قمة الرياض تبحث الاتحاد الخليجي

يعقد قادة دول مجلس التعاون الخليجي قمة تشاورية في العاصمة السعودية الرياض اليوم الاثنين لبحث عدد من القضايا الإقليمية. وعقب اجتماع وزاري تحضيري للقمة مساء أمس، قال وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة إن القمة ستبحث مبادرة الملك السعودي بشأن الانتقال من مرحلة التعاون إلى الاتحاد، مؤكدا أن الموضوع يشمل كل دول الخليج.

وقد كشفت مصادر دبلوماسية خليجية للجزيرة نت عن أن القمة التشاورية لقادة دول المجلس ستعلن الاتحاد بين دول المجلس، مشيرة إلى أن هذه الخطوة قد تبدأ باتحاد متقدم بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين.

وقالت المصادر إن صيغة الاتحاد التي ستعلن في القمة ستكون من خلال الاستمرار في المساعي لإزالة العقبات التي تعترض طريقه، وتفعيل دور اللجنة المختصة بدراسة فكرة الاتحاد بين دول المجلس.

وأضافت أن صيغة الاتحاد بين دول الخليج الست ستعمل على إنشاء هيئات سياسية وأخرى أمنية واقتصادية وعسكرية، وذلك لتشكيل نواة للاتحاد، مؤكدة أن الاتحاد لن ينال من سيادة الدول وأنظمتها السياسية القائمة حاليا.

وفي موضوع السعودية والبحرين، قالت المصادر إن الاتحاد بين الدولتين سيكون متقدما من خلال إعلان قيادات مشتركة عسكرية وأخرى أمنية، إضافة لتوافق سياسي على المستوى الخارجي.

وكشفت المصادر عن أن موقف سلطنة عمان هو عدم الدخول في الاتحاد، بينما كان موقف الإمارات العربية المتحدة هو التأني وعدم الاستعجال في الأمر، وحاجة الدول الخليجية إلى وقت أطول لينجح الاتحاد ويكون مفيدا للجميع.

السعودية والبحرين
وقالت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام في البحرين سميرة رجب إن من المتوقع أن تعلن السعودية والبحرين قيام اتحاد سياسي أوثق في قمة الرياض، وأوضحت قائلة "عندي توقع كبير، أتوقع أن يكون هناك إعلان بين اثنتين أو ثلاث دول".

وأضافت أن "كل دولة ستحتفظ بسيادتها وتبقى دولة عضوا في الأمم المتحدة، لكن الدول ستحدد في القرار مجالات العلاقات الخارجية والأمنية والعسكرية والاقتصادية".

لكن الوزيرة أوضحت أن هناك تحفظات بين أعضاء مجلس التعاون بشأن فكرة الاتحاد، وقالت إن من السابق لأوانه تحديد ما إذا كان الاتفاق بين الزعماء الخليجيين سيتطلب إجراء استفتاء في البحرين أم لا.

وفي سياق ذي صلة، قال رئيس وزراء البحرين خليفة بن سلمان آل خليفة إن التحديات الناجمة عن الظروف "الاستثنائية" تجعل الاتحاد الخليجي أمرا "ملحا"، ودعا إلى إقامة منظومة أمنية موحدة لحماية دول الخليج.

ونقلت صحيفة الرياض السعودية الأحد عشية القمة التشاورية الخليجية عن رئيس الوزراء البحريني قوله إن "الظروف الاستثنائية والتحديات الناجمة عنها تجعل خيار الاتحاد أمرا ملحا".

وأكد أن أولوية العمل الخليجي ينبغي أن "تتركز في هذه المرحلة على تحقيق وضمان الأمن بمفهومه الواسع، وزيادة التنسيق المشترك في المجالات الأمنية والعسكرية والدفاعية عن طريق تبني منظومة أمنية خليجية موحدة تشكل عنصر حماية لدول المجلس".

غير أن جمال فخرو النائب الأول لرئيس مجلس الشورى البحريني قال إنه يعتقد أن من غير المرجح إعلان وحدة بين السعودية والبحرين في الوقت الحالي.

وأضاف "أنا متشكك، لن يكون إيجاد سياسة خارجية واحدة بين ست دول إنجازا سهلا ما لم تقتصر على قضايا معينة".

وسيبحث قادة دول الخليج فيي الرياض العديد من الملفات الصعبة، بما فيها احتمال إقامة نوع من الاتحاد بين السعودية والبحرين التي تواجه حركة احتجاجات.

‪علي سلمان: الشعب وحده من يملك حق التصرف والحديث عن الاستقلال‬ علي سلمان: الشعب وحده من يملك حق التصرف والحديث عن الاستقلال (الجزيرة)
‪علي سلمان: الشعب وحده من يملك حق التصرف والحديث عن الاستقلال‬ علي سلمان: الشعب وحده من يملك حق التصرف والحديث عن الاستقلال (الجزيرة)

موقف المعارضة
وفي المقابل، اعتبرت جمعية الوفاق الإسلامية -كبرى أحزاب المعارضة البحرينية- في بيان أن "عنوان الوحدة مع السعودية يشكل في واقعه تفريطا في استقلال البحرين".

وقال أمينها العام الشيخ علي سلمان إن "ما حقق الاستقلال في البحرين ليس أسرة آل خليفة وإنما الشعب، وهو الوحيد الذي يملك حق التصرف والحديث عن الاستقلال".

وأضاف "ليس لأي سلطة وليس لآل خليفة الحق في أي عنوان وحدة أو كونفدرالية مع أحد".

ومن جانب آخر، أشارت جمعية الوفاق الوطني إلى أن تدخل السعودية يهدف إلى وقف التغيير الديمقراطي.

وقال المسؤول في الجمعية جاسم حسين إن "المشاكل التي تواجه البحرين محلية وليست إقليمية، السعودية لا تملك الكثير لتقدمه، أرسلت قوات لكنها فشلت لأن الأزمة لا تزال مستمرة ولأن الأمر يتطلب حلا سياسيا".

وأضاف أنه "يجب أن يحصل أي اتفاق على موافقة الشعب، أعتقد أن هذا الاتحاد المفترض مجرد تصريحات".

ومنذ فبراير/شباط 2011 انطلقت احتجاجات في البحرين بقيادة المعارضة التي تتهمها السلطات بالولاء لإيران، لكنها تنفي ذلك وتؤكد أنها تهدف لإجراء إصلاحات سياسية.

المصدر : وكالات