجهة القوى الرافضة للأسد بأي عملية سياسية محتملة.
وقال صبرة بحديث للجزيرة إن السوريين لن يقبلوا بالحوار مع نظام قتلهم، ولو طلب ذلك منهم جزء من المجتمع الدولي.
وكانت روسيا قد هاجمت بشدة القوى الرافضة لمشاركة الأسد بأي عملية سياسية محتملة في سوريا، وعدّت هذا الشرط المسبق الذي "يستحيل تنفيذه" أصلا، وفق رأيها، لن يؤدي سوى لوقوع المزيد من الضحايا، محملة الذين يؤيدون هذا الخيار المسؤولية.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس الاثنين "إن شركاءنا مقتنعون بأنه لا بد أولا من استبعاد بشار الأسد عن العملية السياسية, وهذا شرط مسبق غير وارد في بيان جنيف الذي أقرته الدول الكبرى في يونيو/حزيران، كما أنه يستحيل تنفيذه لأنه ليس بيد أحد تنفيذه".