سهير الأتاسي.. من المنتدى إلى الائتلاف الوطني

ما وراء الخبر - مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في إسطنبول - سهير الأتاسي / الممثلة السياسية للهيئة العامة للثورة السورية - 01/04/2012
undefined

انتُخبت الناشطة الحقوقية سليلة العائلة الحمصية العريقة سهير الأتاسي في منصب النائب الثاني لرئيس "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" الذي أعلن عن تشكيله بالدوحة في نوفمير/تشرين الثاني 2012، بعدما ساهمت من قبل في إنشاء "الهيئة العامة للثورة" التي تنشط على الأرض كثيرا منذ بدء حركة الاحتجاجات ضد نظام بشار الأسد.

نشطت الأتاسي -التي تتمتع بشعبية كبيرة بين الناشطين الميدانيين- قبل ذلك ضمن المجتمع المدني، وطالبت منذ سنوات بالديمقراطية لبلادها، ودافعت منذ بدء الثورة بقوة عن الحراك الثوري. ويشكل اختيارها تجاوبا مع مطالب شريحة كبرى من المعارضين الذين يطالبون بتمثيل أكبر للحراك الداخلي في مواجهة النظام في هيكلية المعارضة.

منتدى الأتاسي
تنتمي الناشطة الحقوقية السورية المعارضة سهير الأتاسي إلى عائلة حمصية عريقة قدّمت للمجتمع السوري عددا من الشخصيات المعروفة، كان من بينها رئيسان للبلاد هما لؤي الأتاسي ونور الدين الأتاسي.

تنتمي الناشطة الحقوقية إلى عائلة حمصية عريقة قدّمت للمجتمع السوري عددا من الشخصيات المعروفة، كان من بينها رئيسان للبلاد هما لؤي الأتاسي ونور الدين الأتاسي

ويعد جمال الدين الأتاسي والد سهير -الذي توفي عام 2000- من المفكرين القوميين المعروفين في بلده وفي العالم العربي، وشارك مع صلاح البيطار وميشال عفلق في تأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي عام 1947، كما شغل منصب وزير في الحكومة السورية، وشغل منصب الأمين العام للاتحاد الاشتراكي المعارض.

ولدت سهير الأتاسي في دمشق عام 1971، وتخرجت من قسم اللغة الفرنسية في كلية الآداب بجامعة دمشق، ثم حصلت على دبلوم في التربية.

واهتمت في فترة مبكرة من عمرها بالأدب والفنون والثقافة، ثم عملت في هذا الميدان بعد انتهاء دراستها الجامعية. واشتغلت في ميدان الإنتاج الثقافي ومنه الإنتاج السينمائي.

وساهمت بشكل كبير في صنع ما عرف باسم "ربيع دمشق" الذي ما لبث أن انتهى بعد أشهر على انطلاقه، من خلال إنشائها منتدى الأتاسي للحوار الديمقراطي في دمشق الذي استضاف العديد من الشخصيات المعارضة ونظم حوارات حول الديمقراطية في سوريا. وكان هذا المنتدى واحدا من عشرات المنتديات التي فتحت في العاصمة السورية، ثم أقفلتها السلطات تباعا. وكان منتدى سهير الأتاسي آخر منتدى يتم إقفاله عام 2005، لكنها ما لبثت أن أطلقته مجددا عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".

سهير الأتاسي:
السوريون لن يتراجعوا عن الثورة.. من المستحيل على بشار أن يربح.. سيتعين عليه أن يدوس على جثة كل ثائر

حوار وثورة
عرفت سهير الأتاسي بدعوتها إلى حوار وطني مع البعث والشيوعيين والإخوان المسلمين وغيرهم من نشطاء المجتمع المدني.

ومع انطلاق الثورة السورية عملت الأتاسي لمدة عام في سوريا بشكل سري، حتى اعتقلتها السلطات أواسط مارس/آذار 2011 بعد إشادتها في حديث مع قناة الجزيرة بالاحتجاجات الشعبية البلاد، قبل أن تنتقل في نهاية العام نفسه إلى فرنسا حيث استقبلتها السلطات الفرنسية والبرلمان الأوروبي.

تقول الأتاسي إن "النظام يعمل دون كلل أو ملل على تقسيم الناس على أسس طائفية، لكنني أرفض الفكرة القائلة إن هذه الثورة ثورة سنية أو إسلامية.. إنها ثورة من أجل الحرية. ومن الطبيعي أن تكون غالبية المشاركين في الثورة من السنة، إذا أخذنا في الاعتبار التكوين الديمغرافي للبلد".

ومثل الكثير من الناشطين الآخرين، فإن الأتاسي من أنصار التدخل الخارجي في سوريا، وهي ترد على الحجج التي يسوقها الدبلوماسيون والناقدون الذين يخشون من أن تقديم الأسلحة للجيش السوري الحر سيفاقم الصراع، بأن تسليحه سيضمن تحوله فيما بعد إلى قوة منضبطة ومتناغمة ينضوي تحتها جميع المنشقين عن الجيش، "وإلا ستكون الأسلحة بأيدي الجميع، وسيكون الباب مفتوحاً أمام القوى الخارجية لتسليح بعض الجماعات من أجل مصلحتها الخاصة، وسينتهي بنا الأمر إلى حروب مليشيات".

ولكن حتى من دون مساعدة خارجية، ليس لديها شك في أن النظام محكوم عليه بالزوال، وهي تقول إن "السوريين لن يتراجعوا عن الثورة.. من المستحيل على بشار أن يربح.. سيتعين عليه أن يدوس على جثة كل ثائر".

المصدر : الجزيرة + الفرنسية + مواقع إلكترونية