رصد البولونيوم ممكن في حالة عرفات

Palestinian President Yasser Arafat enters a helicopter as he leaves his compound in the West Bank city of Ramallah, in this October 29, 2004 file picture. A week after fresh allegations that their late leader Arafat was poisoned, Palestinian officials are still discussing behind closed doors when and how to exhume his body for examination. REUTERS
undefined
قال جان رونيه جوردان مساعد مديرة قسم حماية الإنسان في معهد الحماية من الإشعاعات والسلامة النووية الفرنسي، إن العينات التي أخذت اليوم الثلاثاء من رفات الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات يمكن أن تكشف إن كانت وفاته ناجمة عن التسمم بمادة "البولونيوم 210" المشعة الشديدة السمية.

وأوضح أن هناك فرصة لرصد وجود هذا التسمم لدى عرفات "شرط أن تكون الجرعة التي تلقاها موازية لجرعة قاتلة، أي أجزاء من الغرام.. وحتى لو عثرنا على آثار للبولونيوم فإن ذلك ليس معناه أنه بولونيوم صناعي، أي أن الأمر يتعلق بتسمم"، مضيفا "علينا الحذر لأن البولونيوم موجود في الطبيعة، خصوصا في الطبقة الأولى من سطح الأرض والتي تبلغ سماكتها بضعة سنتيمترات".

وقال "علينا القيام بتحليلات قد تستغرق بضعة أسابيع للتمييز بين البولونيوم الصناعي والطبيعي، والخبراء الموجودون الثلاثاء في الضفة الغربية يجب أن يأخذوا عينات من العظام، لأن البولونيوم يتركز خصوصا في الكبد والطحال والكلى والعظام لا سيما النخاع الشوكي. لكن بعد مضي ثماني سنوات، من غير المحتمل أن يتبقى غير العظام".

وقال مصدر قريب من الملف إن القضاة الفرنسيين يأملون التمكن بحلول أواخر ديسمبر/كانون الأول المقبل من معرفة هل يمكن استخدام العينات التي أخذت من رفات عرفات ثم التأكد بحلول الربيع مما إذا تعرض للتسميم.

وحصل خبراء سويسريون من معهد الفيزياء الإشعاعي في لوزان سبق أن رصدوا كمية غير طبيعية من البولونيوم على أغراض شخصية لعرفات أثناء تحقيق للجزيرة -إضافة إلى خبراء روس- على تفويض من السلطة الفلسطينية لإجراء الأبحاث. وسيعهد القضاة الفرنسيون المكلفون بالتحقيق ضد مجهول بتهمة اغتيال عرفات، بنتائج تحاليل العينات إلى مختبر "توكسلاب" الفرنسي، حسب مصدر قريب من الملف.

يذكر أن البولونيوم عنصر كيميائي موجود في الطبيعة اكتشفته ماري كوري عام 1898، ويستخدم كمصدر لأشعة ألفا في الأبحاث والطب، وأيضا كوسيلة للتدفئة في المركبات الفضائية.

غير أن هذه المادة نادرة جدا، إذ تحتوي كل عشرة غرامات من اليورانيوم على جزء من المليار من الغرام من البولونيوم كحد أقصى. كما يتطلب إنتاج البولونيوم استخدام مفاعل نووي، ويقدر هذا الإنتاج بأقل من مائة غرام في السنة على الصعيد الدولي، وغالبيته من أصل روسي.

واستخدم البولونيوم في تسميم الجاسوس الروسي السابق ألكسندر ليتفينكو عام 2006 بعدما انتقل إلى صفوف معارضي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

المصدر : الفرنسية