إخفاق خليجي روسي بشأن سوريا

فشل اجتماع ممثلي الدول الخليجية وروسيا بالعاصمة السعودية الرياض في التوصل لتقريب وجهات النظر بشأن الملف السوري، في حين أشاد الرئيس الأميركي باراك أوباما بتشكيل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية وإن لم يعترف به حكومة انتقالية، بينما أعرب رئيس الائتلاف الجديد معاذ الخطيب عن تشجيعه لأي محاولة للانقلاب على النظام السوري.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن بلاده لا تزال تعارض التوجه لمجلس الأمن لاستصدار قرار جديد بشأن سوريا.

وأعرب عن اعتقاده بأن الأولوية في النزاع السوري يجب أن تكون لوضع حد لإراقة الدماء في سوريا بدلا من تشكيل تجمع للمعارض. وأضاف أن خطة جنيف لوضع حد للعنف في يونيو/حزيران تفي بالغرض.

وتنص خطة جنيف التي تحظى بدعم موسكو على دعوة كل الأطراف في سوريا إلى الالتزام بوقف لإطلاق النار إلى جانب خطة اقترحها الموفد الأممي العربي السابق إلى سوريا كوفي أنان ثم تشكيل حكومة انتقالية وإعادة النظر في الدستور.

من جهة أخرى انتقد لافروف الائتلاف الجديد للمعارضة السورية الذي تشكل في الدوحة، معتبرا أنه لا يسفر عن توحيد للمعارضة كلها، وإنما المجموعات الممثلة في الدوحة دون المجموعات المعارضة في الداخل.

قرار أممي
في المقابل شدد وزير الخارجية البحريني رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري الخليجي خالد آل خليفة على أن "صدور قرار من مجلس الأمن بخصوص الوضع في سوريا اصبح أكثر إلحاحا من أي وقت مضى، خصوصا في ظل فشل كل المبادرات المطروحة"، وأعرب عن أمله بـ"انضمام روسيا في هذه الجهود الدولية".

باراك أوباما رحب بالائتلاف السوري دون أن يعترف به حكومة انتقالية للشعب السوري (الفرنسية-أرشيف)
باراك أوباما رحب بالائتلاف السوري دون أن يعترف به حكومة انتقالية للشعب السوري (الفرنسية-أرشيف)

ولفت آل خليفة إلى أن "اتفاق الدوحة الذي أثمر عن تشكيل ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية باعتباره ممثلا شرعيا للشعب السوري من شأنه أن يرد على ذريعة انقسام المعارضة السورية ويزيل أي شكوك حول إمكانية الفراغ السياسي".

أوباما يرحب
وفي واشنطن رحب الرئيس الأميركي باراك أوباما في أول مؤتمر صحفي له في ولايته الثانية بتشكيل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، لكنه قال إن واشنطن غير مستعدة الآن للاعتراف به حكومة انتقالية للشعب السوري.

وقال أوباما "نحن نعدهم ممثلا شرعيا لتطلعات الشعب السوري، ولكننا لسنا بعد مستعدين للاعتراف بهم حكومة في المنفى، ولكننا نعتقد أنها جماعة ذات قاعدة تمثيلية عريضة".

بدوره أجرى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اتصالا هاتفيا مع الخطيب ودعاه لزيارة باريس في الأيام القادمة لإجراء محادثات.

وحث هولاند الخطيب على أن يبذل كل ما بوسعه لتعزيز سلطة الائتلاف ومصداقيته داخل سوريا والتحرك سريعا نحو تشكيل حكومة انتقالية.

وتعد فرنسا أول دولة أوروبية تعترف بالائتلاف، ووافقت يوم الأحد على أنه الممثل الوحيد للشعب السوري.

تشجيع انقلاب
في غضون ذلك قال رئيس الائتلاف الوطني السوري معاذ الخطيب إنه يشجع أي محاولة للانقلاب على النظام السوري من أي شخصيات معارضة داخل النظام.

وأضاف في تصريحات للجزيرة تذاع لاحقا أن الثورة والشعب السوري يحتاجون للدعم بكل أنواعه.

‪معاذ الخطيب أعرب عن تشجيعه للانقلاب على النظام من شخصيات معارضة داخله‬ (الجزيرة-أرشيف)
‪معاذ الخطيب أعرب عن تشجيعه للانقلاب على النظام من شخصيات معارضة داخله‬ (الجزيرة-أرشيف)

من جهتها قالت سهير الأتاسي نائبة رئيس الائتلاف الوطني إنه يتعين على العالم أن يساعد المعارضين على الإطاحة بنظام بشار الأسد بمجرد أن يثبت الائتلاف الجديد وجوده على الأرض.

وقالت الأتاسي في حديث لرويترز إن غياب المساعدات العسكرية الخارجية للجيش الحر كان سببا في ظهور بعض "المتشددين الإسلاميين"، وإن المجتمع الدولي الذي يخاف من مجيء الإسلاميين هو الذي شجع ظهورهم بدلا من العكس.

وفي وقت سابق أمس جدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون التعبير عن قلقه البالغ بشأن سوريا، مشيرا إلى امتداد الأزمة إلى دول الجوار، في حين دعا الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية المجتمع الدولي إلى مساعدته على الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد بمجرد أن يثبت وجوده على الأرض.

وقال بان في محاضرة بجامعة يال الأميركية الأربعاء إننا نشهد انتشار تأثيرات الوضع في سوريا على المنطقة واندلاع العنف في الدول المجاورة لها.

وشدد على أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة السورية، وأن على الحكومة والمعارضة الالتزام بالحوار.

المصدر : الجزيرة + وكالات