صبري: المقدسيون يشعرون بالتخلي عنهم

خطيب الأقصى أكد وجود سياسية لتغييب المقدسيين عن المشهد الفلسطيني
undefined

سيد أحمد الحضر-الدوحة

قال خطيب الأقصى المبارك رئيس الهيئة الإسلامية العليا الدكتور عكرمة صبري إن مكانة القدس شهدت تراجعا كبيرا في الوسطين العربي والإسلامي، حتى بات لدى المقدسيين شعور بأنهم تركوا وحدهم لمواجهة إسرائيل.

وفي لقاء مع الجزيرة نت، أسف صبري لما سمّاه إهمال المدينة المقدسة وتناسيها من قبل الجميع. وطالب وسائل الإعلام بـ"تخصيص حصص لتناول القدس حاضرا وتاريخا، وجعْل العالم في صورة ما تتعرض له من انتهاكات من قبل الاحتلال".

لكن صبري، وجه لومه للسياسيين فقط، "لأن الحراك الشعبي جاهز لخدمة القدس والقضية الفلسطينية بشكل عام، إلا أن إرادة الساسة لمّا تلتحم بعد بتطلعات الجماهير".

وبشأن الخطوات التي تعيد المدينة إلى ذاكرة الأمة، طالب صبري بتنفيذ قرارات قمة سرت التي قضت بتخصيص ميزانية لسد احتياجات المقدسيين وصيانة المقدسات، وإعداد برنامج عن الأرض المباركة يدرس في الجامعات والثانويات.

وكانت القمة العربية التي عقدت في مدينة سرت الليبية عام 2010 تحت عنوان "دعم صمود القدس"، قررت تخصيص 500 مليون دولار لدعم سكان القدس، وإنشاء مفوضية للمدينة تتبع الجامعة العربية، وعقد مؤتمر دولي للدفاع عنها والتوجه للمنظمات الدولية لوقف الجرائم الإسرائيلية بحق السكان والمقدسات.

هناك سياسة تقصي بيت المقدس وأهله من الصدارة مقابل تكريس مركزية رام الله، ما أثّر على وضع المدينة وأسهم في جمود القضية

أوجه الدعم
ولفت صبري إلى أن المرابطين في القدس بحاجة ماسة للدعم في 11 قطاعا بينها الصحة والإسكان والتعليم، مشيرا إلى أن الدعم الذي تلقاه القدس أقل بكثير من المطلوب.

وحول أثر ما يعتمل في المنطقة من تطورات، يستبعد صبري أن تكون للربيع العربي نتائج إيجابية على موضوع القدس في المدى القريب، "لأنه بحاجة لوقت حتى يتمكن ويتمركز، لكننا متفائلون به".

أما عن موقف الأنظمة الجديدة بعد الربيع العربي من القدس، فقال إنه لمس من مصر جدية في التعاطي مع الانتهاكات الإسرائيلية الأخيرة بحق باب المغاربة "وقد أعطى تدخلها نتائج إيجابية.

وحول ما يثار عن تغييب المقدسيين عن المشهد الفلسطيني، أكد صبري "وجود سياسة تقصي بيت المقدس وأهله من الصدارة مقابل تكريس مركزية رام الله، ما أثر على وضع المدينة وأسهم في جمود القضية"، مشيرا إلى أن "التغييب لم ولن يوهن من عزيمة المقدسيين، فما زالوا مرابطين ويؤمنون بأن صمودهم أمام جرائم إسرائيل عقيدة وجهاد".

ونظرا لحجم الانتهاكات الإسرائيلية بحق هوية المدينة المقدسة، باتت عروبتها بحاجة إلى التأكيد من خلال تضافر جهود الإعلاميين والمثقفين، حسب تقدير خطيب الأقصى المبارك.

ونظرا لحجم الانتهاكات الإسرائيلية بحق هوية المدينة المقدسة، باتت عروبتها بحاجة إلى التأكيد من خلال تضافر جهود الإعلاميين والمثقفين، حسب تقدير خطيب الأقصى المبارك.

وبخصوص حكم زيارة المسلمين للقدس، أكد الشيخ عكرمة صبري أنه سيطرح القضية على المجامع الفقهية من جديد، "لأنه لا يجوز لعالم واحد أن يقرر في شأن يخص الأمة بأكملها".

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس طالب في كلمة بمؤتمر القدس الذي انعقد في الدوحة بتدفق الجماهير العربية إلى القدس، "لأن زيارة السجين لا تعد تطبيعا مع السجان"، قائلا إن أحدا لم يفت بحرمة شد الرحال إلى الأقصى أيام خضوعه لحكم الرومان والصليبيين.

لكن العديد من كبار العلماء أفتوا بحرمة زيارة المسلمين للقدس لأنها تمثل -في نظرهم- إقرارا بسيادة إسرائيل عليها ونوعا من للتطبيع معها مادامت هي من يمنح تأشيرات الدخول.

المصدر : الجزيرة