150 قتيلا بسوريا ودعوة لإضراب عام

ماجد عبد الهادي

شهدت سوريا يوم الأحد أكثر أيامها دموية منذ تفجر المظاهرات المنادية بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد منتصف مارس/آذار الماضي بسقوط زهاء 150 قتيلا ومئات الجرحى معظمهم في مدينة حماة، وقد دعا اتحاد تنسيقيات الثورة السورية ولجان التنسيق المحلية الشعب السوري إلى مظاهرات حاشدة بعد صلاة التراويح اليوم ردا على "جرائم النظام" المستمرة، وإضراب عام في جميع أنحاء البلاد.

وقال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية في ملخص لأحداث الأحد إن نحو 150 قتيلا سقطوا برصاص قوات الجيش والأجهزة الأمنية أغلبهم في مدينة حماة، حيث قتل 130 مدنيا وأصيب 400 آخرون في عملية عسكرية مفاجئة بدأت فجر الأحد، في حين أشارت المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريا إلى مصرع 145 شخصا معظمهم في حماة (113) قتلوا برصاص القوات السورية لدى اقتحامها عددا من المدن في أنحاء سوريا.

في السياق قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عدد الجرحى بحماة كبير ولا طاقة للمستشفيات به.

وأشار مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن إلى مقتل شخصين في بلدة صوران وجرح العشرات بريف حماة عندما أطلق رجال الأمن الرصاص على الأهالي الذين خرجوا للتظاهر إثر سماعهم الأنباء عن حماة.

وقد اقتحمت دبابات الجيش ومدرعاته في وقت مبكر من صباح الأحد حماة المحاصرة منذ شهر، التي شهدت أضخم المظاهرات المطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.

وقال أحد السكان لوكالة رويترز إن القناصة تمركزوا فوق أسطح مبنى شركة الكهرباء والسجن الرئيسي بالمدينة, وتم قطع التيار الكهربائي عن معظم الأحياء الشرقية لحماة.

وأشار المتحدث باسم لجان التنسيق المحلية عمر إدلبي -المقيم في لبنان حاليا- إلى أن الدبابات قصفت عدة مناطق لدى اجتياحها المدينة.


undefinedرواية رسمية
مقابل ما يقوله السكان ونشطاء، ذكرت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) أن عشرات المسلحين المتمركزين فوق أسطح المنازل في حماة يقومون بإطلاق النار بكثافة لترهيب السكان.

وأضافت الوكالة أن هذه المجموعات المسلحة أضرمت النار في مراكز للشرطة وخربت الأملاك العامة والخاصة وأقامت الحواجز على الطرقات, مشيرة إلى أن الوحدات العسكرية تدخلت لإزالة الحواجز المقامة على مداخل المدينة.

وقال مصدر رسمي سوري الأحد إن مجموعة مسلحة هاجمت مفرزة أمنية ببلدة صوران قرب حماة وقتلت خمسة من عناصر المفرزة وأصابت خمسة آخرين بجروح. كما أشار المصدر إلى أن قوات حفظ النظام اشتبكت مع مسلحين بعدما أطلقوا النار تجاههم عندما حاولوا إزالة الحواجز من مداخل حماة ما أدى إلى سقوط قتيلين في عدادها.

وأعاد اقتحام الجيش لحماة ذكريات المذابح التي شهدتها عام 1982 على يد قوات الرئيس الراحل حافظ الأسد لقمع انتفاضة أسفر عن مقتل 38 ألفا وفق أرقام المنظمات الحقوقية فيما بات يعرف بمجزرة حماة.

اقتحام دير الزور
وإلى الشرق قرب الحدود مع العراق أوقع اقتحام الجيش لمدينة دير الزور 19 قتيلا وعشرات الجرحى، كما قتل شخص في مدينة البوكمال بنفس المحافظة التي تحاصرها الدبابات وفق المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان. لكن مصدرا سوريا رسميا قال إن ضابطا وعنصرين من الجيش قتلوا برصاص مسلحين في دير الزور.

وتفيد الأنباء الواردة من اتحاد تنسيقيات الثورة بنزوح الأهالي والعائلات من دير الزور باتجاه مناطق مركدة والشدادي والحسكة، وتشير تلك المصادر إلى تزايد أعداد النازحين بشكل مستمر، حيث أكد العديد من أهالي المنطقة استقبال البعض لعائلات نازحة.

ريف دمشق شهد سقوط العديد من القتلى في الأيام الماضية (أرشيف)
ريف دمشق شهد سقوط العديد من القتلى في الأيام الماضية (أرشيف)

مدن أخرى
وأفاد شهود عيان للجزيرة بأن ستة أشخاص بينهم طفلة قتلوا في بلدة الحراك وأصيب عشرات عندما اقتحمت قوات الجيش هذه البلدة الواقعة قرب درعا, وقال نشطاء حقوقيون إنه تم اعتقال العشرات بالمدينة ومن بينهم ثلاث نساء.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الأمن اعتقلت أكثر من 300 في بلدة المعضمية بريف دمشق التي قطعت عنها الاتصالات والكهرباء. وقال دبلوماسي غربي إنه رأى عدة دبابات تدخل هذه البلدة، في حين أشار نشطاء إلى إطلاق نار كثيف في البلدة.

كما قال سكان إن قوات الأمن استخدمت قنابل مسمارية في بلدة حرستا بريف دمشق مما أسفر عن إصابة أكثر من أربعين شخصا. كما شنت الأجهزة الأمنية حملة اعتقالات واسعة في مدينة الكسوة مع سماع صوت إطلاق رصاص، حسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ناشط أشار إلى معلومات عن سقوط جرحى.

وفي العاصمة دمشق أفاد اتحاد تنسيقيات الثورة بقطع السلطات الكهرباء والماء عن أحياء بالمدينة مثل ركن الدين والقابون.

كما سقط خمسة قتلى في عدة أحياء بمدينة حمص برصاص الأمن عندما خرج أهلها للتظاهر نصرة لحماة، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الرابطة السورية لحقوق الإنسان.

وأشار رئيس الرابطة عبد الكريم ريحاوي إلى مقتل ثلاثة أشخاص في ريف إدلب، بينهم شخص من بنش وشخص من سرمين وآخر في سراقب، عندما خرج أهلها للتظاهر احتجاجا على ما يجري في حماة.

المصدر : الجزيرة + وكالات